fbpx
 حقا …لم نتعلم بعد ! .. بقلم: محمود المداوي
شارك الخبر

 

محمود المداوي

رغم مامر بنا هنا في الجنوب من دروس كثيرة في خضم تجاربنا سابقا وحتى الآن فآن الوقائع تشير إلى حقيقة واحدة وهي أننا لم نتعلم بعد من اخطائنا واخفاقاتنا وحتى نجاحاتنا ..حقيقة لابد من الاعتراف بها حتى وإن كانت مريرة .

لم نتعلم بعد أن المكايدات البينية بيننا كجنوبيين سواء كانت السياسية اوغيرها حتى الشخصية منها وهي مصدرها الرئيس لن تفضي إلا إلى نتيجة واحدة لاغير وهي التفكك والتفتت وذهاب ريح الجنوب إلى مسارات لا توحي إلى أمان .

لم نتعلم بعد أن وجود المجلس الانتقالي الجنوبي على الساحة الوطنية الجنوبية يشكل بحق وقبل كل شيئ خطوة إيجابية وجدت كي نمدها بكل أسباب الانتصار والبقاء حتى وإن اختلفنا معه وخاصة في هذه المرحلة المفصلية الدقيقة في بعض التفاصيل الصغيرة التي يكمن فيها الشيطان متى نفخنا فيها بقصد أو بغير إلا آننا نتفق ونتوافق معه على القضية الجنوبية الأساس وهي إستعادة الدولة الجنوبية .

لم نتعلم بعد أن عدونا الرئيس الآن هو عدو قضيتنا الجنوبية وهو ايضا العدو التأريخي لنا كجنوبيين ولهدفنا الاستراتيجي و هو الحرية والإستقلال وأن التعامل معه خيانة عظمى للوطن الجنوبي الذي نحلم به
ولدماء الشهداء على مدار الثورة الجنوبية لا لشيئ غير أن هذا العدو لأهم له إلا أن تبقى أرض الجنوب تابعة له لا حول لها ولا قوة ينهب خيراتها وثرواتها ويعيث فسادا فيها.

لم نتعلم بعد أبجديات السياسة وأن نترك هذا الشأن لأهله كما هو الحال مع أهل كل اختصاص ومجال ولا نحشر أنفسنا فيها بمناسبة أو غير مناسبة ولادافع لنا فيها إلا المكايدات والمزايدات الرخيصة ولأمزجة قتلها المرض والأنانية وغذاها الاحتلال اليمني طوال المرحلة الماضية.

لم نتعلم بعد أن الحرص الزائف وأدعياءه هم سبب في كثير من إخفاقات المناضلين الشرفاء عند تحملهم المسئولية هنا وهناك وقد أثبتت التجربة أن هؤلاء لاهم لهم إلا إلحاق الهزيمة والفشل بكل نجاح جنوبي وإن كانوا جنوبيين خلص.

لم نتعلم بعد أن سياسة المهادنة مع كل مايحدث في الشارع الجنوبي ثقافيا واجتماعيا مصدره هو القوى النافذة للاحتلال وان كثيرا من شبابنا أن لم نتخلص من مثالبناوتقصيرنا نحوهم سيفضي حتما إلى مالا يحمد عقباه فكثير من مظاهر الشارع الجنوبي في المدينة والريف سواء بسواء هي دخيلة ووافدة وليس لها أدنى صلة بالهوية والشخصية الجنوبية العربية الأصيلة.

كما لم نتعلم بعد أن مايحدث معنا هنا اوهناك لادخل للصدفة فيه خاصة إذا كان هذا الشأن يتعلق باستمرار التمترس وراء معوقات نهوضنا الجنوبي الكبير وفي مقدمة هذه المعوقات المناطقية والقبلية المقيته وأن وراء كل ذلك سعي حثيث من ذات العدو اليمني على اختراق الوحدة الجنوبية التي كان ومازال بشارتها على الأرض هو المجلس الانتقالي الجنوبي .
لم نتعلم أيضا كنشطاء في العديد من الفاعليات الجنوبية على الأرض فن إقناع الآخر المختلف معنا في الرأي حول هذه القضية أو تلك وايضا بصواب ما نقوم به من نشاط بل ويصل الأمر إلى الخروج عن اللياقة والكياسة وتحت مبررات لاعلاقة لها بقضيتنا وعدالتها أن لم نكن قد اصبناها في مقتل .

لم نتعلم بعد وليتصور معي قارئي الكريم مدى ما يصيبني من قلق وانا أراها قد تمكنت من كثير من الشخصيات المحسوبة على الحراك والمجلس الانتقالي الجنوبي واعني بها هنا ظاهرة “صورني ياجدع”التي وجدتها تعود بقوة في أدنى احتفال يقام أو نشاط ينظم ..هي ظاهرة وقتيه بكل تأكيد ومرتهنة بوعي من يمارسها وأيضا ثقافته ولا علاقة لها بألتأريخ النضالي لهذا أو ذاك وبالوعي والثقافة ستنتهي كما انتهت من قبلها ظاهرة التزاحم على الظهور في المنصة والإمساك بلاقط الصوت عند أول سانحة وعندما يعرف هؤلاء أن هذه الظاهرة هي نتاج طبيعي لاحتلال همجي متخلف دام لأكثرمن ربع قرن جلب لنا كل السلوكيات الأنانية التي يختزلها الجنوبيون بعبارة واحدة معبرة وهي عبارة” الدحبشة”.

أخيرا لم نتعلم بعد ونحن كما نصف أنفسنا بكل صفات الثوار ..لم نتعلم كيف نتحلى بسلوك وصفات الثوار الحقة ولنا في هذه الجزئية صفحات خالدة من جيل الثوار الرواد وأيضا وبكل صراحة وبكل هدوء لم نتعلم من تضحيات شعبنا الجنوبي الذي نفخر بالأنتماء إليه ولا إلى شهداء الجنوب الذين قدموا لهذا الجنوب أغلى شيئ يملكه الإنسان وهي أرواحهم فداء له وعلى طريق إستعادة دولة الجنوب التي لن نستطيع أن نؤسس لها من جديد أذا مضينا في جهالتنا ولم نتعلم بعد.

محمود المداوي رئيس اتحاد الادباء الجنوبين في لحج

1 مارس 2019م

أخبار ذات صله