fbpx
فتنة الانتخابات

أديب السيد

“الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها” ، وعندما تصبح تلك الفتنة واقعة مؤلمة يروح ضحيتها أبرياء وشباب أحرار فإن اللعنة تصير واقعة أيضا، ويصير الوضع صعباً للغاية وما لم يتم تداركه بالعمل الجاد فإن تلك الفتنة ستستمر وستحصد ما لم يتوقعه أحد في ظل مواجهه مباشرة بين مطالب تحررية لا تراجعية  ومطالب احتلاليه أو تسعى لإعادة إنتاج الماضي  .

ما حدث في عدن مؤخراً وبالأخص في مديرية المعلاء لم يكن حدثاً عابراً وتصادم غير مقصود ولو كان كذلك لتم انسحاب احد الطرفين من مكان التصادم درءاً للفتنة وعدم سقوط ضحايا ، ولأن الفتنة مقصودة ومدبرة فقد تم الدفع  بأحد الطرفين في مكان احتشاد الطرف الآخر ، وكل ذلك تم من أجل هدف سياسي لدراسة موقف الطرف الآخر وردة فعله من أمكانية فرض الانتخابات بالقوة .

 هناك شيء خطير جداً في الأحداث المؤسفة جداً التي شهدتها عدن وهو أن الطرفين كلاهما مندفعين نحو المواجهه بفعل الشحن والتحريض وإلغاء كل طرف للأخر في ظل تأجيج إعلامي من خلال الاتهامات المتبادلة بين الطرفين والتي اعتمدت على الاندفاع في إصدار الاتهامات بين الطرفين .

والظاهر في الموضوع والمعروف لدى الجميع أن هذه المصادمات بين أنصار الحراك السلمي وحزب الإصلاح قد حدثت سابقاً في مديرية كريتر حيث يتمركز هناك في ساحة خاصة أعضاء حزب الإصلاح  دون أن يكون لهم امتداد في مديرية المعلاء المعروفة بأن أنصار الحراك يتواجدون فيها دائماً  ،فما الذي دفع بأنصار حزب الاصلاح إلى القدوم إلى المعلاء للتظاهر وعبورهم نفس الشارع  الذي يتواجد فيه أنصار الحراك  .

إن هناك أيادي خفية أدارت تلك الأحداث وحرضت عليها تحت لافتة الانتخابات التي أصبحت وسيلة للمجرمين كي يؤججوا الصراع بين الجنوبيين من كلا الطرفين ، وهذه الأيادي تبدو واضحة أنها من بقايا نظام صالح والمتمثلة في احد الأطراف أو بطرف ثالث يسعى إلى ضرب خصومه السياسيين ، فيما يعني أن تلك الأيادي  تسعى لنقل المواجهه العسكرية من صنعاء إلى عدن كما تسعى لإدارتها صراع جنوبي  جنوبي مثلما إدارته من قبل في أحداث 1986م أو عندما شارك الطرف الجنوب في حرب 1994م .

وهذا يعني أن هناك  نفس الأسلوب ونفس الأفكار كانت حاضرة في أحداث المعلاء المؤسفة مما يدلل قطعاً أن هناك نوايا لإعادة تكرار الماضي وترك الفرصة للمجرمين كي يتسيدوا على الجنوب ويحددوا مصيره بأيديهم .

وهنا ندعو كل الجنوبيين بكل فئاتهم وشرائحهم والوانهم واطيافهم إلى التنبه للمخطط الخطير والاساليب الدنيئة التي تستهدف كل الجنوبيين وليس فئة بعينها ،كما نأسف لما حدث متمنين الشفاء العاجل للجرحى ، ونشد على ايادي كل الجنوبيين أن لا يتكرر ما حدث كون المصير واحد ..ولعن الله من أيقض الفتنة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

تنبية:- إننا نأسف جداً للانحطاط الذي وصل اليه بعض الصحفيين  التابعين لحزب الإصلاح والذين وصفوا الجنوبيين بأقذع الاوصاف  التي نترفع عن ذكرها هنا لأننا أرفع من النزول الى ذلك المستوى المخزي والانحطاط الأخلاقي المعبر عن عقليات مغلقة لا يمتلكها إلا جواسيس الارتزاق، ولأننا نملك قضية عادلة وسنناضل من اجلها حتى النصر او الفناء   فإننا لن ننحدر الى تلك المهاترات الدنيئة  التي تعودنا على سماعها من قوى الاحتلال السياسي والتكفير الديني ومرتزقته وماسحي أحذيته .

ad.sed2010@gmail.com