وألقى تاجاني وسالفيني كلمتين خلال الحفل الأحد في بازوفيتزا، قرب الحدود السلوفينية بالقرب من المكان الذي قتل فيه العديد من الإيطاليين على يد أنصار الزعيم الشيوعي الراحل جوزيب بروز تيتو في يوغسلافيا السابقة.

ومعظم الضحايا كانون يلقون في آبار طبيعية سحيقة وهم أحياء تعرف باسم “فويبي”، وهو الاسم الذي عرفت به هذه المجازر.

وقارن سالفيني بطريقة مباشرة بين “الأطفال الذين قتلوا في أوشفيتز والأطفال الذين قتلوا في بازوفيتزا”. وقال “لا يوجد شهداء درجة أولى أو درجة ثانية”.

ورد الرئيس السلوفيني بوروت باهور في رسالة بعث بها الاثنين إلى نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريللا بالقول “أنا قلق للغاية من التصريحات غير المقبولة للمسؤولين الإيطاليين الكبار والتي تقول أن الـ”فويبي تمثل تطهيرا عرقيا”.

أما رئيس الوزراء السلوفيني ماريان شاريتس فقال في تغريدة الاثنين “إنه تحريف تاريخي غير مسبوق.الفاشية كانت واقعا وهدفها كان تدمير الشعب السلوفيني”.

وقال تاجاني في نفس الحفل الأحد، إن “الآلاف من الأبرياء قتلوا لأنهم إيطاليون من قبل جنود يضعون نجمة حمراء على رؤوسهم”.

وختم خطابه بالقول “تعيش ايستريا الإيطالية ودالماشيا الإيطالية”، في إشارة إلى إقليمين كانا ضمن الأراضي الإيطالية بين الحربين العالميتين وباتا اليوم جزءا من سلوفينيا وكرواتيا.

وقال تاجاني خلال جلسة الاثنين في البرلمان الإيطالي “أنا آسف إن كان معنى كلماتي قد فهم بشكل خاطىء. لم تكن نيتي الإساءة لأي أحد”.

وأوضح أن إشارته إلى إيطالية ايستريا ودالماشيا ” لم يكن مطالبة بهذه المناطق بأي طريقة”.

وأضاف “كنت أشير إلى المنفيين الذين يتحدثون الإيطالية من ايستريا ودالماشيا وأطفالهم وأحفادهم، والعديد منهم كانوا حاضرين خلال الاحتفال”.

ومجازر “فويبي” كانت دائما مصدر خلاف بين إيطاليا وسلوفينيا. كما يختلف البلدان على العدد الإجمالي لضحايا عمليات القتل في الحرب العالمية الثانية، حيث تراوح الأرقام بين مئات الضحايا إلى أكثر من 10 آلاف.

وأثارت ذكرى عمليات القتل هذه جدلا أيضا داخل إيطاليا. ففي العقود التي أعقبت الحرب، حاولت إيطاليا قلب الصفحة على تاريخها الفاشي والجرائم التي ارتكبتها قواتها في يوغسلافيا، لكن هذا أدى إلى تفرد اليمين المتطرف فقط بإحياء ذكرى مجازر “فويبي”.

وفي عام 2004 كانت الحكومة اليمينية برئاسة سيلفيو برلسكوني أول حكومة إيطالية تخصص يوما وطنيا لإحياء ذكرى المجازر.