fbpx
حكومة يمنية هشة

 

أثبتت الكثير من الوقائع خلال الأربع السنوات الماضية، هشاشة حكومة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، المتورط عناصرها في قضايا فساد كبيرة، من أبرزها نهب المال العام وفشلها في إدارة الدولة، ناهيك انها منحت مليشيات الحوثي “شرعية”، ما كانت لتحلم بها لولا ضعف وهشاشة هذه الحكومة التي للأسف الشديد أصبحت “النقطة السوداء” في عاصفة الحزم.

 

قد يقول البعض من انصار حكومة الشرعية اننا نتحامل عليهم، وعلى الرئيس هادي الذي اردناه ان يكون قويا وحرا في قراره السياسي والعسكري، وقلنا ذلك في الـ21 من فبراير 2015م، عقب ساعات من وصوله إلى عدن.. ولكن.

 

دعونا نبحث ماذا حققت الحكومة الشرعية من شيء إيجابي حتى اليوم خاصة في المدن المحررة..

 

اذا اخذنا مدن الشمال.. بفضل الشرعية الهشة، استغلت احد الأحزاب المصنفة إرهابيا ان تبي جيشا طائفيا لا يقل طائفية من مليشيات الحوثي ويتمركز في مأرب.

 

بفضل الحكومة اليمنية الهشة.. جغرافيا “الجمهورية العربية اليمنية”، بما في ذلك مأرب لا تزال محتلة من قبل حلفاء إيران، وان كان جزءا منها في قبضة حلفاء السعودية، لكن هذا الجزء بالذات، يكمن خلفه سر كبير في استمرار الحوثيين بالقتال، لأنها معبر آمن للأسلحة والصواريخ والمشتقات النفطية والطائرات المسيرة، وهذا ليس اتهاما بل شيء مؤكد ان مأرب تمد الحوثيين بكل ما يحتاجونه.

 

بفضل الحكومة الشرعية الهشة :”ان مأرب أصبحت سلطة وحكومة مستقلة، لا يجرؤ الرئيس هادي على عمل أي شيء فيها، ولا أي من وزراء حكومته بما في ذلك وزير الداخلية أحمد الميسري، المنشغل بالمهاترات الإعلامية وجعل “جزء من مودية”، سنحان أخرى.

 

قد يقول البعض ان الشرعية بفضلها تحرر الجنوب، مع ان جزءا ممن شاركوا في تحرير الجنوب ليس لهم أي ارتباط بالحكومة الشرعية إلى اليوم، والبعض ازاحتهم الحكومة الشرعية عقب الانتصار بدعوى انهم انفصاليون.

 

قد يقول البعض ان الحكومة الشرعية الهشة “اعادت مؤسسات الدولة إلى عدن”.. فلنسأل اين هي المؤسسات التي عادتها الحكومة إلى عدن.

 

“البنك المركزي”.. هو ليس مركزيا الا على موارد الجنوب، وغطاء للسحت الحكومي باسم معاناة اليمن، فلو كان مركزيا لأجبرت الحكومة الهشة، مأرب ان تورد مواردها إلى البنك المركزي، مثل ما كانت تفعل قبل نقله من صنعاء.

 

لو كان مركزيا لأجبرت الحكومة الهشة “المراهق هاشم الأحمر” ان يورد موارد ميناء الوديعة التابع لحضرموت إلى البنك المركزي، لا ان يذهب بها إلى حسابه الخاص وكأن الميناء الحضرمي ملكا من أملاك جده.

 

على الصعيد السياسي، فشلت الحكومة الهشة في مجاراة الحوثيين، على الرغم من امتلاك الشرعية دعما ضخما من التحالف العربي، بل ان فشل الحكومة الهشة سياسيا، جعل من الحوثي اليوم شرعية، فالقرارات الدولية التي كانت قد اعتبرت الحوثيين انقلابيين، باتت اليوم تصفهم بأنهم طرف من أطراف الصراع.

 

وعلى الصعيد الإعلامي، حولت الشرعية وقنواتها التي للأسف تبث بأموال سعودية، من حربها ضد الحوثي الى حرب ضد الجنوب والجنوبيين، والشواهد كثيرة حول ذلك.

 

هل يعقل ان الجنوبيين يدفعون “ثمن الحرب عليهم ماديا إلى اليوم، وربما لسنوات قادمة، في حال استمرت هذه الحكومة الهشة.

 

خلال الحرب التي شنها العدوان الحوثي على عدن، تحول الدعم العسكري والمادي الذي كان يقدمه التحالف العربي بقيادة السعودية عن طريق الشرعية “إلى دين على الجنوبيين”، قد يقول البعض ان هذا أمر سخيف وغير صحيح.

 

ولكن هناك تصريح موثق من مدير شركة النفط اليمنية تؤكد ان “المورد المحتكر للمشتقات النفطية، له مديونية على الحكومة الشرعية، بعشرات الملايين من العملة الصعبة، وانه طالب الحكومة بسداد تلك المديونية التي قدمها خلال الحرب العدوانية على عدن للمقاومة، الا ان الحكومة ردت عليه بالقول “احتكر النفط وبيعه بسعر الضعف، عشان تسدد الدين الذين علينا”.

 

 

لم يحصل في العالم قط ان يسدد الشعب مديونية الحرب عليه، الا في عهد حكومة الشرعية الهشة.

 

في عهد الحكومة الهشة، أثيرت الكثير من القضايا من بنيها العنصرية والمناطقية التي لم تكن موجودة بهذا الشكل، لولا ان الشرعية عملت على تغذيتها وفي تصريح لأحمد بن دغر وخطابات لهادي تؤكد حرص الحكومة الهشة على اثارة المناطقية والعنصرية.

 

ولكن هذه الحكومة المحسوب بعض رموزها على أبين تمارس العنصرية في أبشع صورها في داخل أبين، وأذكر أخر حدث علمت فيه قبل يومين، والمتمثل في ان ضابطا من لودر ممن سرحهم تحالف حرب 7 يوليو على الجنوب، أراد ان يقدم تظلما لمعالي وزير الداخلية أحمد الميسري، غير مدرك ان الوزارة قد أصبحت حكرا على جزء جغرافي صغير في مودية، وانها لم تعد وزارة داخلية لكل البلد.

 

حاول هذا الضابط ثلاثة أيام متتالية في ان يتمكن من تقديم ملفه، ولكنه فشل في ذلك.

 

أتصل علي يخبرني بما تعرض له، فقلت أحاول بدوري ان يكون هناك تجاوب، برضه دون فائدة.. وغادر عائدا على منزله في لودر، وهذه القضية ليست وحيدة بل هناك الكثير من القصص المشابهة.

 

قبل أيام، غضب الجميع للجرائم التي ارتكبتها مليشيات الحشد الشعبي في مدينة تعز اليمنية والتي راح ضحيتها العشرات أغلبهم مدنيون ونساء وأطفال، وقد وثقت صرخات النساء وهن يستغثن بالحكومة الهشة، تقول احداهن ان شقيقها اعدم في الشارع بسبب انه كان يرتدي بنطلون “جيش”، قتلوه بتهمة انه من كتائب ابوالعباس بينما هو لا عسكري ولا أي شيء.

 

تخيلوا ماذا فعلت الحكومة الهشة “وجهت خطابات عديدة لمليشيات الحشد الشعبي” لوقف القتال، ولكن دون استجابة.

 

تخيلوا ماذا فعلت الحكومة الهشة، بعد ذلك قالت على لسان وزير الدفاع “ان الحوثيين عينوا قيادات من خارج المؤسسة العسكرية”.. تخيل لي ان ابوعلي الحاكم كان زميلا للمقدشي في جيش السلتة.. ما هو العالم يعرف ان مليشيات الحوثي أتت من الكهوف، ثم ما ماذا نستفيد بشأن احداث تعز، من الحديث ان بائعي القات اصبوا قادة جيش الحوثي الانقلابي.. هشة او مش هشة.

 

 

اليوم يفاجئنا وزير داخلية الحكومة الهشة، الذي كنت أتوقع ان يفاجئني بتشكيل لجنة أمنية للتحقيق في جرائم الحشد الشعبي في مدينة تعز القديمة، ذهب لافتتاح إذاعة خاصة، ممولة من الإيرادات العامة، بدلا من ان يمضي باعتباره نائب رئيس الحكومة في الانتصار لتلفزيون وإذاعة، في وضع مداميك عودتهما إلى عدن، لا ان يذهب للعب دور المعارضة في حين انه يفترض ان يمارس سلطته كرجل ثاني في الحكومة الشرعية.

 

 

لا كمان انصار الحكومة الهشة الاغبياء، ذهبوا للقول ان “الائتلاف الشرعي” بدأ يتوسع، كيف تدعي انك ائتلافا سياسيا، ومن المفترض يكون بعيدا عن السياسة باعتباره وزيرا للداخلية، بات الراعي الرسمي لكل انشطته.

 

طيب لماذا تلجأ الشرعية الى دعم الاعلام الخاص في حين ان “الحكومة الهشة”، فشلت في اقناع النائب علي محسن الأحمر بعودة تلفزيون وإذاعة عدن.

تلفزيون عدن الذي يعد من أقدم وسائل إعلام في الجزيرة العربية، أصبح يدار من الرياض بواسطة عناصر لا لها علاقة بالتلفزيون ولا بعدن العاصمة التي يحمل التلفزيون اسمها.

 

بعض الاغبياء أراد تمرير الأمر علينا، بان افتتاح إذاعة اف ام في عدن، من قبل سلطات الشرعية حدث عظيم، في حين ان هؤلاء قالوا ان الانتقالي اثبت فشله لأنه افتتح إذاعة هنا عدن.. يا لسخافتكم.. بس خلاص.

 

*صالح_أبوعوذل

*من صفحة الكاتب على الفيس بوك.