fbpx
الرئيس “هادي” .. وما خُفي كان “أحمر” !!

أنور التميمي
عندما غادر الرائد عبدربّه منصور هادي الجنوب بعد أحداث 13 يناير 1986 استقر به المقام في اكناف المتنفّذ علي محسن الأحمر الذي كان لا يقل نفوذا وسطوة في منظومة الحكم في صنعاء عن الرئيس علي عبدالله صالح .
سعت صنعاء ومنذ وقت مبكر لتشكيل جبهة عريضة من كل المتضررين من نظام الحكم في عدن ، لإسقاط النظام في الجنوب ثم ضمّه وإلحاقه بمركز السلطة والنفوذ في الشمال ، وقد وجدت ضالتها في الفريق العسكري الذي خسر معركة 13 يناير ، حيث أوكلت مهمة ترتيب أوضاعهم ثم الإستفادة منهم لعلي محسن الأحمر الذي يعد أحد  أبرزالقيادات العسكريّة للأفغان العرب .

وبما إن نظام الحكم في عدن آنذاك يدور في فلك ما كان يعرف بالمعسكر الإشتراكي ، فقد وضع ( المجاهدون العرب ) الذين يقودهم علي محسن الأحمر نصب أعينهم مهمة (الجهاد ) في الجنوب  كأولوية توازي مهمة الجهاد في أفغانستان .
وعلى الرغم من أن الخلفية الفكرية والسياسية لهادي وكل ( اللاجئين الجنوبيين إلى الشمال ) بعيدة كل البعد عن الفكر الجهادي الإسلامي إلّا إن استشعارهم بما يعتقدون أنها مكرمة وجميل ، جعل البعض منهم يضع يده بيد علي محسن منذ ذلك الحين .
يؤكّد المقرّبون من عبدربّه منصور هادي انه لم يغادرإلى هذه اللحظة هذه الحالة الملتبسة في علاقته بالجنرال الأحمر حتى بعد أن صار يحمل مسمّى الرئيس اليمني ، وعلي محسن نائبا له .
انفضّ معظم الجنوبيين اللاجئين إلى صنعاء وغادروا دائرة تأثير علي محسن بعد أن تكشّفت لهم المهمّة المشبوهة التي يُراد لهم القيام بها ضد وطنهم وأهلهم ، وبقي هادي وقلّة ممن حوله يحومون في دائرة تأثير جاذبية مغناطيس علي محسن الذي وثّق عرى التشاباكات مع من صاروا قادة جنوبيين في الدولة بعد أن اسهموا في اجتياح الجنوب واحتلاله لصالح قوى الهيمنة والنفوذ في صنعاء عام 1994 ، بمصالح اقتصادية ضخمة جعلت علاقة هادي بعلي محسن مصيريّة ، وفي سبيل تمتينها أكثر، رمى علي محسن  بنزر يسير من عائدات سطوته على تجارة النفط والغاز للرئيس الهادي وأولاده .

يمتلك الجنرال العجوز علي محسن الأحمر امبراطورية اقتصادية ضخمة بناها من الإتاوات التي يفرضها على الشركات الأجنبية والمحلية العاملة في قطاعات النفط والغاز، وقد نشر موقع المصدر اونلاين تقرير برلماني قدمته لجنة مجلس النواب اليمني بتاريخ 6 يناير 2014 رصد تفاصيل مرعبة عن النفط وعن المبالغ الذي تدفعه شركات نفطية لقوات عسكرية تقوم بحمايتها
وورد في التقرير البرلماني أن الشركات النفطيّة تدفع سنويّا (238.127.90) دولار أمريكي ، مقابل الحماية الأمنية ومرافقة ناقلات النفط، أي ما يعادل مبلغ وقدره (51) مليار، و (197) مليون، و(502) ألف، و (800) ريال يمني ، حيث يستحوذ علي محسن وفريقه على معظم هذه المبالغ المهولة .
أدرك الجنرال العجوز علي محسن  أن تشبيك الرئيس عبدربه منصور هادي وتعميد عرى التبعية يستدعي إدخاله ضمن شبكة النفوذ والمصالح وهي شبكة معقّدة تتشابك وتتداخل فيها قوى قبلية ودينيّة عابرة للحدود الوطنيّة يمسك بخيوطها جميعا التنظيم العالمي للإخوان المسلمين .
لعب التاجر المقرّب من جماعة الإخوان المسلمين أحمد العيسي دورا محوريا في إدخال هادي منذ أن كان وزيرا للدفاع عقب حرب اجتياح الجنوب عام 1995 م إلى شبكة النفوذ الإخوانية المرتكزة على سطوة المال .
ولم يكن الإخوان المسلمون في حاجة إلى جهد كبير لاصطياد الرجل فهو جاهز منذ وقت مبكر.

فمن هو أحمد العيسي ؟
نشأ أحمد العيسي نشأة إخوانية فمنذ التاسعة من عمره التحق بمعهد “النور العلمي” التابع لـ”الإخوان المسلمين” بالحديدة، وفي العام 1987م، استأجر والده الحاج صالح، محطة تهامة لبيع البنزين والديزل، الذي كان يشتريه بالآجل ويبيعه نقدا .

تولّى أحمد إدارة حسابات محطة المحروقات النفطية التابعة لوالده ، ومن بعدها تولى إدارتها، ليتجه بعدها إلى التجارة، ولكن من بوابة الصفقات بحثاً عن الربح السريع، فكانت أولى صفقاته عقد لتموين السفن والبواخر في ميناء الحديدة بالديزل

ارتبط التاجر الصاعد العيسي بعبدربه منصور هادي بعلاقة شراكة اقتصادية منذ عام 1995 عندما كان هادي يشغل منصب وزير الدفاع .
مكّن هادي شريكه التاجر الشاب من سفن ومعدّات النقل البحري، التي كانت تتبع القوات البحرية لدولة الجنوب سابقاً، فآلت إلى العيسي بالإيجار، مع عقد شراكة مع هادي ليستحوذ العيسي بتلك السفن والمعدّات على النشاط الملاحي تحت مسمّى شركة ” عبر البحار ” بعد أن قام بإصلاحها وصيانتها بمبالغ زهيدة، ليحقق بها أرباحاً خيالية . …. يتبع