fbpx
من يهاجم الإمارات.. ولماذا ؟ وما آثار ذلك على معركة التحالف العربي ضد إيران باليمن؟
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير – خاص:

تتعرض دولة الامارات العربية المتحدة إحد أبرز دول التحالف العربي المشارك في اليمن، لهجوم اعلامي شرس يستهدف دورها الريادي في اليمن ضمن التحالف العربي الذي تدخل في اليمن لمنع ايران من اسقاط البلد والسيطرة عليها .

ورغم أن هذا الهجوم الاعلامي يؤثر بدرجة سلبية كبيرة على التحالف العربي ومسار معركته ضد ايران في شمال اليمن والمستمرة منذ خمس سنوات، إلا ان القوى التي تزعم انها شرعية او المساندة لها لا يكاد تختلف عن مليشيات الحوثي الموالية لإيران في مهاجمة التحالف العربي الذي يتعدى الهجوم على الامارات ليصل الى الهجوم ضد السعودية أيضاً.

الإنجازات المتعددة التي حققتها دولة الامارات في اليمن على كافة الأصعدة لم تعجب القوى الانتهازية لأن الإمارات ركزت على هزيمة مليشيات الحوثي ومكافحة الارهاب ايضاً، ولهذا فهناك تستمر القوى اليمنية الشمالية والمحسوبين عليها من الجنوب بالانتقاص من دور الامارات لخدمة مشاريع لا تخدم الشعب اليمني بقدر ما تخدم جهات خارجية .

وبالعودة الى مسرح الاحداث منذ انطلاق عاصفة الحزم في نهاية مارس 2015 نجد ان ابرز الانتصارات التي تحققت ضد مليشيا الحوثي، هي المناطق التي تواجدت فيها الامارات واشرفت على سير المعارك فيها، سواء كان ذلك المحافظات الجنوبية، او مأرب وحتى مناطق الساحل الغربي وصولاً الحديدة .

وفي مجال مكافحة الإرهاب وتأمين المحافظات المحررة، كان لدولة الإمارات الفضل الكبير في تشكيل قوات من أبناء المناطق الجنوبية التي ظلت مناطقهم لسنوات طويلة مسرح لتحركات الجماعات الإرهابية .

وخلال زمن قصير تمكنت هذه القوات من تطهير كل المحافظات الجنوبية من عناصر القاعدة وداعش، بإشراف من دولة الامارات وتنفيذ قوات جنوبية تم تأهيلها وتدريبها بدعم من الامارات ايضاً .

وعلى صعيد تطبيع الحياة تواجدت الامارات منذ اللحظات الأولى في المحافظات اليمنية المحررة، وكانت البداية من عدن، حيث دعمت الامارات عملية تطبيع الحياة في المحافظات المحررة ولكل القطاعات الهامة من كهرباء ومياه وتعليم وصحة، وهو ما ساهم بشكل كبير في عودة الحياة الى طبيعتها .

كما عملت دولة الامارات وبخطوات متسارعة منذ تحرير العاصمة عدن على عودة الشرعية الى عدن، من خلال إعادة تأهيل قصور معاشيق، وتأهيل قوات الحماية الرئاسية، وتجهيز فندق القصر مقر مؤقت للحكومة .

 

اذن لماذا يتم استهداف الامارات رغم كل تلك الانتصارات والنجاحات التي لم تتحقق في جبهات أخرى ؟

وعلى الرغم من كل تلك الإنجازات الا ان الامارات ودورها محل استهداف، وفي هذا التقرير سنسلط الضوء على الجهات التي تهاجم الامارات .

أولاً: مليشيات الحوثي:

تعرضت مليشيا الحوثي لانتكاسة كبيرة في المحافظات الجنوبية، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل واصلت القوات الجنوبية المدعومة من الامارات مسيرتها باتجاه الشمال، وتمكنا من تطهير مناطق استراتيجية في شمال اليمن أهمها مناطق الساحل الغربي من باب المندب وصولاً الى الحديدة .

كان للإمارات دور بارز في تحطم أحلام ايران وادواتها في اليمن من السيطرة على جنوب اليمن ومضيق باب المندب، لذلك استنفرت ايران أدواتها في اليمن لمحاربة الدور الاماراتي، سواء كان ذلك وسائل اعلام مليشيا الحوثي الرسمية او الأخرى الغير رسمية الممولة من ايران، بالإضافة الى استخدام أدوات جنوبية في مساعي لتحريض الشارع الجنوبي على الامارات ودورها .

 ثانياً: حزب الإصلاح:

من الطبيعي ان تهاجم وسائل اعلام مدعومة من ايران الدور الاماراتي في اليمن،  لأنهم يشعرون بمرارة الهزيمة وخسائرهم الباهظة سواء في الجنوب او الساحل الغربي، ولأنهم يدركون طبيعة الدور الاماراتي في هذه الحرب.

لكن المستغرب له ما يمارسه حزب الإصلاح ” اخوان اليمن ” الذي يعد ركن أساسي في الشرعية اليمنية، من دور رئيسي في مهاجمة الامارات، حتى فوق هذا الدور ما تقوم به وسائل الاعلام التابعة للحوثيين والمدعومة من ايران .

حيث باتت وسائل اعلام حزب الإصلاح، وناشطيه هم اكثر من يهاجم دور دولة الامارات، ويختلقون الحجج والمبررات الوهمية لتغذية وسائل اعلام داعمة لهم مثل قناة الجزيرة .

ويرى مراقبون يمنيون ان حزب الإصلاح فقد البوصلة بشكل كمل، بدل من مهاجمة الحوثيين عسكرياً واعلامياً لاستعادة كرامتهم التي عبث بها الحوثي، لجأوا الى اعلان الحرب على الجنوب واستهداف دور الامارات، وما حدث في شبوة و سقطرى الا خير دليل .

أسباب مهاجمة الإصلاح لدور الامارات :

ولمعرفة الأسباب الحقيقة لمهاجمة دور دولة الامارات من قبل حزب الإصلاح احد أتباع الشرعية لابد من معرفة الخلفية الدينية لحزب الإصلاح وانتمائه لتنظيم الاخوان الدولي المعادي وبشكل صريح لدور الامارات، بل يعتبرها خصم رئيسي تقود ثورة مضادة في مصر ضد الاخوان .

فحزب الإصلاح فرع تنظيم الاخوان في اليمن وضع نفسه في خانة أعداء الامارات، ورغم ان الاصلاح يكن العداء للإمارات إلا انه عداءه ظل مخفيا وغير ظاهر للعلن، حتى ظهور الازمة مع قطر وطردها من التحالف العربي، ليعلن حزب الإصلاح وبشكل واضح وقوفه الى جانب قطر وتركيا ومعهما إيران في استهداف التحالف العربي .

وما يؤكد ذلك ان القضايا المفتعلة بهدف الإساءة للإمارات ظهرت بعد طرد قطر من التحالف العربي في يوليو 2017، حيث سلطت الجزيرة الضوء على عدد من القضايا الوهمية مثل جزيرة سقطرى، والسجون السرية، وغيرها من القضايا التي تعمدت قناة الجزيرة اثارتها بهدف الانتقام من السعودية والامارات ومصر وتبناها بشكل كامل اعلام حزب الإصلاح ونشطائه على مواقع التواصل الاجتماعي .

انساق حزب الإصلاح خلف هذه الهجمات، ليس بدافع وحرص وطني بقدر ما هو طاعة للمرشد وارضاء لجماعة الاخوان ومن خلفهم قطر وتركيا .

لم يقتصر الأمر هنا، بل برزت مخاوف الاخوان من التواجد الاماراتي جنوب اليمن، وتمكين أبناء الجنوب من ارضهم بعد سنوات من عبث حزب الإصلاح بها عبر ادواته، هذه النقطة ايضاً كانت احد ابرز الأسباب التي دفعت بحزب الإصلاح الى مهاجمة دولة الامارات، رغبة لقيادة التنظيم الدولي وخوفاً من فقدان سيطرتهم على هذه المكان الهام في المنطقة .

واعتبر المراقبون ان النجاحات التي حققتها القوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب خلال فترة بسيطة، أجبرت الكثير من قيادة حزب الإصلاح المرتبطين مع الجماعات الإرهابية، على الظهور على حقيقتهم لمهاجمة الامارات والقوات الجنوبية .

لم يكتفي حزب الإصلاح بذلك، بل أراد استغلال الجهل الموجود في الشمال، للتحريض على الامارات، من خلال الحديث عن دور الامارات الرامي الى دعم انفصال اليمن، مع ان رغبة الانفصال لدى أبناء الجنوب وجدت عقب الوحدة اليمنية في عام 1990 مباشرة، وخاضوا من اجلها حرب ضروس في العام 1994م واعادوا الكرة في العام 2007 بتشكيل الحراك الجنوبي، وقدموا تضحياك كبرى، واستمرت تلك المطالب قبل تواجد الامارات في اليمن، كونها مطالب مشروعة وحقيقة وناتجة عن سياسة التدمير التي اتبعها حزب الإصلاح بالشراكة مع الرئيس السابق صالح ضد الجنوب .

جماعة هادي وهجوم المصلحة على الامارات :

اعتمدت دولة الامارات عقب تحرير عدن وبشكل كبير على جماعة الرئيس هادي الذين عينهم في مناصب رفيعة وقتها، ولكن اثبتت الأيام فشل الاعتماد عليهم، حيث كادت عدن تتحول في نهاية العام 2015 الى عاصمة للجماعات الإرهابية وبالتالي خسران كل الانتصارات التي تحققت وذهاب تضحيات أبناء الجنوب والتحالف العربي .

لجأت دولة الامارات الى استخدام استراتيجية جديدة ولا سيما في ملف الأمن، ودعم عملية تطبيع الحياة، حيث شكلت وحدات عسكرية جديدة تشرف عليها بشكل مباشر، ونجحت هذه الوحدات في تطهير المحافظات الجنوبية وحفظ الامن فيها، مما دفع بجماعة هادي الى الخوف على مصالحهم ولا سيما التيار الذي يسعى الى السيطرة على مفاصل  الاقتصاد بزعامة ” العيسي ” .

لذلك لجأوا الى تشكيل وحدات عسكرية مضادة، وسخروا أموال ضخمة لصرفها على وسائل اعلام وناشطين لمهاجمة الامارات، مستغلين نقل البنك المركزي الى عدن ووصول مليارات الريالات المطبوعة بسوريا حيث كان لهم حق التصرف فيها بحكم امتلاكهم القرار في الشرعية .

انحاز انصار هادي لجماعة الاخوان في الكثير من الهجمات الإعلامية، وشاركوا فيها بهدف الضغط على الامارات لتمكينهم على الأرض .

ويبقى مهاجمة دولة الإمارات في اليمن وفي الجنوب على وجه الخصوص هو استهداف للتحالف العربي الذي شكلت الامارات فيه اليد الطولى وحققت غالبية الانتصارات التي هي اليوم عرضه للهجوم والتشويه الاعلامي من قبل الاطراف التي لا تريد للتحالف ان ينتصر في الجنوب او الشمال بقدر ما تريد ان يبقى التحالف بقرة حلوب لإشباع الرغبات الشخصية والنهبوية التي دأبت عليها كل قوى واطراف اليمن .

 

أخبار ذات صله