وبحسب ما نقل المصدر، فإن سائقي السيارات في العاصمة دمشق باتوا يضطرون إلى الاصطفاف في طوابير من عدة كيلومترات حتى يحصلوا على كميات محدودة من الوقود بعدما انتهى تسليم النفط الإيراني إلى البلد الذي  يعاني تبعات سنوات من الحرب الضارية.

ولعبت إيران دورا بارزا في مساندة الرئيس بشار الأسد، إثر الأحداث التي بدأت في مارس 2011، وحرصت إيران على تعزيز نفوذها الاقتصادي في البلد العربي من خلال اتفاقيات وقروض بمليارات الدولارات.

وتستهلك سوريا ما يقارب 100 ألف برميل من النفط في اليوم الواحد، لكنها لا تنتج سوى 24 ألف برميل، وهذا يعني أن البلاد لا تستطيع أن تؤمن سوى الربع من الاحتياجات.

وكانت سوريا تعتمد على إيران التي دأبت على تصدير كمية من النفط تتراوح بين مليونين وثلاثة ملايين برميل بشكل شهري، لكن سوريا لم تتوصل بأي شحنة من النفط الإيراني منذ أكتوبر الماضي بسبب عقوبات واشنطن، وفق رئيس الشركة الحكومية المسؤولة عن توزيع الوقود في سوريا، مصطفى حمورية.

ويرى حمورية أن الحرب الاقتصادية التي تجري ضد سورية “كبيرة”، بحسب وصفه، في إشارة إلى صعوبة تأمين الوقود.

وفي نوفمبر الماضي، فرضت الخزينة الأميركية عقوبات على شبكة عالمية يلجأ إليها النظام الإيراني، حتى يقوم بتصدير ملايين البراميل من النفط إلى سوريا، في إطار تعاون مع روسيا.

وتقول الولايات المتحدة إن الهدف من العقوبات هو الحد من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط فضلا عن إخضاع مسؤولي نظام الملالي وإجبارهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومناقشة الاتفاق النووي المبرم سنة 2015 بعدما انسحبت منه واشنطن في مايو 2018.

وفي ظل هذا النقص الحاد للوقود، أصدرت الحكومة السورية قرارا يمنع أن تتزود بأكثر من عشرين لترا خلال 48 ساعة.

وامتدت طوابير الانتظار لعدة أميال فيما اضطر بعض السائقين إلى دفع سياراتهم بالأيادي من جراء نفاد المخزون الذي كان بها، فيما انتشر عناصر من قوات الشرطة حتى يحولوا دون وقوع فوضى.

وأوضح حمورية أن الحكومة السورية ما زال لديها مخزون من النفط لكنه محدود، وأضاف أن السلطات بصدد توقيع اتفاقيات لأجل توفير واردات نفطية.

وتتقاسم سوريا حدودا برية مع العراق، وهو ثاني مصدر نفط في منظمة “أوبك”، لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت بغداد ستتحدى العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.