fbpx
مشاهدات على اذلال جماعة الحوثي في الضالع
شارك الخبر

 

حسام ردمان

ما رأيته بام عيني في الضالع ، يشكل “حالة اذلال حوثي” ، ستعجز الجماعة عن تدارك تداعياته الاستراتجية خلال المدى المنظور.

المليشيات بدات المعركة بذهنية المنتصر وبنشوة “حجور” و”الحديدة” .. حاولت اولا تصفية بؤر المقاومة داخل المديريات الشمالية محرزة بعض التقدم في الحشا وقعطبة، لكنها اصطدمت بشراسة المقاومة الشعبية في مريس وقعطبة ، و بتدخل القوات الجنوبية استباقيا لاسناد اخوتهم بالسلاح والرجال.

و مع الوقت تطور شعور النشوة الحوثي الى حالة غرور سياسي وعسكري ، حفز الجماعة على مهاجمة المديريات الجنوبية على اكثر من محور .

قدرت الجماعة الحوثية ان الرد الجنوبي سيكون اما قاصرا فيتيح لها فرصة التوغل والانتقام من هزيمة ٢٠١٥ ، او انه سيكون محدودا وبالتالي يفتح حرب استنزافية يجني الحوثيون ثمارها السياسية وان دفعوا في سبيلها اكلافا عسكرية كبيرة..

لكن رجال الضالع وقيادتهم العسكرية المتمرسة ،احبطت التقديرات الحوثية ، و تعاطت مع التطورات العسكرية في الجبهة عبر ثلاثة مراحل متعاقبة:

اولا امتصاص الاندفاعة الحوثية وكبحها عن التقدم جنوبا ، ثانيا امتلاك زمام المبادرة واطلاق عملية قطع النفس لتامين الجبهات الضالعية الشمالية وفك الحصار عن مريس ، واخيرا اطلاق عملية صمود الجبال التي اعلنت تحرير مديرية قعطبة بالكامل وتمهيد الطريق مستقبلا لتحرير مركز مديرية دمت وكذلك تحرير مديرية الحشاء ثم توسيع مسرح العمليات باتجاه محافظة اب.

لقد كانت بامتياز “نكسة استراتجية” حوثية ، اثبتت ان رمزية الضالع كاقوى محافظة محررة واكفأ مقاومة مسلحة، ما هي الا انعكاس صادق للواقع الذي ادهشني وطمأنني حينما عايشته بنفسي..

وليس من المبالغة القول ، ان القوات الجنوبية المشتركة تحقق جميع هذه الانتصارت وهي فقط في “مرحلة التسخين” ، فالعضلة الجنوبية المسلحة لم تنخرط بعد في المعركة بكامل ثقلها وقدراتها .. وتفضل قيادتها ادارة الصراع بشروطها الخاصة ومنطقها التدريجي ، لادراكها المسبق بطبيعة المقامرة الحوثية التي لم تكن اكثر من “معركة حدود” ،ولن ترتقي ابدا لتصبح “معركة وجود”.

لقد حررت القوات المشتركة مناطق جبلية شاسعة ومدن وقرى حيوية ، دون ان تحدث اي جلبة اعلامية او سياسية ، وذلك انجاز يحسب لها وينبى بقدرتها الدائمة على ردع اي غزو او اجتياح مجنون ..

لذا فلا غرابة ان يحاول الحوثيون ترميم رمزيتهم المنهارة للمرة الثانية في الضالع ؛ عبر انتصارات وهمية في الاعلام، او عبر طائرة درونز مفخخة تستهدف معسكر رأس عباس في عدن ،وهو من اخرج الاف المجندين الذين اذاقوهم الويل في جبهات الضالع..

أخبار ذات صله