fbpx
قاسم الصولاني الشهيد البطل
شارك الخبر

كتب – مجاهد القملي
كيف يؤبن الشخص نفسه؟ وكيف يستطيع القلم أن يكتب طالما والأفكار شاردة وراء مراثي لا تنقطع ..؟! لكنني سأستعير من اللفظ ما يطيب الآن  “ذاهب أنت أيها الشهيد في نعيم السكوت، وأنا ذاهب في جحيم الكلام”…
حسنا شهيدنا الحاضر الغائب قاسم أحمد موسى أنت ابن العائلة الثائرة المناضلة وعلى رأسهم والدك وجميع اخوانك وأعمامك واخوالك وجميع قريتك الباسلة “أبو القاسم ” عمك الذي يقف طودا شامخا في مواجهة العدو هو المدرسة الأصيلة التي تخرجت منها أيها الشهيد الحبيب قاسم أنت ومن لحق بك شهيدا من أبناء صولان الثائرة  مدرسة عمك الكفاحية التي أتقنت مبكرا ماهي وماذا تعني ! تخرج منها العديد من المجاهدين الذين ينتظرون الشهادة، فكنت الوفي دائما لقسمك مردّدا حيا على الجهاد مرات عديدة .. لحظت ذلك بمقطع فيديو الهب قريحتي وبعثر كل مكنون أفكاري “إنّ الدماء التي تجري في عروقنا، عينها ليست ملكا لنا بل هي وديعة الأمة فينا متى طلبتها وجدتها”.كنت واحدا من مئات الشهداء الذين أعزّوا الأمة بدمائهم الزكية.
أأتحدث عن إقدامك غير هيّاب بالمخاطر وكأنك كنت تجد لذة في ركوب أمواجها،أهذا كل ما أنت؟ لا، هذا بعض ما أنت ..
عرفتك شبلا في مواقع الشرف والكرامة حين كنا في أحد جبال الضالع ثم رفيقا مندفعا لا يتعب ولا يستكين،مناضلا ومسؤولا لا يتأخر يوما عن إتمام كامل واجباته،فكنت الحدث في كل مكان وزمان فارضا حضورك في حياتك وفي استشهادك في حرب مارس وعندما كنا في موقع يسكنه الدوشكا والكلاشنكوف كان الشهيد قاسم المسؤل الحقيقي عن السلاح حين كانت تبدأ موجة الاشتباك فيهرع الجميع أين قاسم ..؟! قلت لاحدهم لماذا قاسم ؟قال لي قاسم شبل مقاوم وبإستطاعته التحكم بسلاح الدوشكا..في أحد المرات قلت له مازحا ياقاسم حين يتطلب إطلاق النار من سلاح الدوشكا فدعني أتعلم وأطلق منه طلقات بإتجاه العدو .. أجابني الشهيد الحبيب قاسم سأعلمك كيف تطلق النار وكيف تستطيع إصابة الهدف وأنت أشرح لي شيئا من الدروس العلمية في مجال اختصاصك .. هكذا قالها الشهيد قاسم لي وهو في أوج سعادته وفرحه بإن تقاسمنا الحديث وأستطعت من خلال تعايشنا،أكتشف أن قاسم  يمتلك وعيا عميقا في حب الوطن والتضحية من أجله .. صلابة إيمانك أيها الشهيد البطل أعادتك من جديد إلى أرض المعركة،فأنت كنت دائما مصرا على معادلة النصر أو الشهادة.
اليوم تفتقدك العائلة إبنا وأخا ورفيقا،ويفتقدك الوطن حارسا ونابها مناضلاً،مؤلم لنا هذا الوداع،لكنه مشرف لرفيق أراد منذ اليوم الأول لانتمائه إلى هذا الوطن أن يناضل حتى الرمق الأخير اعذرنا أيها الرفيق الشهيد إذا ذرفنا عليك الدمع، فالشوق والحنين تخبئه القلوب،لكن العيون لا تستطيع نودعك اليوم،وصيتك المكتوبة بالورقة التي وضعت نقاطها تناولها الكثير من الناس وقرأها كقصاصة عابرة.. لكن أنا قرأتها وعرفت بتفاصيل تدقيقها الممل ليس لأنها مجرد كتابة بل لأنها كتبت من قلب يحمل حب الوطن والناس … الوصية التي كتبت جعلت من الكثير يعرف معادنك ووفائك وصدقك وعنفوانك الفولاذي المتقد بالوطنية والفداء وإلا لما ظل إصرارك في عيون رفقائك الذين أحببت ساريا،وفي الكثير من الذين زرعت فيهم الإرادة نفسها لإكمال المسيرة فكل كلام مهما كان بليغا لن يوفيك حقك. ماذا يقول الكلام في حضرة الشهادة؟ ماذا يقول الحرف إن نطق الدم؟ أأتحدث عن عمق إيمانك بعقيدتك والتزامك بوطنيتك وصدقك وها أنت تذهب فيهما إلى النهايات، إلى الاستشهاد الشريف ..
وداعاً ياشهيدنا البطل … وداعاً يا حبات الضوء، يا مالئ الدنيا وشاغل الناس… اعتن جيداً بالتراب الذي لم تخرج منه لتعود إليه، كما كنت تعتني بحدود الوطن وبوابته الرئيسة نعم أحبتي وأهلي المناضلين.. إنهم الشهداء الصادقون مع عهد الله تعالى والأكرم منا جميعا..إنهم ابطالنا وأيقونة الجنوب والأمة العربية..إنهم ملحمة البطولة والفداء ..وسيمفونية العشق الأبدي للأرض والإنسان والكرامة…إنهم لحن المقاومة الخالد على دروب الحرية والانعتاق من نير الإحتلال  والمد الفارسي الغاشم ..إنهم الأحياء أبداً في الذاكرة الجمعية الوطنية…وسفر التاريخ المشرف. نم قرير العين شهيدنا قاسم احمد موسى أنت ورفاقك الأبطال الذين استشهدتم بنيران المحتلون الجدد..نم قرير العين شهيدنا قاسم وقسما أن نبقى الأوفياء لعهدك وعهد الشهداء وصدقاً لن تذهب دمائكم هدرا .. رحمك الله واسكنك فسيح جنانه يا أنبل الشهداء وأصدقهم .. يامصدر فخرنا ماحيينا .
أخبار ذات صله