fbpx
التصالح والتسامح طريقنا إلى استعادة الدوله الجنوبية
شارك الخبر

بقلم – بسام احمد عبدالله
الواقع أن دعوة التصالح والتسامح الذي أطلقتها النخب الجنوبية ، وأكد عليها المجلس الانتقالي الجنوبي – عبر دعوته لحوار جنوبي – إنما هي خطوه في طريق طويل طويل جداً للإصلاح والتغيير نحو حياه أفضل ومستقبل واعد بالخير أن شاء الله إذا خلصت النوايا والتقت الإرادات نحو بناء وطن جديد وطن يحق لنا الفخر به بين سائر الامم.
وبالنظر لجذور الأزمات الماضية في الجنوب نرى أنها تعود إلى دخول النخب الجنوبية إلى إطار الأفكار المطلقة والتي تحتكر الحق والحقيقة المطلقة ومادونها فهو الباطل والزيف وبالتالي لامساومة ولاتعايش ولاقبول بالآخر مطلقا ومن هنا يبدأ الصراع المجتمعي وذلك حين تختفي المنطقة الرمادية منطقة (الوسط )ولم يبقى إلا خيار وحيد ياابيض يااسود ويبدأ الاستقطاب والتخندق لكل طرف وتبدأ الفتن تطل برأسها منذره بحروب اهلية لاتبقي ولاتذر دون أسباب واضحه ومعقولة.
 ويجب الاعتراف بان الصراعات المسلحه في الجنوب في الحقب الماضية قد أرست للأسف الشديد سابقه سيئه حيث عمدت بالدماء عوامل الشقاق والتفرقة والخلاف بين ابناء الوطن الواحد وبالتالي فقد أعاقة البناء الديمقراطي والمؤسسي لبناء الدولة الجنوبية الفتيه بعد استقلال الجنوب عن بريطانيا عام 1967م وخلفت هذه الضاهره من الصراعات المتكررة آثارا ثقافيه عميقه أسست للمناطقية والقروية والعصبية والشلليية لم يتخلص المجتمع من مضاعفاتها وتداعياتها السياسيه والفكرية والعاطفية وقد انعكس ذلك سلبا على مجمل الاسهام الحضاري والفكري والثقافي لابناء الجنوب.
والواقع أن معالجة مشاكلنا وخلافاتنا عن طريق الصراع المسلح والقهر المادي هي بالضرورة معالجة آحاديه الجانب يفرضها طرف على طرف آخر بالقوه ولاتكون إلا معالجه جزئية سطحية لأنها لاتعالج إلا الجانب السطحي من الصراع حيث لاتتوفر لها الإمكانية اوالقدره لمعالجة جذور الصراع وأسبابه وماينطوي عليه من ابعاد نفسيه ولذلك فإن هذه المعالجة تكون دائما معالجة غير مقبوله من الطرف الآخر ومؤقته لانها لاتدوم سوى بدوام القوه التي تفرضها.
ومن هنا نرى أنه على النخب السياسية الجنوبية عدم اجترار الماضي بكل اشكاله وصوره وعدم الوقوع باخطاء الاباء و أن تعمل على تكريس ثقافه الحوار والذي يؤسس على قواعد الائتلاف بين أفراد المجتمع وليس الفرقه و الخصام وبما أن الحوار الهادف هو تبادل الافكار للوصول إلى الصواب وبالتالي فإذا اغلق باب الحوار فتح باب السجون فعلى الشباب والوطن والدولة السلام.
والأصل من الناحيه العقلية والمنطقيه هو الحوار ثم الحوار .. ولكن الحذر من اثارة خلاف( ميت) منذو عهد بعيد ويروي لنا القرآن الكريم محاورة الله تعالى لاابليس :قال تعالى(مامنعك أن تسجد إذ امرتك) وحوار نبي الله إبراهيم مع إ بيه وحوار موسى مع فرعون وحاور محمد صلى الله عليه وسلم قريش الكافره وبالتالي يمكن الاتفاق على ما تفاهمنا واتفقنا عليه  وتأجيل مااختلفنا فيه للأجيال القادمه.
وبالتالي فإن التصالح  والتسامح هو دواء وعلاج رباني ناجع لكل مشاكلنا وخلافاتنا وقد يقول بعض المرضى واصحاب العقول المنغلقه بأن قبول طرف ما من هؤلاء المختلف معهم او التعايش معهم مستحيل ولايمكن ونحن نقول أن الله أمرنا بالاصطفاف ورص الصفوف وتعزيز الوحده الوطنية ونعتقد يقينا بأن الله لايمكن بأن يأمرنا بما لايمكن فإذا حدنا عن هذا المنهج وضللنا الطريق مره اخرى أصبحنا كالأغنام الشاردة والتي ستكون حتما صيدا سهلا للكلاب الضاله.
وكلنا امل وثقة عاليه بأن المجلس الانتقالي الجنوبي  سبمضي قدما في طريق اعادة بناء البيت الجنوبي وتعزيز اللحمه الوطنيه من خلال تبنيه دعوه إلى لقاء ابناء الجنوب وذلك للبحث في المستجدات والمشاكل والقضايا الراهنه ومستقبل البلاد ومناقشة كل القضايا التي تخص الوطن والمواطن والاتفاق على أفق وسياسه استراتيجيه واضحه لبناء الدوله واداره عجله التنميه بها والتأسيس للشراكة الشعبية بين كل افراد وشرائح المجتمع الجنوبي  والعمل على اصدار ميثاق شرف وطني  يؤسس لبناء نظام وطني ديمقراطي عادل يكفل جميع الحقوق لكل أفراد وشرائح المجتمع.
كما يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يتبنى فكره العداله الانتقالية كهدف انساني وأخلاقي يعمل المجلس على تحقيقه مستقبلا حيث نرى أنه لابد من غلق هذه الملفات من خلال جبر الأضرار للمتضررين ورفع المظالم عنهم من  جراء الأحداث والصراعات الماضيه وهنا نؤكد الى ان المجلس الانتقالي الجنوبي ناصع البياض و قد ورث هذه الاخطاء من الصراعات الماضيه ولن يدير لها ظهره من مسولياته التاريخية والأخلاقية بحسب التفويض الشعبي الممنوح له من كافه ابناء الشعب الجنوبي.
بسام احمد عبدالله
3/2/2019م
أخبار ذات صله