fbpx
التفاصيل الكاملة لفشل لقاء بالأردن بين بعض السياسيين الجنوبيين واعتذار المعهد الأوروبي للسلام
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير:

 

فشل لقاء سياسي غامض في الاردن كان يحضره بعض السياسيين الجنوبيين منهم  يقطنون في الخارج منذ فترة طويلة وآخرين نشطاء قدموا إلى الاردن من عدن لحضور اللقاء الذي ينظمه المعهد الاوروبي للسلام أحد المساعدين لمكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة اليمن ودعا إليه نحو 20 سياسي وناشط جنوبي.

 

وتضاربت الأسباب الحقيقة حول فشل اللقاء، إلا ان المؤكد انه فشل واعتذر المعهد الاوروبي للمدعوين مانعاً إياهم من إبداء الأسباب ، رغم ان سياسيون وناشطون جنوبيون عبروا مبكراً عن رفضهم في مواقع التواصل الاجتماعي لأي نتائج او توصيات يخرج به اللقاء لكون من يحضره لا يمثلون إرادة الشعب الجنوبي ويحضرون بصفتهم الشخصية.

 

ويزعم الداعين الى اللقاء أن الهدف منه الاستماع الى مختلف الرؤى والافكار للمدعوين حول السلام في اليمن وسبل حل القضية الجنوبية، إلا ان اللقاء إذا كان شاملاً كل التيارات السياسية الجنوبية فقد أقُصي منه تيارات جنوبية كثيرة وتم اختيار المدعوين الى اللقاء عبر الوساطة او المعرفة وهو ما اعتبره بعض السياسيين والناشطين الجنوبيين بانه اسلوب غير سوي.

 

واعلن مكتب المبعوث الأممي الى اليمن انسحابه مبكراً من اللقاء ولم يبدي أي اسباب مما يجعل موقف مكتب المبعوث محل غموض ، وكان ذلك مؤشراً على فشل مبكر للقاء.

 

وترددت أنباء ان الحكومة الأردنية أوقفت انعقاد اللقاء وابلغت المعهد الأوروبي للسلام رفضها عقد اللقاء في أراضيها دون إبداء الأردن أي اسباب، لكن هذا الأمر ظل محل تداول واسع على مواقع الاخبار وصفحات التواصل الاجتماعي دون تأكيدات من الحكومة الاردنية، كما تحدث ناشطون بنفس السياق والمصادر عن منع الاردن للسياسي الجنوبي والرئيس الأسبق علي ناصر محمد من دخول أراضيها وتم اعادته من مطار بيروت.

 

لكن الأمر الذي زاد من فشل اللقاء هو رفض النشطاء والسياسيين والقيادات الجنوبية في الداخل لعقد اللقاء ورفض اي نتائج يخرج بها طالما وتم الترتيب للقاء بشكل غامض وبسرية تامة والذين أشاروا في منشورات كثيرة أن من دُعي الى اللقاء هم سياسيين بصفتهم الشخصية بعضهم لا صلة لهم بالقضية الجنوبية وفعلها الثوري على الأرض وفي الداخل الجنوبي، والبعض من المدعوين يتبنون مشاريع  منتقصة من القضية الجنوبية مثل ” الاقليمين ” او مشاريع وحدوية مثل ” الستة الاقاليم” وهي مشاريع تتصادم وإرادة الشعب الجنوبي المتمثلة باستعادة استقلال دولة الجنوب. على حد وصف الناشطين.

 

وفي السياق ذاته اكدت مصادر اعلامية ان المعهد الأوروبي للسلام اضطر الى إخراج فشل اللقاء بشكل دبلوماسي يُبعد الإحراج عنه وعن الحاضرين فقام بعقد لقاء للحاضرين واعلامهم بان اللقاء لن تعقد وأبدى اعتذاره لهم ووعدهم باقامة لقاء اخر في شهر سبتمبر 2019.

 

وعلى هامش لقاء الاعتذار التقط المعهد الاوروبي للسلام العديد من الصور للحاضرين كصور تذكارية لإبعاد الإحراج عنهم وعنه، ودعاهم لمغادرة الأردن وأكد لهم ان حجوزاتهم للعودة جاهزة وعليهم اخلاء الفندق بعد فشل اللقاء .

 

وخلال ذلك أبدى الحاضرين استياء من فشل اللقاء وأصروا على إصدار بيان ختامي جاهز كان بحوزة الحاضرين من تيار الشرعية على أساس ان اللقاء تم ونجح فاعترض المعهد الاوروبي للسلام وأكد أن ذلك مرفوض، حيث تبنى البيان كل من ” حيدر ابو بكر العطاس وياسين مكاوي وحسين بن عرب وفؤاد راشد ” والذين قاموا بتوزيع البيان الجاهز للأعضاء والذي يحمل عبارات كانت ستثير ردود أفعال غاضبة لدى الشعب الجنوبي والناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي.

 

واشارت مصادر ان البيان يحمل عبارات هي عادة ما يرددها مسؤولي الشرعية وهي مجموعة توصيفات سياسية ترددها احزاب اليمن وفصائلها سواء التابعة للشرعية او التابعة للحوثيين والتي تتحدث في إطار اليمن وان القضية الجنوبية ممثله في مؤتمر الحوار الوطني وتم حلها وبان الجنوب غير موحد وما اليه من تلك التوصيفات التي قالت المصادر أن الناس سأموا سماعها وتعتبر مشكلة بحد ذاتها لتزييفها إرادة الشعب الجنوبي الذي فوض المجلس الانتقالي الجنوبي بتمثيل قضيته واعلن ذلك في مليونيات شعبية شهدها العالم أجمع، فضلاً على ان الانتقالي يعمل بكل جهد في كل المستويات ويدير حوار مع كافة السياسيين الجنوبيين. على حد وصف المصادر.

 

واضافت المصادر أن المعهد الأوروبي وجه صفعة للداعين الى اصدار بيان برفض رفضاً قاطعاً إصدار بيان بإسم لقاء هو من دعا له وهو من أجل انعقاده او بالاصح فشل في عقده فتم تأجيله، الأمر الذي تسبب بخيبة امل لبعض العناصر الحاضرة والمنتمية لأحزاب اليمن فيما كان ذلك محرجاً للبقية .

 

من جهة أخرى كشف سياسيون جنوبيون أن الهدف من وراء لقاء الأردن الذي فشل هو تمرير فكرة طالما عمل عليها بعض السياسيين والجهات بما فيها اعضاء داخل مكتب المبعوث الأممي وهي فكرة تبنى على إيجاد ما تسمى ” منصة جنوبية ” أي – قيادة جنوبية سياسية للتفاوض في الخارج.

 

وقال السياسيون ان هذه الفكرة قديمة كان يرددها المبعوثين السابقين ” جمال بن عمر واسماعيل ولد الشيخ: ويتخذون منها منطلقاً لإقصاء الجنوب من المفاوضات السياسية في كل مرحلة، ويتم تكرارها اليوم لنفس الغرض، دون النظر الى التمثيل الحقيقي للشعب الجنوبي ومشروعه المتمثل بـ” استقلال الجنوب ” لكون بقية المشاريع هي مدرجة ضمن مشروع السلطات والاحزاب اليمنية بمختلف فصائلها الشمالية.

وعبر السياسيون الجنوبيون ان أي فكرة عن ” منصة جنوبية ” يجب ان يقابلها فكرة أيضاً لتوحيد القوى الشمالية وايجاد ” منصة شمالية ” ايضاً للدخول في أي مفاوضات، مستغربين كيف يتم الحديث عن منصة جنوبية في حين ان الشعب الجنوبي فوض قياداته على الارض ممثلة بالمجلس الانتقالي لإدارة المرحلة وتمثيله في مختلف المراحل، وأوكل له مهمة عقد اللقاءات مع السياسيين الجنوبيين القريبين من مشروع الاستقلال والاصطفاف مع الانتقالي.

 

واضافوا، ان هناك مساعي مستمرة من الشرعية اليمنية المرفوضة في الجنوب او من الاحزاب اليمنية، وبعض الجهات الاقليمية لإقصاء الجنوب والقضية الجنوبية وممثلها ” المجلس الانتقالي الجنوبي” من أي مفاوضات سياسية، وهو ما يعني ان أي اتفاق سياسي سيكون مبتور ويحمل مخاطر تفجر صراعات اخرى لكون القضية الجنوبية لها خصوصيتها السياسية والتأريخية ولا حلول سياسية جذرية إلا بحلها حلاً عادلاً يقوم على استعادة الشعب الجنوبي لإستقلال دولته.

 

ويتهم سياسيون جنوبيون الأمم المتحدة وبعض المنظمات والمعاهد العاملة في مسار السلام باليمن، بترويج وإظهار شخصيات سياسية تنتمي للجنوب ولا صلتها بالقضية الجنوبية وبعضها تقف في صف مضاد لإرادة الشعب الجنوبي، مما يعيد تكرار تزوير إرادة الشعب الجنوبي، مؤكدين ان الجنوب من يمثله قيادة ارتضاها الشعب ويمكن إدارة لقاءات في العاصمة عدن برعاية الامم المتحدة لكل السياسيين الجنوبيين مع قيادة المجلس الانتقالي لتوحيد رؤية التفاوض بشأن القضايا المصيرية والسياسية الخاصة بمصير الجنوب وحلول القضية الجنوبية.

وبغض النظر عن فشل لقاء الأردن ، فإن أبرز الانتقادات التي وجهت للقاء ومنظميه خاصة المعهد الأوروبي للسلام، كان سوء اختيار الشخصيات التي تم دعوتهم لحضور اللقاء والذين عادة ما يكون صوتهم اعلامي أكثر من منه واقعي على الأرض لأن غالبيتهم لا يتواجدون في الجنوب.

 

كما أبدى ناشطون اخرون ملاحظات هامة قالوا فيها انهم يعلمون ان اللقاء كان مجرد جلسة لنقاش وإبداء أراء، لكن اعتبروا أن عدم تقدير المعهد الاوروبي للموقف  يعبر عن عدم فهم حقيقة ما يجري بالجنوب وعلى الأرض، حيث تم اختيار عناصر من بعض التيارات وان كانوا لا يتواجدون بالجنوب واقصاء اخرين متواجدون على الأرض مما يشكل معضلة أخرى، مؤكدين انه تم اقصاء اللقاء لكل التيار النسائي الجنوبي الحقيقي وتيار الشباب والحركة الشبابية والطلابية واتحاد شباب الجنوب وغيرها.

 

وعبر النشطاء عن املهم في دعم الامم المتحدة للقضية الجنوبية وفق سياسات واضحة، كما عبروا عن مساعي المعهد الأوروبي للسلام لمناقشة القضية الجنوبية لكنهم اكدوا ان على المعهد معالجة بعض الاخطاء في الاختيار ونصحوه بالتعامل مع المجلس الانتقالي الجنوبي لعقد أي اجتماعات بشان القضية الجنوبية في عدن والاستماع لمختلف السياسيين الجنوبيين وسيكون لذلك صدى ودعم شعبي جنوبي واسع.

 

واضافوا ان الشعب الجنوبي مع السلام الدائم والشامل الذي يحمي الجنوب واليمن عامة ويوقف الحروب ويحمي المصالح الدولية ويعزز جهود مكافحة الارهاب، ومع الحلول المنصفة التي تمكن الجنوبيين من نيل استحقاقاتهم واستعادة استقلال دولتهم التي دخلت في وحدة مع دولة اخرى هي اليمن الشمالي وفشلت تلك الوحدة وتعرض بعدها الجنوبيين للإحتلال ومختلف انواع الممارسات والاضطهاد السياسي والاجتماعي والاغتيالات والتصفيات والتجويع ونهب الوظيفة العامة واستنزاف الثروات، والتي لن تنتهي إلا بعودة دولة الجنوب الى استقلالها الذي كان قائماً حتى العام 1990 والمعترف به في كل المحافل العربية والاقليمية والدولية .

 

أخبار ذات صله