fbpx
الى المتمسكين بالوحدة بلاوعي!
شارك الخبر

بقلم – علي ثابت القضيبي
 
الخطاب السياسي للإنتقالي ، وكذلك خطاب ورؤية كل جنوبي حرٌ وعقد العزم على الخلاص نهائياً من هذه الوحدة السوداء ، خطاب كلٌ هؤلاء يتعاطى بقدرٍ كبير من المهادنة والأريحية مع فئة الجنوبيين الذين ماأنفكوا يتشدّقون في تصريحاتهم بضرورة إستمرار هذه الوحدة ، وكل هذا من قبيل لعلّ وعسى ، أو ربما حتى يعودوا الى وعيهم ، لأنّ كل الشواهد على الأرض تثبتُ وبالقطع أنّ هذه الوحدة قد إنتهت أصلاً. 
 
طبعاً ، مايجري بهذا الشأن لافتٌ ومثير للغرابة ، إذ يمكن أن نقبل ذلك من الجنوبيين الذين حظوا بالفتات من أبار النفط ، أو بشركاتٍ هامشية في خدمات حقول النفط ، أو حظوا بشركاتٍ أو إمتيازاتٍ أخرى تدرٌ عليهم شيئاً من العائد المالي يميزهم عن بقية شعبنا ، أو الذين حظوا بالشراكة مع كبار حيتان الشمال – أحمد صالح العيسي مثالاً – وكلٌ هؤلاء شرذمة محدودة لاتتجاوز أصابع اليدين وحسب ، كلٌ هؤلاء من الممكن إستيعاب خلفيات طروحاتهم بالنسبة لهذه الوحدة ، لكن ماذا عن البسطاء والعوام في جنوبنا ؟! 
 
 في يقيني ، تسحبُ المناطقية – هذا من البلاد – طابوراً من هؤلاء البسطاء خلف كبار الناهبين الجنوبيين الذين تفيّدوا من هذه الوحدة للتمسٌك بها ، وطابورٌ ٱخر تشدٌهم الى هذا النّسقِ فتات الأموال أو الإمتيازات السخيفة التي يرميها اليهم هذا أو ذاك من كبار لصوص الجنوب ! وهذا مثيرٌ للتقزز والقرف .. إذ كيف يُسقط مثل هؤلاء كلٌ أشكال العبث الذي طال جنوبنا وماأنفكّ ، وكذلك السلب والنهب وكلٌ أشكال الدونية التي عشناها في ظل هذه الوحدة السيئة الصيت ؟! 
 
  الشيئ الأكثر إثارةً وعجباً ، هو كيف لم يستفِد طابور كبار الضباط والعسكريين والجنوبيين ، وكذلك النخب ، أو مَن نعتبرهم مثقفين ، نقصدُ ممن ماأنفكوا يخضعون ويقدمون فروض الولاء والطاعة لكبار نافذي الشمال ولصوصه – كعلي محسن الأحمر – مع أن كلٌ هؤلاء الشماليين تعاملوا مع كبار ضباطنا وعساكرنا بدونيةٍ مقيتةٍ ، بما فيهم من قاتلوا في صفوفهم وحققوا لهم النصر في حرب صيف ١٩٩٤م !! بل حتى الجندي الشمالي لاينفذ لهم أمراً تافهاً ، ومع كل ذلك لم يستفيدوا من كل هذه الدروس ، فهم ماأنفكوا يواصلون الخضوع والعيش تحت أقدامهم حتى اليوم رغم إنكسارهم عسكرياً !! 
 
 حتى اللحظة ايضاً ، وكما قلنا رغم إنكسار الشمال عسكرياً في هذه الحرب ، ماأنفكت كلٌ مخصصات منح الدراسات العليا تذهبُ حكراً لأولاد كبار الشيوخ وعسكريي الشمال !! وكذلك المنح الطبية .. إذ لم يأتِ تأريخ ٣ أو ٤ من شهر يناير للعام الجديد إلا وكل هذه المخصصات قد أُستنفدت لهم حصراً !! أي لايحصل عليها أيٌ جنوبي ، رغم أن كل الوزارات هنا في عدن !! وحتى السلك الديبلوماسي لم يبقَ للجنوب فيه إلا نسبة ٣٪ من الموظفين وبوظائف هامشيه وحسب !! ياإخوتي الجنوبيين من حقدهم على جنوبنا فقد نهبوا كل مخزون موروث تراثنا وفننا الغنائي الجنوبي الثري ، وذهبوا به في قاطراتٍ الى صنعاء وأتلفوه هناك !! فماذا بعد كل هذا بربكم ؟! 
 
 لا أدري كيف يتناسى كلٌ طوابير المطرودين قسراً من وظائفهم وبعد الإستيلاء ونهب كل مرافقنا ، أو كيف تناسوا كل العذاب والمعاناة والحسرة بعد إلقائهم في الشارع بفتات الراتب !! وهذا من حقدهم .. كذلك كلٌ طوابير العسكريين المؤهلين في الأكاديميات العليا الخارجية وغيرهم من الذين شُردوا برتبهم المختلفة ، وذهب بعضهم يعمل في أعمال حقيرة لاتتناسب ومستوياتهم العلمية لتوفير لقمة العيش !! فكيف تناسيتم كل هذا ؟! 
 
 لذلك ، نقولُ ونعيدُ لكل جنوبيٌ حرٌ : أفيقوا ، فهؤلاء لا أمان لهم ولاثقة بهم ، هؤلاء لايتمسّكون بهذه الوحدة القذرة إلا لأن الجنوب هو البقرة الحلوب لهم ، كما وأنتم في نظرهم مجرد مواطنين درجه ثانيه وخامسه وعاشره ليس إلا .. نعم أفيقوا ، ولايغركم هذيان كبار لصوص الجنوب عن هذه الوحدة المستفيدين منها هم وحسب ، فهي قد ماتت في نفوسنا ودفنّاها في سابع أرض ، إذ ليس لكم إلا جنوبكم ودولتكم وحسب .. كما وماحدث لنا منهم في عهد هذه الوحدة السوداء لاينساه إلا الغبي البليد ، أو الذي بلاكرامةٍ ولادماء حيّه تجري في عروقه أصلاً .. أليس كذلك ؟! 
 
* علي ثابت القضيبي .
الخيسه / البريقه / عدن .
أخبار ذات صله