fbpx
أستاذ جامعي وصديقه .. قصة رصاصة..!!

 

بعد مضي مايقارب خمس سنوات من تحرير أراضي يمنية تسمى اليوم بالمحافظات المحررة وهي جغرافيا تدخل في إطار الدولة الجنوبية السابقة بحدود ماقبل حرب صيف 94م اليوم تخضع لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته ويتعين علينا تسميتها محررة فعلا وقولا لا مجازا ووهما .. لا نوغل في الحديث كثيرا لكي لا نتوه في عدم تحديد مانكتب من أجله .. لا زالت الأراضي المحررة تدفع ثمن إنتشار الأسلحة والذخائر بين مواطنيها مما تسبب في سقوط ضحايا من المدنيين رغم إتخاذ الأجهزة الأمنية حلا لهذه الظاهرة التي أودت بحياة الكثيرين أطفال ونساء ورجال جميعهم سقطوا ضحايا عبر خمس سنوات مضت منهم من سقط ضحية إنفجار مفخخة أو مخلفات الحرب وآخرين كانو ضحية لنيران صديقة من رصاصات اطلقت في الهواء خلال مناسبات سعيدة أو زفاف فرائحي وبسبب ذلك الشعور بالفرح المفرط أو الحزن الشديد يرفع سلاحه إلى السماء ليطلق ما تيسر من الذخائر ظنا منه أن بذلك سيغير الله حاله للأفضل أو يشارك الناس أفراحه إلا أن ما فعله إزهاق ارواحا بريئة كل ذنبها وجودها في خضم فوضى السلاح

لم أتمكن من توثيق احصائية لعدد هؤلاء القتلى خلال السنوات الماضية.. فأخر الضحايا شاب بعمر الزهور هو نجل الحقوقية هدى الصراري الذي كان أصيب مارس /أذار الماضي برصاص طائش وتوفي قبل أيام ..لروحه الخلود .

بعد إزدياد هذه الظاهرة الدخيلة أطلق الشباب عدة مبادرات ونداءات لنشطاء على شبكات التواصل الإجتماعي بضرورة ايقاف هذه الظاهرة التي خطفت ارواح الكثير ظنا منهم أن هذه الحملات ستكون سبب في توعية المجتمع وإيقاف هذه الظاهرة. نشر قبل أسبوع تقريبا زميل قديم لأستاذ جامعي على منصته في فيسبوك الآتي :-

كان عددنا 80 مجند مابعد الثانوية في دوريات “شرطة النجدة “ركز على كلمة مجند.. أي “غير رسمي ” كنا ناخذ أوامرنا من هذا البطل “يقصد به محافظ عدن الأسبق “صالح منصر السيلي” وبس ..

كل مديريات عدن كانت بحراستنا .. طلقة واحدة لن تسمعها وأن سمعتها فصاحبها يكون بأيدينا بإقل من ساعة .. أتذكر طلقة بالخطأ أطلقت من سلاح الصديق مجيب الرحمن وكان رايح فيها محاكمة عسكرية  لولا تدخل قائد الدورية بذلك ..

واتحدى أي معسكر حينها يخرج طقم أو افراد مسلحة بدون إذننا .. دورياتنا تجوب مديريات العاصمة من الساعة 7 ليلا حتى الساعة 7 صباحا

كلها مربوطة بغرفة عمليات واحدة “عمليات طارق _خور مكسر”الكل عندنا تحت القانون مهما يكون منصبه .. حتى أن حراسة عدنان علي سالم البيض أوقفناهم في التواهي إلى أن وصلتنا تعليمات بالسماح لهم بالمرور..الأمن فوق الكل إذا تريدوا دولة ممنوع خروج أي قوة عسكرية بدون إذن أمن عدن . أمن الدولة يجب أن يكون حاضرا بكل حارة وشارع .. مختتما منشوره ب “همي وطن” .

للتو شارك حالته الأستاذ بجامعة عدن والمثقف اللبيب مجيب الرحمن معلقا .. مازلت أتذكر ذلك اليوم !! زمان النظام والقانون كان قد مضى على التحاقنا أربعة أشهر بشرطة النجدة … ولم تسجل حتى طلقة واحدة … ولطف الله أن الرصاصة لم تصب أحدا.. لإننا كنا قد تعودنا على التفريغ في الجو …وشكرا لك يا “الرحال بن شجاع “… لأنك سحبت البندقية من يدي …طلقة خرجت سهوا … واشتعلت بإسمي البلاغات … أنظروا إلى حال الرصاص اليوم في كل شارع … هل سمعتم في ما مضى عن الرصاص الراجع الذي يحصد كل يوم الأرواح .

أقول أن ظاهرة إنتشار السلاح واستخدامه بشكل عشوائي لم يقتصر على العاصمة عدن فقط ولكنها منتشرة في عدة مدن ومناطق مماثلة وقرار منع إستخدامه وفرض العقوبات المشددة على من يخالف لم يجدي نفعا .. أرى أن الحل الأمثل للحد من هذه الظاهرة هو جمع السلاح من كافة المدنيين في مختلف المحافظات المحررة وخصوصا العاصمة المؤقتة عدن وضرورة توثيق عملية التسليم بالإضافة إلى فتح باب الترخيص للأسلحة الخفيفة وذلك بعد الإنتهاء من جمع السلاح بشكل كامل . والله من وراء القصد.

#مجاهد القملي