fbpx
” تقرير ” تفاصيل خلافات حادة وصراع بين الاصلاح والمؤتمر يدق المسمار الأخير بنعش شرعية هادي
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير:

خلافات مستمرة لكيان غير متجانس وصراع متراكم متجذر الاحقاد، يشكل سلطة هشة تدعى ( الشرعية ) والتي أصبحت ضعيفة وعاجزة  في ظل وضع مختل الأركان واستثنائي معقد .

منحت تلك السلطة الهلامية العاجزة خصوم اليمن عامة ومليشيا كهوف مران التي كادت ان تصنف إرهابية، قوة لا تستحقها وأوراق سياسية وانتصارات ميدانية ما كانت لتنالها لولا أنانية حزبي المؤتمر والاصلاح ” الحليفين سابقاً العدوين اللدودين حالياً”  اللذين يركزان على مصالح قيادتيهما ومكاسبهما السلطوية ويقدمانها على الوطن الذي يشهد حرباً تحرق الارض واليابس .

ولا ينسى حزب المؤتمر ما فعله حزب الاصلاح (تيار جماعة التنظيم الدولي للاخوان المسلمين باليمن ) بسلطته الحاكمة وصولاً الى مقتل صالح على يد حلفائه الحوثيين الذين تحالف معهم الاصلاح ايضا في وقت سابق عام 2011 لضرب صالح ضمن سلسلة متناقضات كارثية حولت السلطة بصنعاء لصراع المصالح.

وحتى اليوم في ظل أسوأ مرحلة يعيشها البلد في ظل سلطة هادي عادت حرب الاحقاد الشرسة وخلافات المصالح بين المؤتمر والاصلاح في صراع على سلطة هادي المتهالكة التي تعرضت لإنقلاب في صنعاء واصبحت عاجزة فاشلة في عدن بسبب صراع الاقطاب المتناحرة بداخلها.

وتجري داخل اروقة المؤسسات بسلطة هادي صراعات وخلافات كبيرة بين حزب المؤتمر والاصلاح جعلت من هادي مجرد أداة غير قادر على ايقاف انهيار سلطته التي هو الاخر جعلها الى اقطاعية خاصة وقام بتعيين اتباعه في مناصب حساسة ووزارات ومرافق محولا سلطته الى عصابة يتناهشها عدة أطراف.

 

*حرب داخل المؤسسات واعتقالات بين الاصلاح والمؤتمر:

لم يتوقف الصراع بين الاصلاح والمؤتمر على الامور السياسية بل تعدى الامر ذلك الى اعتقالات شنتها حزب الاصلاح على قيادات المؤتمر في محافظة مأرب بتهمة الخيانة .

وصدرت توجيهات من مدير من مارب الموالي للحوثي سابقاً والمتنقل لموالاة الاصلاح مذكرة اعتقال بحق رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام وعدد من قيادات الحزب بالمحافظة. رداً على وصول البركاني والعليمي لمجلس النواب وقيادة التحالف السياسي.

ومثل ذلك اخرج حزب المؤتمر في تعز أكبر مسيرة في تأريخه بتعز يطالب باعتقال قيادات الجيش المنتمين لحزب الاصلاح متهمينه بارتكاب جرائم قتل وتصفيات لكوادر الحزب في تعز وكذا جرائم بحق فئة السلفيين الرافضين الخضوع للاصلاح .

ويتهم قيادات بالمؤتمر هادي بتمكين الاصلاح  وعلي الاحمر من شراء ذمم عدد من قيادات المؤتمر والذين تحولوا الى موالين لسياسيات الاصلاح من بينهم وزراء ومحافظين مثل محافظ عدن ومأرب وتعز ولحج وشبوة وابين وكذا وكلاء محافظات منهم وكيل اول المحافظة عارف جامل ووكلاء في عدن وحضرموت وقيادات ادارات ومؤسسات.

*اليدومي يعلنها حرب على المؤتمر والمقدشي ينفذ: 

وصف محمد اليدومي في تغريدة بحسابه بتويتر جهات لم يذكرها بأنها ” ايادي مرتعشة ” وقرأ قيادات المؤتمر ذلك انه كلام موجه اليهم واعلان الحرب على المؤتمر من قبل الاصلاح خاصة ان توجيهات اعتقالات قيادات المؤتمر بمؤتمر ترافقت مع حديث اليدومي. الامر الذي يكشف الحقد والصراع المتراكم وباثر رجعي بين الطرفين.

من جهة أخرى نفذ المقدشي قرارات ضد مؤتمريين بالجيش ابرزهم رئيس هيئة الاركان النخعي وقلص صلاحياته وصلاحيات المؤتمري رئيس الدائرة المالية. معلناً انه لا يتم صرف أي مستحقات بالجيش إلا عبره وهي ضمن الحرب بين الاصلاح والمؤتمر وبين الاحمر الذي يتخذ من هادي غطاء لمحاربة قيادات المؤتمر.

ياتي قرار المقدشي الذي تسبب بموجة غضب عارمة، رداً على قرار محافظ البنك المركزي ضمن صراع بين الطرفين اذ يحارب محافظ البنك كل من ينتمي للاصلاح من الوكلاء وقرر مؤخراً منع أي طرف من استلام مرتباتهم بالدولار وعقد اتفاقية مع السعودية التي تمول الحكومة بالرواتب بان كل ذلك يجب ان يمر عبر البنك الامر الذي يرفضه قيادات الاصلاح وقيادات تابعة لهادي والأحمر لان القرار يمنع عنهم أموالاً وفساد كانوا يجنونها من مرتبات الجنوب بالدولار او الريال السعودي.

*حرب القرارات طمعاً بالمرتبات: 

العديد من وزارات ومرافق سلطة هادي تحولت الى مسرح لصرع وانهيار واضح المعالم. اذ تشهد غالبية الوزارات صراع القرارات بين المؤتمر والاصلاح حيث يسابق الاصلاخ الزمن لتعيين اتباعه وكلاء ومدراء ينبري المؤتمر العائد بقوة للمشهد الى اللحاف بالاصلاح في حرب القرارات والاطماع على تمكين اتباعهم في سلطة منهارة.

فوزارات مثل الشؤون الاجتماعة والعمل تشهد صراعاً اذ ان قرارات قيادات بالاصلاح لا تزال مكدسة لم يتم البت فيها وصراعات اخرى بوزارة الشباب والرياضة اذ تم مؤخرا تعيين قيادي مؤتمري يدعى ( بشير سنان ) رئيس لجمعية الاعلام الرياض بوزارة الشباب والرياضة التي يقودها وزير اصلاحي وجاء القرار مفروضاً عليه .

وكذا وزارة الاعلام تشهد صراعاً اذ ان القيادي المؤتمري الذي اصبح موالي للاصلاح معمر الارياني يقوم بتمكين قيادات الاصلاح على حساب قيادات المؤتمر لكن الاصلاح لا يزال يشكك بانتماء الارياني ويقوم بضغوطات على هادي لكي يتم تغييره بوزير ينتمي للاصلاح.

*صراع على سلطة هشة: 

بدأت تحولات جديدة تظهر على المشهد الحالي لسلطة هادي المسماة ( شرعية ) وهي عودة عناصر حزب المؤتمر تيار صالح الى الواجهة في ظل رفض مبطن وغضاضة يبديها حزب الاصلاح الذي اعتقد انه يسيطر على السلطة وانه تفرد بها منذ مقتل صالح وتشتيت حزبه .

لكن عودة مجلس النواب واختيار البركاني رئيساً له يعد ضربة قاصمة للإصلاح ما كاد ان يمتصها حتى أتته الضربة الثانية باعلان ( تحالف سياسي لاحزاب اليمن ) برئاسة احد أركان صالح واحد قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام ( رشاد العليمي ) ليتم تقزيم الإصلاح وتحجيمه سياسياً في ظل تغيرات المشهد التي يبدو ان الايادي الدولية أرادته بهذا الشكل لإبعاد الاصلاح من المشهد وتحجيمهم .

جاء ذلك بعد قرارات تمكين اصدرت من هادي ربما بوصاية دولية. مكنت قيادات مؤتمر من مراكز حساسة بسلطة هادي أبرزها تعيين (حافظ معياد محافظا للبنك المركزي اليمني – وسلطان البركان رئيس لمجلس النواب – ورشاد العليمي رئيس للتحالف السياسي – وقبلهم تعيين خالد اليماني وزيراً للخارجية – واحمد الميسري وزيراً للداخلية – وعبيد الفضلي وزيراً للمالية ) وغيرهم.

*خلافات وعدم اعتراف بحكومة معين: 

ويبدو مشهد سلطة هادي التي تطلق على نفسها ( الشرعية ) معقد للغاية ومثير للشفقة اذ ان الصراع يفتتها ويقسمها الى كانتونات، ففي حين يشتد الصراع في أروقة سلطة هادي داخل حكومة معين عبدالملك الخاضع لقرارات لا صلة لها بهادي والمؤتمر ولا بالاصلاح وانما تخضع مباشرة لتوجيهات السفير السعودي لدى اليمن الذي اصبح هو الاخر مسؤولاً يأمر وينهي داخل الحكومة دون صلته بالامر ليزيد المشهد تعقيداً وانهياراً.

وبالمقابل يرفض المؤتمريين التعامل مع هذه الحكومة التي يعتبرونها حكومة اخوانية ويشنون عليها الحرب وفي مقدمتهم احمد الميسري وزير الداخلية الذي يرفض مقابلة او الاجتماع مع رئيس الحكومة . وبنفس الطريقة يرفض الاصلاح التعامل مع حكومة معين إذ ان مأرب التي يسيطر عليها الاصلاح ترفض التعامل مع رئيس الحكومة او الاعتراف به أو توريد أي ايرادات لمأرب الى البنك المركزي اليمني الذي يعترض الاصلاح ايضاً على تعيين مؤتمرياً محافظاً له.

*صراع داخل المؤتمر بتغذية من الاصلاح: 

جاء ذلك يعد فشل هادي في لملمة صفوف المؤتمريين الذين غادروا صنعاء منذ مقتل صالح على يد الحوثيين. ومحاولته السيطرة على المؤتمر مدفوعاً من حزب الاصلاح الذي يعتقد قدرته على استخدام هادي ايضاً للسيطرة على المؤتمر بعد اعتقاده بالسيطرة على سلطة هادي وتحكمه بها.

لكن انصدام هادي برفض قيادات المؤتمر تنصيبه رئيساً للمؤتمر دفع بهادي الى التخلص من احمد عبيد بن دغر رئيس حكومته واحالته للتحقيق لجعله مقيد سياسياً وغير قادر على منافسة هادي في ترؤس المؤتمر باعتبار بن دغر نائب رئيس الحزب المؤتمر بحسب قرار عزل هادي من منصبيه في المؤتمر عام 2014 قبل الحرب باشهر، والذي كان  هادي يمسك الامين العام ونائب رئيس الحزب ليحل محله بن دغر نائباً للحزب وعاف الزوكا امينا عاماً .

ومع تخلص هادي من بن دغر الا ان احمد نجل صالح لا يزال يحظى بشعبية قيادات حزب والده ليكون رئيساً للحزب وهذا مقترح يتمسك به سلطان البركاني الذي صار رئيسا لمجلس النواب، ويرد هادي على ذلك برفض الموافقة وتقديم طلي لرفع اسم احمد علي من قائمة العقوبات المقررة بقرار مجلس الامن 2216.

وفي مشهد اخر لصراع المؤتمر يظهر احمد الميسري زاعماً تشكيل حزب المؤتمر الشعبي العام الجنوبي في محاولة للابتزاز والتمصلح تحت يافطة الجنوب وابناء الجنوب دون أي صلة بالجنوب الا جماعة من بقايا حزب المؤتمر الذين لا يزال الميسري يمولهم من اموال وميزانية الدولة ويشتري ولائاتهم على حساب مرتبات واموال الشعب الذي لم يجد ما يقاوم به ظروف الجوع وارتفاع الاسعار وانهيار الاقتصاد.

*تسابق مصلحي: 

لم تكف احزاب اليمن جميعها على تقديم مصالحها الحزبية الضيقة ومصالح قياداتها الذين تحولوا في لحظة زمنية قصير الى مليارديرات في بلد يموت شعبه من الجوع والفاقة.

وتصدر حزبي (المؤتمر والاصلاح ) حق الامتياز في تحويل العملية السياسية الى مزاد علني للبيع والشراء، وتحويل السلطة الى مزرعة  يتصارع فيها كل طرف ليحصد مناصب وان كانوا لا يستحقونها مما سبب انتكاسة لكل أشكال الحياة في اليمن.

حتى في أحلك الظروف يتصارع الحزبين ويجران خلفهما احزاب أخرى كالاشتراكي والناصري وغيرها، لاستثمار الحرب ونيل مكاسب شخصية وتنامي أرصدة قيادات الاحزاب على حساب وطن أهلكته الحرب ودمره الفقر وقتل رجال ونساءه الحرب، وقضى الجوع على أطفاله.

أخبار ذات صله