fbpx
” تقرير خاص ” 100 يوم على ” إتفاق ستوكهولم”.. لا شيء تحقق غير فتح طريق لمخازن الامم المتحدة
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرر – خاص:

100 يوم هي المدة التي يقترب منها إتفاق ستوكهولم ” منذ توقيعه بين جماعتي الشرعية والحوثي في السويد، عثب لقاءات استمرت 7 ايام تقريباً انطلقت في 6 ديسمبر 2018 وانتهت في 13 من نفس الشهر.

 

ولم يعد الحديث بكثرة عن اتفاق الحديدة او اتفاق ستوكهولم، غير تعبير دولي عن القلق مثلما هي العادة، بالاضافة الى تناولات اعلامية محدودة لمتابعة تحركات رئيس بعثة الامم المتحدة الجنرال الدنماركي ” مايكل لوليسغارد ” الذي لا يزال يعمل على محاولات عقد اجتماعات جديدة للجنة المشتركة لإعادة الانتشار بالحديدة .

 

وتوقفت الجهود تماماً كما خفت حدة التصريحات الاعلامية بشأن تنفيذ اتفاق اعادة الانتشار  بالحديدة، وذلك الى اجل غير مسمى بعد أشهر من المساعي الأممية والدولية في تحقيق اختراق باشتراطات جماعة الشرعية وتعنت مليشيات الحوثي، والتقدم بخطوات عملية في تطبيق الاتفاق.

 

ورغم ان الحوثيين هم من عطلوا آخر اتفاق رعته الامم المتحدة والذي قضى بتطبيق مرحلتين من اتفاق الحديدة، والتي تتضمن انسحاب مليشيات الحوثي من ميناءي الصليف ورأس عيسى لمسافة 5 كيلومترات مقابل انسحاب القوات المشتركة لمسافة كيلومتر واحد بالتزامن مع عملية نزع الألغام من المناطق المنسحب منها والتحقق من ذلك .

 

وجاء فشل تطبيق المرحلة الاولى في الحديدة بعد أعلان الحوثيون رفضهم تطبيق المرحلة الأولى التي جاء اتفاقها بعد جهود مضنية بذلها المبعوث الأممي مارتن غريفيث والامم المتحدة منذ فشل تطبيق اتفاق السويد المعلن في 13 ديسمبر الماضي.

وتحول ” اتفاق ستوكهولم ” باعتباره خطوة اولى في مسار السلام كما يقول المبعوث الاممي ” غريفيث ” تحول الى نازع جديد من نوازع الحرب في اليمن بسبب التهيئة الفاشلة لجولة السلام في السويد والتي اعتبرها مراقبون نسخة مكررة من مشاورات السلام الفاشلة التي قادها المبعوثين السابقين جمال بن عمر واسماعيل ولد الشيخ.

 

*آخر تطورات الحديدة.. قوات أممية بواقع 250 جندي:

في اخر تطورات لمسألة الحديدة، بدأت  الامم المتحدة تحركات جدية لزيادة بعثتها في الحديدة، من 75 الى 250 ترافقهم قوات اممية، والتي وصلت بعضها وتم انزالها الى الحديدة وتتكون من 20 طقم وعربة بحسب وسائل اعلام دولية.

 

ولعل هذا الامر جا بعد الاحاطة التي قدمها رئيس بعثة السلام ” لوليسغادر ” الى مجلس الامن بجلسته يوم 13 مارس الحالي، والذي ألمح فيه ان عمل بعثته هي فنية، ولا تستطيع فرض اي شي لكونها جهة غير تنفيذية ولا تمتلك صلاحيات أكثر من تقديم المقترحات ومحاولة التوفيق بين الطرفين.

وقد يخلق  زيادة الامم المتحدة لعدد بعثتها، كثير من ردود الافعال، رغم ان اي زيادة في عدد بعثة الأمم المتحدة تأتي وفق قرار مجلس الامن رقم 2452 والذي ايد مقترح امين عام الامم المتحدة الذي اقترح زيادة البعثة الاممية الى75 مع ترك الباب مفتوحاً لزيادة العدد.

 

تجدر الاشارة الى ان اجتماعاً شهدته واشنطن قبل يومين بين وزير الخارجية الامريكي بومبيو مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث .

وناقشا في الاجتماع أحدث جدول لإعادة انتشار القوات بالحديدة وتبادل الأسرى، وخرج اجتماعهما بديباجة طالما سمعها اليمنيين وعي التأكيد على ضرورة احترام الأطراف للالتزامات التي تعهدوا بها في السويد كما أعرب الوزير عن قلقه من مماطلة الحوثيين المتعمدة لإعاقة التقدم.

 

*فشل ستكهولم واتفاقياته الثلاث:

دخل ما يسمى ” إتفاق ستوكهولم ” خانة الاتفاقات السابقة الفاشلة بشأم اليمن، رغم حصول الاتفاق على دعم دولي كبير وصدر به قرارين من مجلس الامن هما رقم ” 2451 و 2452 ” تأييداً لمساعي السلام والاتفاق الذي تضمن ثلاث اتفاقيات اعلن عنها رسمياً وقيل انه تم موافقة جماعتي الشرعية والحوثيين عليها.

هذه الاتفاقيات الثلاث تشمل ” اتفاق الحديدة – اتفاق تبادل الاسرى – اتفاق تعز ” لكن اي منها لم يطبق وقد انتهت الفترة التي حددت الاتفاقيات في موادها فترة تطبيقها.

ودبت الخلافات  بين الطرفين الموقعين على الاتفاقيات بدءً من اتفاق تبادل الاسرى واتهم كل طرف الاخر بتعطيل الاتفاق وتقديم اسماء غير موجودة في الواضع ربما قتلت بالحرب او مختفية ولا يعرف عنها او اسماء مكررة، ولا يزال الاتفاق مجمداً دون احراز اي تقدم فيه.

فيما يتبادل الطرفين الاتهامات بشأن اتفاق الحديدة، الذي فشل في مهده، نتيجة الخلاف على هوية ” القوات المحلية ” التي وردت في نص  “اتفاقبة الحديدة ” إذ يعتبر الحوثيين ان تلك القوات تابعة لهم، قد اقدموا على  على خطوة ما اسموه تيليم الميناء لقوات خفر السواحل التابعة لهم، وهو ما اعتبرته الشرعية التفافاً على اتفاق ستوكهولم وتاكيدا ان نوايا الحوثيين غير مستعدة لتطبيق الاتفاق.

من جهة اخرى تعتبر الشرعية ان القوات المحلية تعني انها القوات التابعة للشرعية لكونها الحقت بلفظة ” القوات المحلية بحسب القانون اليمني ” .

اما بخص اتفاق تعز فهو الاخر لم يناقش ولم يتم تحريك اي من اوراقه او اللجان المتفق بتشكيلها لتطبيق اتفاق تعز وفتح المعابر .

 

*اتفاق السويد ينتهي بفتح طريق الى مخازن الامم المتحدة بالحديدة:

في حين كان ينتظر الجميع الى الأمم المتحدة بأتخاذ خطوات جادة لتطبيق اتفاق ستوكهولم، والبدء بتطبيق المرحلة الاولى من اتفاق الحديدة واعادة الانتشار، تفاجأ الجميع باعلان الامم المتحدة عن نجاح وهمي آخر تمثل بوصول بعثة فنية للأمم المتحدة الى مخاون صوامع البحر الأحمر بينما تم تسجيل فشل ذريع في تطبيق اتفاق المرحلة الاولى من اعادة الانتشار الذي جرى الاتفاق عنه قبل ايام بعد اسابيع من تأجيل تطبيق اتفاق الحديدة.

ولتسجيل نجاح وهمي ودون اي تعليق عن فشل تطبيق المرحلة الاولى، قال الامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريش ففي وقت سابق هذا الشهر، ان مسؤولين بالامم المتحدة تمكنوا من الوصول الى مطاحن البحر الاحمر في ميناء الحديدة للمرة الاولى منذ ستة أشهر .

وأعلن جوتيريش أن فريقا تابعا للأمم المتحدة تمكن من زيارة شركة مطاحن البحر الأحمر الواقع داخل إحدى خطوط الجبهة. ويوجد داخل تلك المطاحن قمح يكفي 3.7 مليون يمني لمدة شهر.

وقال جوتيريش ”للمرة الأولى منذ ستة أشهر تمكنا من الوصول أخيرا إلى شركة مطاحن البحر الأحمر… وهكذا يتم على الأقل إحراز بعض التقدم البطيء.

وأظهرت الحديدة مدى العجز والفشل الذي منيت به الامم المتحدة رغم صدور قرارين دوليين خلال شهر واحد بشأن تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار الذي كان نتاجاً لإجتماع عقد في السويد برعاية اممية في ديسمبر الماضي.

وفشل الامم المتحدة في الحديدة وحدها، يضع تساؤلات عن مستقبل السلام المنشود باليمن ووعود الامم المتحدة بتحقيقه في عموم اليمن التي لا تزال تشهد حرباً مستمرة منذ ان اشعلتها مليشيات الحوثي في مارس 2015 وحتى الان.

*هل ستتجدد الحرب بالحديدة..؟

بفشل اتفاق ستوكهولم، تصبح الحديدة على موعد مع تجدد الحرب، وبما تكون هذه المرة المواجهات أشد من المرات السابقة.

لكن  هناك من يستبعد الأمر، لكون ما حدث من تهدئة مؤخراً لم تكن ” هدنة ” بل كانت ” وقف اطلاق النار  وافق عليها الجميع،  وعزز  المبعوث الاممي غريفيث هذا الامر باستصدار قرار من مجلس الأمن ينص على ” وقف إطلاق النار بالحديدة “.

ومن جهة اخرى لم تتوقف الخروقات بالحديدة منذ اعلان اتفاق ستوكهولم وصدور قراري مجلس الامن المعززين له، مما يجعل الحديدة مرشحة بقوة أن تشهد معركة وحرب هي الأشرس ربما تكون فيها التدخلات الدولية حاضرة، بعد ان صعّدت جماعتي الشرعية والحوثيين من رفضهما لخطوات إجراءات الثقة التي كان يأمل مبعوث الامم المتحدة ان تتم في اجتماع السويد.

فوقف إطلاق النار لم يتوقف لحظة، وان كانت خفّت حدته إلا انه مستمر وسط تجييش من قبل القوات المشتركة بالساحل الغربي وايضا من جهة مليشيات الحوثيين، ورفض الشرعية والحوثيين الاستجابة لدعوات دولية ومطالبات مجلس الامن والامم المتحدة بإيقاف التصعيد العسكري والالتزام بوقف إطلاق النار.

 

 

أخبار ذات صله