fbpx
تقرير: القبيلة اليمنية بوابة عبور المليشيات الحوثية لعودة النظام الامامي
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات:

ترجع القبائل اليمنية بجذورها إلى القبائل العربية التي سكنت اليمن منذ الآف السنين وتعتبر قبيلة حاشد وبكيل ومذحج هي اكبر القبائل اليمنية والفاعلة ، بينما تشير العديد من الدراسات إلى ان هناك العديد من القبائل اليمنية الصغيرة والتي تقدر بمائتين قبيلة .

وتلعب القبيلة في اليمن دورا رئيسيا حيث تشكل نسبة ٨٥℅ وفقا للجهاز المركزي للاحصاء عام ٢٠١٣م ، وفي التأثير في العملية السياسية تلعب القبيلة دورا اكبر من الاحزاب السياسية وغيرها من منظمات المجتمع المدني نظرا لعدة اعتبارات ابرزها ترجع لبساطة اليمن باعتباره مجتمع تقليدي وخاصة في المناطق الشمالية والشرقية من اليمن .

ومن خلال هذا التقرير سنحاول تسليط الضوء على القبائل اليمنية الداعمة للحركة الحوثية والمناوئة لها حتى يتسنى لصناع القرار في إعادة تأهيلها ثقافيا حتى تكون داعمة لترسيخ الثوابت الوطنية ابتدأ من النظام الجمهوري والوحدة والانتخابات حتى نستطيع تجاوز المليشيات الحوثية والتي انقضت على النظام الجمهوري الذي قدم من اجله الشعب اليمني العديد من الشهداء منذ اندلاع ثورة سبتمبر ١٩٦٢م المجيدة التي قضت على النظام الامامي الكهنوتي المتخلف.

واستطاعت المليشيات الحوثية التلاعب على القبيلة اليمنية من خلال التعبئة المكثفة معتمدة على الدعم الايراني ومن حزب الله اللبناني من خلال قناة المسيرة الفضائية والتي تدار من جنوب لبنان بخبرات شيعية محاولة زرعها في خاصرة المملكة العربية السعودية لضرب اكبر دولة عربية سنية.

وسنقسم هذا التقرير إلى ثلاثة مواضع في الأول سنتناول دور القبيلة اليمنية في إنهيار الدولة وكيف استطاعت المليشيات الحوثية اغتصاب السلطة ، وفي الموضع الثاني معرفة وتحديد عدد القبائل الداعمة للحركة الحوثية والمناوئة لها وفي الموضع الثالث سنقوم بوضع استرتيجية لاعاده القبيلة إلى مسارها الصحيح والمتمثل في المساهمة في بناء الدولة الوطنية .

اولا: دور القبيلة في انهيار الدولة .

يقول ابن خلدون ” الاوطان الكثيرة القبائل قل ان تتحكم فيها الدولة ” وتقاوم القبيلة سلطة الدولة ومنذ قيام النظام الجمهوري في الشمال والاستقلال في الجنوب ونحن نعيش هذا الصراع بين الدولة والقبيلة .

ففي الشمال بعد قيام النظام الجمهوري بثلاث سنوات بدأت اللبنات الاولى لقيام الدولة بعد مؤتمر خمر والذي شارك في التوقيع عليه ٥٠٠ شيخ عام ١٩٦٥م اعقب ذلك انخراط مشائخ القبائل في إطار الدولة بينما استطاع الحزب الاشتراكي في الجنوب لجم جماح القبيله لكن الصراع المتكرر داخل الحزب كان له اثر سلبي في ضعف الدولة ومع حلول عام ١٩٨٦م مهدت احداث يناير منه للقبيلة الطريق للقضى على الحزب .

وفي الشمال كان الصراع من نوع اخر حيث استطاعت القبيلة التكيف في إطار الدولة فشغل رجال المشائخ العديد من المناصب الحكومية فهم رجال الجيش والامن وكبار الوزراء في الدولة .

استطاع رجال القبائل تجاوز الرئيس عبد الله السلال اول رئيس للجمهورية حتى انه قال بعد شعوره بذلك للشيخ عبد الله الأحمر عند مغادرته لمصر ليس المهم منصب الرئيس بقدر اهمية الحفاظ على الدولة بعدها فقد السلال منصبه ولم يعد لليمن .

حاول الرئيس إبراهيم الحمدي الحد من نفوذ القبيلة بعد اقصاء مشائخها من السيطرة على مؤسسات الدولة وخاصة الجيش لكنهم عادوا اليها مرة اخرى بعد اغتيال الحمدي .

استطاع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في الحد من وتيرة هذا الصراع بعد تقاسمة للسلطة مع مشائخ القبائل .

ومع حلول تسعينات القرن الماضي وبالتزامن مع قيام دولة الوحدة جائت التعددية السياسية وانتقلت اليمن من الحزب الواحد إلى تعدد الحزبية لكن حرب صيف ١٩٩٤م جائت لصالح القبيلة على الدولة .

عادوا مشائخ القبائل لتقاسم السلطة مع رجال الجيش حيث سيطر شيوخ القبائل على ٦٥ ٪ من مقاعد مجلس النواب وينطبق الوضع نفسه على بقية المؤسسات .

واصبح هناك وزارة لشئون القبائل تذهب مخصصاتها لهم وخلق هذا التقاسم نوع من الرضاء بين القبيلة والدولة .

عاد الصراع من جديد بين مشائخ القبائل والدولة وبلغ اشدة مع حلول ثورات الربيع العربي مطلع عام ٢٠١١م وهو ماخلق انقسام بين رجال القبائل والقادة العسكررين وانقسمت المؤسسة العسكرية بين مؤيد ومعارض لاسقاط النظام .

استخدم المتصارعون القبلية كآلية لضرب مؤسسات الدولة بهدف السيطرة عليها واصبح هناك تياران قويان متنازعان الاول حزب الاصلاح والثاني حزب المؤتمر الشعبي العام .

ومقابل هذان الحزبان المتصارعان قوتان عسكريتان متصارعتان تتمثل الاولى في الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والامن المركزي والثانية في الفرقة الاولى مدرع والقوات التابعة لها.

استغلت الحركة الحوثية هذا الصراع بهدف تفكيك مؤسسات الدولة بهدف السيطرة عليها وقدمت نفسها كمنقذ للرئيس علي عبدالله صالح للحد من نفوذ الاصلاح وفي النفس وقته قدمت نفسها لحزب الاصلاح كحليف لضرب صالح.

وصل الرئيس عبد ربه منصور هادي للسلطة كرئيس توافقي بناء على المبادرة الخليجية والتي جائت لوضع حد لهذا الصراع لكن هذا لم يكن فالرئس هادي لم يرث مؤسسة عسكرية محترفة بقدر تبعيتها للطرفين المتصارعين فتوقفت قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة عن الحرب واصبحت متفرجة حتى استطاعت الحركة الحوثية من ضرب القوات التابعة للفرقة ابتدأ من محافظة صعده ثم بعدها محافظة عمران وعلى الرغم من صمود اللواء حميد القشيبي لفترة في الدفاع عن محافظة عمران لكن المخطط كان اكبر من ذلك .

بعد ضرب القوات العسكرية في عمران توقفت رجال القبائل عن الحرب فمشائخ عمران كانوا قد اجتمعوا برئيس الجمهورية السابق صالح والذي قال لهم أجعلوا بلادكم دار ممر ولا تسمحوا بها ان تكون دار مقر في إشارة واضحة منه بالتسهيل للحوثي لضرب القوات التابعة للفرقة الاولى مدرع .

اصبحت قناة اليمن اليوم اكبر محرضة ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي من قناة المسيرة لقد اخطاء علي عبدالله صالح في حسباته واصبح يلعب على برميل بارود بعد تحالفة مع اعدائة على اصدقائة .

اعتقد صالح انه قادر على

استخدام الحوثي كورقة لضرب خصومة ثم التنازل عنه والعوده للحكم وتكرار تجربة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر وخرج المتظاهرون بمطالبة الدفع بالسفير أحمد علي عبدالله صالح لرئاسة الجمهورية .

رفعت قوات الحرس الجمهوري القبعات للمقاتلين الحوثيين لدخول العاصمة صنعاء من الشمال واصبحت قوات الحرس الجمهوري في معسكرات الصمع وفي بيت دهره واضعه في اذنيها الطين والعجين .

بدأت مدافع الحوثي في ضرب الفرقة الاولى مدرع واصبح مقاتلينها بين قتلى وصرعى وملطخين بالدماء لم يعد بمقدور اللواء الركن علي محسن الأحمر عمل شيء فهو الوحيد وقواته من يدرك خطورة الحركة الحوثية.

ظهرت ابتسامة عريضة على وجه الرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد ان شاهد الحوثيون وهم ينهبون منازل خصومة السياسيين ابتدأ من منازل ال الأحمر في عمران ووصولا إلى منازلهم في صنعاء بالاضافة إلى نهب قادة حزب الاصلاح كمحمد قحطان وتوكل كرمان وغيرهم بل ان الامر وصل إلى نهب منازل اللواء الركن علي محسن الأحمر ورئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي.

اعتقد صالح انه من خلال الحركة الحوثية سيأدب كل خصومة كمرحلة اولى وبعد اغتيالهم للرئيس سيعود للحكم من بوابة محلس النواب الذي يسيطر على أغلبية مقاعده البرلمانية وكذلك مجلس الشورى .

كان مخطط الحركة الحوثية اكبر من تفكير صالح فبعد سيطرتهم على العاصمة تم وضع رئيس الجمهورية تحت الاقامة الجبرية وتم حل مجلس النواب .

اصبح صالح يقلب كفيه بعد تجاوز الحركة الحوثية له وكذلك الوضع ينطبق على الرئيس هادي الذي اصبح فاقد كل شيء .

سهلت الحركة الحوثية للرئيس هادي الطريق للهروب بإلى الجنوب كي يعلن الانفصال لكي يتسنى لهم حكم الشمال الزيدي لأنهم يدكرون ان الجنوب ذو التوجهات الشافعية لن يتقبل ولاية الفقية واحقية ال البيت في الحكم دون سواهم .

انتظر الحوثيون اعلان الرئيس هادي للانفصال لكن هادي يدرك انه رئيس لجميع اليمنييين وان شرعيته مستمدة من الشعب ولن تسقط قانونيا إلى مع انتخاب الشعب لرئيس جديد وهو ماتؤكد عليه ايضا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذيه وكذلك مخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة بالعملية الانتقالية في اليمن .

اعلن الرئيس هادي سحب استقالته التي كانت في ارقه مجلس النواب كيف لا وهي استقاله غير قانونية وتمت تحت الاكراه ، وفور سماع الحوثيون لذلك جن جنونهم وقام الطيران بقصف رئيس الجمهورية في قصرة بالمعاشيف عدن .

انها مفارقات عجيبة رئيس جمهورية وشرعي ويقصف من قبل مليشيات لقد جاء ذلك بعد ان اعلن الرئيس السابق صالح في خطاب له متلفز انه لايوجد طريق لهادي للهرب مثلما فر الانفصاليون في حرب صيف ١٩٩٤م.

وفي ٢٦مارس ٢٠١٥م بدأت السعودية ودول التحالف العربي الحرب بعد ان قام طيران التحالف بشن العديد من الضربات الجوية على المعسكرات التي باتت تحت سيطرة الحوثيين وهو ماجعلهم يفرغون المعسكرات من محتوياتها ونقلها واستكمال السيطرة عليها .

اعلن الرئيس السابق صالح انه والحوثيون في خندق واحد ودعى الوحدات العسكرية والامنية وقواعدة الشعبية بالوقوف مع الحوثيين وهو ماجعله يسلمهم قواعده الشعبية وقوات الجيش الموالية له للحوثيين بدون وعي .

قال صالح كلمته الشهيره نحن والحوثيين سيفان في غمدا واحدا واضاف في كلمته المتلفزة هم سلطة امر الواقع وساخرا من الرئيس هادي بالرئيس الفار .

استفاد الحوثي من تسليم صالح له تركته الي بناها طول ثلث قرن ولكنه ندم مؤخرا وادرك انه سيخرجه التاريخ من اوسع ابوابه وسيتهمه بالعماله بعد ان ادرك ان الحوثي سيدمر جميع الثوابت الوطنية ابتدأ من النظام الجمهوري ووصولا إلى الوحدة والتي كان له دور وطني في تحقيقهن .

كما ادرك من جانب آخر ان رقبته اصبحت قاب قوسين او ادنى من مشنقه الحوثي وهو ماجعله يعلن انتفاضة ديسمبر ٢٠١٧ م ضد الحوثي داعيا قوات الجيش والامن الخروج عليهم من اجل الحفاظ على الجمهورية وعاء في الخطاب نفسه على فتح صفحة جديدة مع السعودية ودول التحالف العربي .

 

لقد عاد صالح إلى مساره الصحيح لكنه تأخر فيه فلم يعد هناك قوات عسكرية اورجال قبائل قادرة على تحقيق النصر فقد اصبح اغلب من كان مؤيدا لصالح مؤيد للحوثي فقد سيطروا على كل شيء حتى قبيلة صالح اصبحت مسرحا للحوثيين بعد تعبئتهم من قبل مليشيات الحوثي دينيا وعقائديا حتى كبار القادة العسكريين لم يعودوا يثقوا في صالح فهم ليسوا لعبه له متى اراد ان يقول لهم تحركوا يتحرموا ومتى ماقال لهم تراجعوا تراجعوا كما ان اغلبهم لم يعودوا يدركوا خطورة الحوثي بعد استقطابهم .

دفع الرئيس صالح ثمن غلطته رأسة لكنه كفر عن ذنبه وعاد للتاريخ من اوسع بابه بعد ان وضع خارطة طريق لاحرار قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وغيرهم من افراد القوات المسلحة لكيفية الوقوف صفا واحدا ضد من يهدد النظام الجمهوري.

ثانيا : القبائل المؤيدة للحركة الحوثية والمناوئة لها.

بدأت قبائل صعدة في الوقوف مع الحركة الحوثية وتم حصارهم للسلفيين في دماج وينتمي غالبية صعده لقبيلة بكيل وابرز قبيله فيها وايله بعد ذلك تحركت قبائل سفيان وعيال يزيد وعيال سريح والسودة وريدة ومرهبه وكلهم ينتمون لاقبيلة بكيل .

وبعد دخول عمران تحركت قبائل حاشد لدعم الحوثي ، وقبيلة همدان وسنحان وهمدان بن زيد والتي تقطن صعده بدعم الحوثي ، كما ان قبيلة بني مطر ايدت الحوثي وهي قبيلة ترجع إلى قبيلة حمير .

بمعنى انه لا توجد قبائل داعمه للحوثي بشكلا كامل او معارضة له لكن ماحدث ان هذه القبائل تتبع مشائخها وتم استقطابهم من قبل الحوثي .

ولكن هناك مشايخ قبائل انفصلوا عن مناطقهم وتمدنوا ولم يعودوا قادرين على تحريك القبائل.

ونستطيع القول ان اغلب قبائل حمير مناوئة للحوثي وتشمل قبائل حمير العوالق ويافع وابين ، ولحج وحضرموت ، وفي محافظة اب بعدان والخباير والسحول والعود وخبان وهي قبائل تتبع حمير وهي مناوئة للحوثي وغير داعمه له .

ومن قبائل حمير ايضا والمناوئة للحوثي في تعز هي المعافر وشرعب والسكاسك والسكون وقبيلة الصبيحة وهي ابرز القبيلة والمناوئة للحوثي .

كما ان قبائل حمير في محافظة صنعاء المعارضة للحوثي هي عتمه ووصاب وكذلك محافظة ريمة .

كما ان قبائل بكيل المعارضة للحوثي في الجوف برط ودهم وفي مارب جهم والجدعان وفي صنعاء ارحب ونهم .

ثالثا: استراتيجية استعادة الدولة .

لقد ادركت غالية القبائل اليمنية ان المليشيات الحوثية استخدمتها كورقة للعبور للسلطة وان مشروع الحوثي سينعكس سلبا عليهم وان هدفهم بناء دولة دينية تتجاوز القبيلة وان ضرب مشائخ القبائل اصبح هدفا لهم حتى لاتكون هناك اي قوى معارضة لهم .

وتتمثل استرتيجية استعادة الدولة من خلال استقطاب المقاتلين من قبائل حاشد وبكيل وذلك من خلال دعم رجال الدولة والذين ينتمون لهذه القبائل وابرزهم نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن الأحمر والعميد الركن طارق محمد عبد الله صالح ومحاولة استقطاب بقية القادة العسكريين من هذه القبائل.

كذلك محاولة رأب الصدع بين حزب الاصلاح والمؤتمر الشعبي العام .

كما ان قبائل حمير والذين ينتمون اغلبهم في محافظات اب وتعز تتطلب دخول الشرعية إلى هذه المناطق للاستفادة من مخزونها البشري المناوي للحوثي . وتدرك جماعة الحوثي ذلك من خلال تضحيتها بالعديد من مقاتليها بهدف اسقاط الضالع حتى لايتم خلق ثغرة للدخول إلى اب .

وختما لذلك فالتركيز على سحب المقاتلين من قبائل حاشد وبكيل والسيطرة على محافظة اب والحديدة هي باختصار الوصل إلى المناطق ذات التوجهات الشافعية والتي تقف ضد مشروع الحوثي .

أخبار ذات صله