fbpx
أرسلت حاملة طائراتها العملاقة “لينكولن”.. هل تعد واشنطن لتدخل عسكري مباشر في ليبيا لمحاربة الإرهاب..؟
شارك الخبر

 

يافع نيوز – شؤون عربية:

في الوقت الذي بدا الموقف الأميركي مما يجري في ليبيا غير واضح، بعدما اكتفت واشنطن بدعوات التهدئة والحوار أكثر من مرة، فإن تقارير صحافية نشرتها “نيويورك تايمز” واستفزت حكومة الوفاق للرد عليها، أظهرت قلقاً في البيت الأبيض من مشاركة عناصر إرهابية وأخرى مطلوبة للعدالة الدولية في القوات الموالية لحكومة الوفاق في طرابلس.

ولمّحت هذه التقارير إلى أن الولايات المتحدة قد تراجع موقفها في شأن الصراع على الأرض الليبية، بعد توافر هذه المعلومات.

وزاد الموقف الأميركي غموضاً تحريك حاملة طائراتها العملاقة “إبراهام لينكولن” ورسوّها في اليونان على بعد ساعات قليلة من شواطئ ليبيا، ما فتح باب التفسيرات حول وجهتها المحتملة، التي كانت بمعظمها تشير إلى أن الولايات المتحدة تستعد لعمل عسكري في ليبيا وتحديداً في طرابلس، لا تُعرف طبيعته وتفاصيله، وعُززت هذه الترجيحات بعد الخطوة التي اتخذتها إيطاليا بإغلاق شواطئها في وجه المهاجرين المحتمل نزوحهم بكثرة من ليبيا، فرضية القيام بعملية عسكرية دولية.

وقال وزير خارجية إيطاليا ماثيو سالفيني تعليقاً على هذه الخطوة إن “تسلل الإرهابيين الإسلاميين لم يعد خطراً وإنما أصبح أمراً مؤكداً، ومن واجبي أن أكرر أننا لن نسمح برسو السفن على الشواطئ الإيطالية”.

ويبقى ختاماً موقفٌ مهمٌ ينبغي الإشارة إليه، وهو الموقف الروسي، الذي وقف سداً منيعاً أمام صدور بيان إدانة في مجلس الأمن ضدّ قوات الجيش الوطني الليبي والعملية العسكرية التي أطلقتها، والذي تكرّر ثلاث مرات في ثلاث جلسات مختلفة عرقلت فيها موسكو مساعي بريطانيا إلى صدور هذا البيان.

*ليبيا ساحة حرب بالإنابة:

لم يعد خافياً على أحد أن ليبيا أصبحت ساحة للتدخلات الخارجية، بل ساحة حرب بالإنابة في بعض الأحيان، وزادت هذه التدخلات من تأجيج الصراع في ليبيا بدعم بعض الدول الإقليمية والدولية لطرف على حساب آخر في هذا البلد.

وأسهمت العملية العسكرية التي أطلقتها القوات المسلحة العربية الليبية في بداية أبريل (نيسان) الحالي في وضوح الرؤية حول حجم هذه التدخلات، وإلى من ينحاز كل طرف دولي له دور في ما يجري وعلاقته بهذا الطرف أو ذاك على الأرض.

*قطر وتركيا:

دأبت قطر وتركيا منذ انطلاق الثورة الليبية في فبراير (شباط) 2011 على دعم واضح وصريح، يراه بعض الليبيين مستفزاً، للتيارات الإسلامية على تنوع أطيافها وتوجهاتها، بدءاً من تيار ما يعرف بالإسلام السياسي، ممثلاً بجماعة الإخوان المسلمين والجماعات الراديكالية، التي تنتمي إلى تنظيمَي “داعش” والقاعدة المتطرفين.

ومع بداية معركة طرابلس لم تحيد كلا الدولتين عن مسارهما المعهود في التعامل مع الشأن الليبي، فقد سارعتا إلى إدانة العمليات العسكرية للجيش في طرابلس، حيث طالب وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو بوقف ما وصفها بـ “الهجمات الأخيرة” على طرابلس، في إشارة منه إلى تقدم القوات المسلحة إلى العاصمة. و

قال أوغلو إن “الهجمة الأخيرة على العاصمة طرابلس قد تزجّ البلاد في مأزق خطير جداً ومن الضروري وقف الهجمات”. بينما كانت تصريحات نظيره القطري أكثر حدة وخالية من أي دبلوماسية، حين وصف تقدم القوات المسلحة إلى العاصمة طرابلس بـ “العدوان”، مطالباً بوقفه فوراً قبل أن يعود ويصرح بضرورة “إيقاف حفتر بأي طريقة قبل فوات الآوان”.

*الجيش الليبي يتهم الدولتين بدعم الإرهابيين:

قال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة اللواء أحمد المسماري من جانبه، في مؤتمر صحافي، إن “هناك رحلات جوية من تركيا تنقل مقاتلي النصرة السابقين ممن قاتلوا في سوريا إلى ليبيا”، مشيراً إلى أن تركيا “ترسل أسلحة بشكل مباشر باتجاه مصراتة وطرابلس عبر مالطا”، وهي الاتهامات نفسها التي وجهها مراراً وتكراراً إلى قطر بتسليح المجموعات الإرهابية في ليبيا.

ودعا المسماري قطر وتركيا إلى وقف تدخلاتهما التي وصفها بـ “السافرة” في الشأن الليبي.

*تسابق روما وباريس على نفط ليبيا:

ويرى مراقبون أن الموقف الفرنسي الذي شقّ عصا الإجماع الأوروبي لإدانة المشير خليفة حفتر داخل أروقة الاتحاد الأوروبي الذي تقوده إيطاليا وبريطانيا تحديداً، ما هو إلا امتداد للخلاف الفرنسي الإيطالي حول الملف الليبي برمته، الذي أفضى إلى خلاف دبلوماسي واتهامات متبادلة في أوقات سابقة، والذي هو في حقيقته خلاف بين الشركتين العملاقتين في المجال النفطي “توتال” و”إيني” على نيل الحصة الأكبر في الشراكة بعمليات الاستثمار في ذهب ليبيا الأسود.

وتجدّد هذا الخلاف بين باريس وروما في شأن كيفية معالجة أحدث جولة من التصعيد في ليبيا. فلفرنسا نشاط في قطاع النفط في شرق ليبيا. وقال مسؤولون ليبيون وفرنسيون إن باريس قدمت في السنوات الماضية مساعدات عسكرية للجيش الليبي، فيما تساند إيطاليا فايز السراج رئيس الوزراء الذي تدعمه الأمم المتحدة، بعدما منح امتيازات نفطية لـ إيني في أكثر من حقل إنتاج داخل ليبيا مقابل الدعم السياسي الذي تمنحه له، بحسب معارضين لحكومة الوفاق.

*إندبندنت – زايد هدية.

أخبار ذات صله