fbpx
اربعينية الفقيد الدكتور الاكاديمي “فريد ناشر عبدالله”

.
**بقلم المحامي يحي غالب احمد.

 

اربعون يوم من الفاجعة والخسارة التي مني بها الجنوب بواحد من خيرة كوادره وكفاءاته العلمية المتخصصة وخسرت جامعة عدن وقطاع الصحة العامة كفاءه علميه وعملية وخسرنا رفيق وأخ وصديق غالي على قلوبنا..

 

ولكنها حكمة الخالق عز وجل له ما أخذ وله ما اعطى ولا راد لقراره وقدرته…

 

اربعون يوم تزامنت مع خضم احداث مليئة بالتسارع واشتداد وهج المعارك وتتجه انظار اسرة واهل دفريد صوب تلك الجبهات مثلهم مثل سائر رفاقه ومحبيه…نعم زحمة الاحداث وجثامين الشهداء وحالة الحرب جعلت اربعينية د فريد من الطبيعي ان لاتقام الا في قلوب محبيه الساكن فيها وتعلمت عائلة د فريد وانتمائه المتجذر ان الاولوية للوطن..

 

نتذكر بهذه العجاله خصال الراحل عنا جسدا والساكن فينا روحا…تلك الخصال النبيله نستلهم منها وللأجيال تبقى سيرة ومسيرة حياته مثال للأجيال..الصبر والثبات والنزاهة والمثابرة وحب العلم وحب النجاح وحب البسطاء وتقديم العون الأنساني كان دفريد رحمه الله عيادته الطبيه المجانية بحقيبته المحموله بيده حتى يوم وفاته كانت عيادته الطبيه بيته المتواضع ولا مجال للسرد بهذه العجاله لأنسانية ونزاهة الراحل عنا فقيدنا الغالي..

 

قد لايعرف البعض المعاناة التي عاناها الفقيد والتحديات والصعوبات الحياتية لكنه اثبت قدرته بصلابته على قهر كل الصعوبات حتى صار، عنوان للنجاح ليس بشخصه فقط وانما باولاده الذي حرص على تعليمهم بل وتأهيلهم على اعلى مستويات دكاتره ومهندسين ومثلوا اسرة وعائلة نموذجية بأمتياز….الخ..

 

كان صاحب موقف وطني شجاع ومخلص وثابت مع قضية الجنوب رفض كل المغريات والمساومات ورفض كل اساليب الابتزاز في المجال العلمي ودفع ثمن مواقفه ونقولها بأمانه ان ثمن تلك المواقف الشجاعه ومقاومة القهر كان انعكاسها سلبا على صحة الدكتور فريد رحمه الله بمرض القلب..تحمل ضغوط الحياة بشرف ونزاهة واعتزاز ورفض الابتذال السياسي والدنائه السياسية..اعتمد على ذاته وكان صاحب رؤية ثاقبه ويقول مهما تعجرفوا بعدن والجنوب الغزاه سيرحلوا سيرحلوا..

 

كانت لقاءاتنا الاخيرة بشهر، مارس وقبل وفاته بأيام يذكرني ويقول قلت لك ياصهير بايخرجوا بايرحلوا وكان مجبور الخاطر مرتاح الضمير ويقول الحمدلله حتى لو يجي الموت الأن القلب بارد..

 

شرح لي خطورة وضعه الصحي وقال ليلة وداعي 6ابريل قبل وفاته باسبوع قال هامسا في أذني هذا اللقاء الأخير ياصهير وهو يبتسم ..

عاش بشرف واعتزاز ورحل بشموخ واعتزاز وصمت واعي رحمه الله..

 

وهكذا حكمة الخالق عز وجل وهكذا هي الحياة الأهم فيها السيرة العطرة التي يخلفها الأنسان وهي الكنز ورأسمال فقيدنا الغالي د فريد ناشر رحمه الله وتقبله بمنزلة الشهداء والصديقين..