fbpx
فن التعامل مع الأبناء
شارك الخبر
فن التعامل مع الأبناء

صحيفة البيان – مصطفى عبدالعظيم

في فترة من الحياة، يجد الآباء والأمهات أنفسهم غير قادرين على التعامل مع أبنائهم.. تراهم يسألون أنفسهم عن أفضل السبل للتعامل معهم ويتوهون في مسارات مختلفة.

العديد من التربويين أكدوا أن التربية لن تنجح من دون الحب، فالأطفال الذين يجدون من مربيهم عاطفة واهتماماً ينجذبون نحوه، ويصغون إليه، بسمعهم وقلبهم. والطفل بمثل ما يتطلب لإشباع حاجته العضوية من جوع وعطش، لابد من إشباع حاجته النفسية، وذلك بإشعاره بالحب والراحة والأمان النفسي والاستقرار والثقة والاحترام، فالحاجات النفسية إن لم تشبع، لا تصنع.

لذلك يعمد علماء النفس والتربية إلى الاستناد الدائم والتركيز على مدى إشباع الحاجات النفسية، وخصوصاً في المراحل الأولى من حياة الطفل، فالخمس سنوات الأولى للطفل، هي أهم سنوات حياته. فهناك عوامل عديدة تؤثر في نفسية الابن، ولابد من أن يحرص الأبوان على الابتعاد عنها، فرؤية الابن للمشاحنات تولد لديه الشعور بالتوتر وعدم الاستقرار العاطفي، وقد يبث الخوف في نفسه. لذلك فإن الابتعاد الدائم بمشاكل الوالدين عن أبنائهم، والاحتفاظ بخصوصيتها، يزيدان ثقة الطفل بنفسه وبشعوره بالطمأنينة والاستقرار النفسي والهدوء الذي يساعد على تكامل بنائه النفسي والإبقاء عليه سليماً، والحقيقة أن سلوكيات الطفل مرآة التعامل الأسري معه.

إن تكريم الطفل والإحسان إليه وإشعاره بالحب والحنان، ومنحه المكانة الاجتماعية اللائقة، وإحساسه بأنه مقبول عند والديه وعند المجتمع، يجب أن لا تتعدى الحدود إلى درجة الإفراط في كل ذلك، فلا تترك له الحرية المطلقة في أن يفعل ما يشاء، إذ لابد من وضع منهج متوازن في التصرف معه من قبل الوالدين، فلا يتساهلا معه إلى أقصى حد، ولا يعنّفاه على كل خطأ يرتكبه، فلا بد أن يكون اللين، وتكون الشدة في حدودهما المنطقية، للتمييز بين السلوك المحبوب والسلوك المنبوذ.

 

أخبار ذات صله