fbpx
في رثا الشهيد القائد العميد/ منير ابو اليمامة
شارك الخبر

بقلم – يونس المشوشي.
سألت نفسي.. هل أستطيع رثاء قائد ورمز جنوبي وطني وصادق من الدرجة الاولى؟.. وهل يمكن وفاء هذا المناضل الجنوبي حقه بكلمات قليلة تقال في حقه ..؟
نعم ايها الاخوة والاخوات؛ يعجز المرء عن رثاء من احب ، واذا كان يستحيل سرد سيرة الثورة الجنوبية فلا يمكنني  ايفاء ابو اليمامه وامثاله حقهم ببعض كلمات لا يزيد عن اسطر معدودة، فسيرة القائد منير اليافعي تلخص بدقة وامانة قصة ثورتنا بحلوها ومرها.
ترجل الفارس  منير محمود اليافعي ” أبو اليمامه ” وهو الذي وقف شامخـًا صامدًا في وجه العدو الشمالي بكافة اشكالهم ابتدا من التصدي  للحوثيين والتصدي لكل مؤامرات حزب الاصلاح و المتآمرين والعملاء ….
ترجل الفارس الذي نذر حياته للكفاح والنضال من أجل أشرف قضية يمكن أن يدافع عنها إنسان بروحه وفكره ووقته .ترجل الرمز الذي أصبح اسمه و جسمه النحيل يرمزان إلى أشرف و أعدل قضية على وجه البسيطة .فهما اختصار للقضية الجنوبية ، وهما عنوان لكل الشرفاء و الأحرار في هذا العالم من أجل الحرية و العدالة و قهر الظلم و رفض الاحتلال اليمني وتحقيق الهدف المنشود في استعادة دولة الجنوب…
ترجل فارس الفرسان بعد أن حمل على كاهله عبء محاربة اعداء الجنوب وكان في المقدمة بمحاربة كل اعداء الجنوب حتى انه كان يتواجد في اي موقع يشتد فيه القتال في مختلف بقاع الجنوب نشيط في تحركاته في مختلف المواقع وكان الرعب الذي تهابه عناصر الارهاب وعناصر حزب الاصلاح وكل العملاء  وكان سدا منيعا لهم  …
ترجل القائد والرمز العميد منير اليافعي .. هذا المقاتل الصلب الذي ما فارقت البزة العسكرية جسده .. وتحمل شظف العيش وعشرات محاولات الاغتيال ، والتهديد اليومي بالقتل والتصفية ،وارتضى صابرًا ومصابرًا ومرابطـًا في سبيل الله وفي سبيل الوطن الجنوبي وقضيته….
ترجل  الفارس عن حياتنا بجسده  الطاهر ، و لكنه بقي محفوراً في الذاكر الجنوبي المليئة بالأمال و الآلام ..
لكنك في هذه المرة .. ذهبت .. ولن تعود .. فقد اختطفتك منا يد الغدر .. لذلك فالوحشة إليك هائلة .. والحسرة عليك فادحة .. والخسارة فيك جسيمة .
لكن مما يسري عنا بعض الحزن .. ويخفف عنا بعض الألم .. أنك أيها المناضل الشهيد .. وإن كنت قد استشهدت .. فأنك لم تمت .
لقد شيعنا جسدك إلى مثواها الأخيرة .. ولكن المناضلين الأبطال ليسوا مجرد أجساد، الجثمان يرحل والجسد يتحلل .. ولكن مآثر المناضلين لا ترحل ولا تتحلل .
لقد كنت فكرًا .. وفكرك لن يموت ،وكنت نضالاً .. ونضالك لن يتوقف ،وكنت موقفًا .. ومواقفك مخلدة على صفحات التاريخ ، وكنت علمًا .. وأعلام النضال لا تسقط ولا تنكس أبدا .
وإنما تتناقلها سواعد المكافحين وتتوارثها أجيال المناضلين جيلا بعد جيل.
أنت حي لأنك جزء عزيز لا ينفصم من شعبنا والشعوب باقية لا تموت ..
أنت باق لأن سيرتك جزء لا يتجزأ من تاريخ الجنوب وتاريخ الشعوب لا يندثر.
لقد كنت جزء من آلام هذا الشعب..
وكنت جزء من نضال هذا الشعب فقد خبرتك ساحات النضال ثائرا  ومقاتلاً وقائدًا ومعلمًا .
لقد ذهبت عنا .. ولكنك باق معنا ..
وستظل أبدا .. هنا .. وفيًنا .. وبنا ..
فحياة المناضلين كحلقات السلسلة الواحدة متتابعة.. متلاحقة.. متلاحمة .
نعم أيها الشهيد المناضل .. ستبقى حيًا .. في قلوب البسطاء والكادحين والمستغَلين .
أولئك الذين عشت من أجلهم .. وناضلت في سبيلهم .. وضحيت من أجل أن توفر لهم الغد المشرق .. واستشهدت لأنك أبيت أن تتخلى عن قضاياهم ومبادئك .
حقًا كان استشهادك خسارة .. وأية خسارة ..
بل هو الخسارة كل الخسارة ..
لكن النضال كسب وخسارة .. وتلك هي سنة النضال ..ولقد اخترت أنت بنفسك لنفسك .. حياة المناضلين .فقد كنت تؤمن أنه بغير نضال .. فلا تحرير ولا استقلال .. ولا خلاص من الاستغلال .. ولا انطلاق من القيود والأغلال.
#يونس_المشوشي
أخبار ذات صله