fbpx
كيف يصنع البطل نفسه!!

ماجد الكلدي

ما يحسب للجنوبيين بأن بناء قوتهم العسكرية لم يركز على محافظة دون أخرى وجبهة بدون إسناد الآخرى، بل كان بناء متوازي وبنفس الوقت متين ليس بالسهل كسره من العدو..

اربع سنوات فعل فيها الجنوبيين كل شي، تخطيط، بناء، رفد الجبهات، الدفاع عن الأراضي الجنوبية في ملعب الأراضي الشمالية بهدوء وعقلانية لم يصاحبها الضجيج والبهرجة الإعلامية، أنتصروا مبكرا وتركوا الأنتصار كذكرى ولم تملكهم نشوة المنتصر..

أربع سنوات والعقلانية والهدوء في العمل والتركيز في بناء القوات الجنوبية جعل منهم الطرف الصعب والأقوى بين كل اللأعبين على الساحة..

اربع سنوات وهناك من شكك وأنتقد وقال كل شي منهم من كان يبحث عن تفاصيل اذا وجد هناك من عمل، ومنهم من كان يهدف الى إحباط الجماهير، الحقيقة اننا لسنا من الملائكة حتى نقول اننا لم نشكك او ننتقد بل أنتقدنا بدون قيود وقلنا كل شي واي شي وبصوت عالي قابلها من وسط العمل والتخطيط والبناءصوت رزين ناضج من قيادتنا الموقرة وكل ذلك يحسب لهم، دوافع نقدنا وصراخنا كانت وطنية صرفة ولم نكون ذات يوم من المتربصين..

اربع سنوات صنعت لنا قوات جنوبية قوية يعتمد عليها، وما حدث خلال الأربع السنوات من معارك جانبية حاولت خلط الأوراق واشغال الجنوبيين عن إكمال مهمتهم في البناء يؤكد عظمة تلك القيادات وشراسة تلك القوات وإلا من الصعب الصمود في وقت يواجه الجنوبيون ثلاثة اطراف الكل يتربص بهم، ومع ذلك صمد المارد، وعمل القائد، وصنعنا هذا الإنجاز العظيم..

ثلاثة أطراف حاولت مرارا بعثرة صناعة المستقبل الجنوبي واوكلت تلك المهمة للحوثي اولا، والقاعدة ثانيا، وآخرها الشرعية، انتصرنا في الأولى وجففنا منابع الإرهاب ثانيا، وانكسرت الشرعية ثالثا، وما محاولتها الأخيرة في عدن، وسقطرى، وسبوة، لأرباك الوضع إلا معرفتها بأن كل الأحلام أضحت من الماضي وكل الأوهام ستدون كقصص سينمائية لاحقا..

الجنوب بات قوي وصعب المراس، وتلك حقيقة لم تعد قابلة لتشكيك فلان ولا للحبكة كاتبي القصص المنمقة ولا لمخرجين السنيورهات المذهلة، أنتصر البطل والتفاصيل المملة في عز المعاناة كانت توحي بذلك ..

كيف يصنع البطل نفسه!! سؤال ليس من الصعب الأجابة عليه لكنه مهم في أدق تفاصيله ..