fbpx
قراءة تحليلية.. لفشل الشرعية وكيف تحولت لسبب في صمود مليشيات الحوثي الارهابية؟
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تحليل:

يجمع كل المراقبين للشأن اليمني على ان سلطة الحكم الانقلابية في صنعاء تجاوزت موضوعيا عمرها الافتراضي . وانها بحكم منطقها الداخلي واداءها العام تبدو مرشحة على الدوام للانهيار الذاتي حتى من قبل ان تسقط خارجيا ، نظرا لفسادها و طائفيتها وارهابها الممارس ضد المجتمعات التي تتسلط وتسيطر عليها بالحديد والنار.

ومع ذلك نجحت ميليشيات الحوثي في الصمود سياسيا وعسكريا طيلة خمسة اعوام رغم حصارها وعزلتها، و رغم اختلال موازين القوى العسكرية في مصلحة التحالف العربي والشرعية.

لكن نجاح صمود المليشيا الانقلابية كانت بسبب ترهل الشرعية التي سيطر عليها حزب الاصلاح ( إخوان اليمن) حيث نجحت المليشيا في اخر عاميين بتجاوز محنها الداخلية بامان من انتفاضة صنعاء التي قتل فيها الرئيس السابق علي صالح مرورا بمواجهات عمران واخيرا بانتفاظة حجور.

مشهدا ملتبسا كهذا يستدعي اعادة تحليل الصراع اليمني ، وصياغة الاسئلة المناسبة للوصول الى الاجابات الصحيحة .. لقد انشغلنا جميعا بالبحث في الاتجاه الخاطئ عندما وضعنا السؤال بصيغته المضللة : لماذا صمد الحوثيون امام الهزيمة الوشيكة ؟

و الادق ان تكون صيغته على النحو التالي : لماذا فشلت الشرعية في تحرير بقية المحافظات الشمالية ؟؟ حيث انها أصلاً غير مقبولة في محافظات الجنوب منذ زمن نظام الرئيس صالح ؟

وعوضا عن الانشغال في الاجابة على هذه الاسئلة التي تمثل جوهر المعضلة السياسية في اليمن ، وتفسر اسباب ما حدث سابقا في صنعاء وما حدث لاحقا في الحديدة، ثم ما يحدث حاليا في عدن والجنوب … لقد صنعت الشرعية ممثلة بالرئيس هادي اعداء جدد لها هم وحدهم من نصروها في الجنوب وفي جبهات الشمال، وكان ذلك بفعل تأثير حزب الاصلاح ( اخوان اليمن) على قرار الشرعية وسيطرته على مفاصلها لصالح اجندة التنظيم الدولي للإخوان المدعوم من قطر.

اندفعت الشرعية بحقد كبير ضد الجنوب وتركت الشمال للحوثيين وذلك مخطط اخواني بحت هدفه ترك المليشيا الحوثية تتنفس الصعداء إلا من طائرات التحالف العربي فقط.

فشرعت الشرعية وحكومتها على معاداة الجنوب وتسخير كل امكانياتها لمواجهة الانتقالي الذي يؤكد هو اصلا من صنع للشرعية وللتحالف انتصارات ولولاها لكن الجميع غارقون في مستنقع ايران والحوثيين .

بل ذهبت الشرعية لمعاداة دولة الامارات التي هي أصلا كانت المشرفة والداعمة لكل الانتصارات الجنوبية التي تمت خلال خمس سنوات في ظل جمود وخيانات جبهات حزب الاصلاح ( اخوان اليمن ).

ولعل القارئ الحصيف سيجد عدة حقائق خلف ما آلت اليه اوضاع الشرعية:

اول هذه الحقائق عجز الشرعية العسكري عن تحقيق اي انتصار حقيقي على الحوثي منذ تحرير الجنوب ونصف مارب ، بل و تفريطها سياسيا بالانتصار العسكري الوشيك في الحديدة وفشلها اخيرا في ادارة اتفاق استوكهولم الذي جيره الحوثيون لمصلحتهم.

ثانيا، الاخلال بقواعد الشراكة السياسية سواء مع الاحزاب التقليدية او مع القوى الجديدة التي افرزتها الحرب مثل المجلس الانتقالي والمقاومة الجنوبية ، وفتح معارك جانبية مع شركاء التحالف العربي قبل الانتهاء من العدو المشترك.

واخيرا، فشلها الذريع في بناء اي نموذج ايجابي خدماتي داخل المناطق المحررة، بل دأب محتكري الشرعية على تقاسم موارد الدولة ومؤسساتها ووظاىفها العامة كاستحقاق شخصي و اسري لم تعرفه حتى حقبة حكم صالح ، ما كان يعني بالضرورة اسقاط ما تبقى من مؤسسات للدولة.

اضافة الى ذلك ان الشرعية اليمنية تورطت في دعم الجماعات الارهابية وتجنيد عناصر الارهاب وقياداتهم في معسكراتها لتصبح جماعات الارهاب جماعات ” مشرعنة ” تحت اسم الشرعية.

لقد تحول فساد السلطة المحتشم ايام صالح وبداية حكم هادي، الى سلطة فساد سافرة لم تعد تبالي بمصالح الناس البسطاء او استحقاقات الشركاء ، وهكذا افرزت الاحداث بدائل جديدة كان منها المجلس الانتقالي الذي لم يقم بشيئ سوى تقديم نفسه كبديل ناجع عن السلطة الشرعية.

وبينما علقت وزارة الداخلية اعمالها في عدن لتتركها فريسة للفوضى، نظمت قوات الانتقالي مجهودها الامني للحفاظ على سكينة العاصمة المؤقتة ،. وعندما قررت الحكومة معاقبة الناس في عدن من خلال منع المشتقات النفطية عن محطات توليد الكهرباء ، قام الانتقالي بتوفير شحة محروقات على حسابه تكفي لتوليد الطاقة الكهرباىية لمدة شهر.

 

وحينما ذهبت سلطة الشرعية نحو تجميد جبهاتها مع الحوثي، وفتح جبهة اخرى اوسع مع الامارات . اكدت قيادة الانتقالي تاييدها لجهود الوساطة السعودية وتمسكها الاستراتيجي بقتال الحوثي.

هكذا يتضح لنا الفرق بين قوة وطنية مسؤولة تعمل جنب الى جنب مع التحالف العربي وبين فساد الشرعية الذي يبحث عن الاخرين كي يخوضوا عنه معاركه بل و يظهر فجوره السياسي مع الحلفاء قبل الخصوم في حال رأى اي تهديد لمصالحه الخاصة وليس مصالح الناس العامة.

و من هنا يجد الحوثي قوته ويستمد عناصر بقاءه.. ومن هنا يبدأ اي مجهود حقيقي لانهاء الانقلاب و تقويض النفوذ الايراني في المنطقة ، اذ ان الطريق الى تحرير اليمن يبدأ بتمكين الشركاء في الجنوب، وباصلاح الشرعية من خلال إنهاء نفوذ اخوان اليمن حزب الاصلاح او تحييدهم عن المشهد او كشف وجههم الخبيث المغطى والعميل للحوثي وإيران عبر استخبارات قطر وايران.

 

أخبار ذات صله