fbpx
” تقرير خاص”.. مسلسل فشل الأمم المتحدة باليمن بدءً من ” الاخضر الابراهيمي وحتى غريفيث وكاميرت “
شارك الخبر

 

يافع نيوز –  تقرير – خاص:

لم تك محافظة الحديدة اليمنية هي أول أو آخر محطات فشل الأمم المتحدة في انهاء الأزمة اليمنية جذرياً ووضع الحلول المناسبة لها إنطلاقاً من قرارات مجلس الأمن .

فالأمم المتحدة تملك تأريخ طويل من الفشل باليمن يعود الى الأزمة التي شهدها ” اليمن الموحدة  من دولتي الجنوب والشمال” من 1990 وما بعدها  والتي تحولت الى ازمة عمت أرجاء اليمن شماله وجنوبه، وتحولت الوحدة الى نازع من نوازع الخلاف والصراع نتيجة تحول الوحدة الى احتلال عبث بدولة وجغرافية الجنوب وانتهاج سياسة الحكم الديكتاتوري واستغلال المال والسلطة واتباع سياسة ” فرق تسد ” وزراعة الفتن والقلاقل والانفلات الامني واستجلاب الارهاب وتمويله وتغذيته .

ورغم ان الأمم المتحدة سجلت فشلاً ذريعاً باليمن في مراحل سابقة كانت اليمن اوذاعها لا بأس بها، فها هو  الفشل الاممي يتكرر  في ظل ظروف أشد من سابقاتها اذ تشهد اليمن حرباً ضروساً نتيجة الاخطاء المتراكمة التي كانت الامم المتحدة احد اسبابها وتعاملت معها بسياسات فضفاضة عززت من نوزاع الخلاف في اليمن حتى تفجرت الحرب على ايدي مليشيات الحوثيين الممولة من إيران والمستمرة حتى اللحظة منذ شهر مارس 2015م.

” يافع نيوز ” ومن خلال  هذا التقرير يسلط الضوء على الفشل الاممي في باليمن سواء في تطبيق قرارات مجلس الامن او من خلال عمل وسطاء الامم المتحدة المباشر في الداخل اليمني. 

  • فشل اتفاق ستوكهولم:

رغم اختصار الامم المتحدة جهود السلام في مدينة الحديدة وحدها، إلا ان جهودها باتت بالفشل نتيجة التراخي في موقفها واستخدامها اسلوب المحاباة والمراضاة لأطراف الصراع هناك. 

ودخل اتفاق ستوكهولم مرحلة الموت السريري بعد عجز الامم المتحدة ومعها كل المجتمع الدولي في تحقيق اي اختراق بمسار السلام في اليمن.

واتفاق ستوكهولم لا يعني اتفاق سلام في اليمن، بل اختصر في الحديدة وحدها، الى جانب تعز الذي لا تزال اتفاقيتها فاشلة قبل مناقشتها، اما اتفاقية تبادل الاسرى فكانت حصاد مشاورات هي الاخرى فاشلة وهي مشاورات الكويت التي اتفقتا فيها جماعتي الشرعية والحوثيين على تبادل الاسرى وفشل تنفيذ الاتفاقية بعد فشل المشاورات.

شمل اتفاق ستوكهولم ثلاث اتفاقيات ( 1- اتفاقية الالية التنفيذية لتبادل الاسرى – 2- اتفاقية حول الوضع بالحديدة –  اتفاقية تفاهمات حول تعز ) وجميعها لم تطبق بعد مرور شهر ونصف من اعلانها في تاريخ 13 ديسمبر 2018م.

اخر فشل للامم المتحدة بتطبيق اتفاق ستوكهولم كان تقديم رئيس لجنة حفظ السلام ” باتريك كاميرت ” استقالته نتيجة اسباب لم يعلنها، لكنها كما يبدو جائت نتيجة خلافات بينه وبين المبعوث الاممي لليمن ” غريفيث ” بسبب خطوات تطبيق اتفاقية الحديدة ووقف اطلاق النار واعادة الانتشار والتي تتهم الشرعية بسببها ” غريفيث ” بالتواطؤ مع الحوثيين.

  • فشل الأمم المتحدة باليمن:

ينسحب  الامم المتحدة في الحديدة في تطبيق اتفاق الحديدة او اتفاق ستوكهولم عمن الفشل بشكل عام على الامم المتحدة ومجلس الامن، اللذين باتا عاجزين عن تطبيق قراراتهما الصادرة ضمن حل الازمة اليمنية والتي كان اخرها قرارين ” 2451 و 2452 ” الخاصين بدعم اتفاق ستوكهولم والذي لم يطبق حتى اللحظة.

وحتى الان اصدرت مجلس الامن الدولي العديد 12 قراراً بشان اليمن من العام 2011 وحتى يناير 2019، لم يتم تطبيق أي منها حتى الان بما فيها القرارين الاخيرين الخاصين بتطبيق اتفاق ستوكهولم وهما ( قرار 2451 – و 2452 ) الصادرن خلال الشهر الماضي يناير 2019م.  فضلا عن العديد من البيانات الرئاسية الصادرة عن مجلس الامن. 

  • فشل ممثلي الأمم المتحدة ” الوسطاء”:

منذ أزمة الوحدة ( اساس الازمة اليمنية ) التي اشتعلت بسبب خلاف قيادتي دولتي الجنوب والشمال نتيجة خطأ الوحدة اليمنية والانقلاب عليها من قيادات الشمال، ووصول الامر الى اعلان علي عبدالله صالح رئيس اليمن الشمالي ورئيس نظام اليمن الموحدة الحرب، ارسلت الامم المتحدة مبعوث ” وسيطها  الى اليمن لحل الازمة ” وكان الاختيار على ” الاخضر الابراهيمي. 

فشل الخضر الابراهيمي في مهمته وانتهت حرب 94 بانتصار دولة الشمال واحتلال الجنوب وفرض الوحدة اليمنية بالقوة بعد الانقلاب على اتفاقياتها السلمية.

وعلى هذا المنوال مضى فشل الامم المتحدة سارياً ومتنقلاً من مرحلة الى اخرى بدءً بــ”الأخضر الابراهيمي ومروراً بجمال بن عمر ومن بعده اسماعيل ولد الشيخ واخرهم مارتن غريفيث ومساعده في الحديدة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت والان المساعد الاخر الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد  “.

حتى الان جميع المذكورين فشلوا كان اخرهم ” باتريك ” الذي ارسلته الأمم المتحدة رئيساً للجنة حفظ سلام في الحديدة، في حين المبعوث الاممي الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يعاني الفشل ذاته الذي وصل اليه ” كاميرت ” واضطره الأمر لتقديم استقالته وان كانت مهمته تختلف عن مهمة ” غريفيث ” حيث كاميرت يعمل مراقباً لحفظ السلام في نطاق الحديدة وموانئها، بينما غريفيث ياخر مبعوث اممي كوسيط سياسي عام تجاه الأزمة اليمنية.

 

  • من هم وسطاء الأمم المتحدة الفاشلين الى اليمن؟:

واصلت الامم المتحدة دورها في اليمن، عبر تعيين مباعيث لها، لمراقبة وتقييم الوضع في اليمن، وتقديم احاطات فصلية الى مجلس الامن عن الوضع، وعلى ضوء ذلك يتبنى مجلس الامن موقفه مما يجري باليمن، إلا ان كل الجهود بائت بالفشل ووصلت اليمن نتيجة التراخي الاممي الى انفجار حرب شاملة لا تزال مستمرة.

  • الخضر الابراهيمي: 

بعد اشتعال حرب 1994 التي اعلنها الرئيس اليمني الشمال ورئيس ما بعد الوحدة اليمنية أنذاك علي عبد الله صالح بتاريخ ( 27 ابريل 1994) أعلن الأمين العام السابق الدكتور بطرس بطرس غالي بتعيين الأخضر الإبراهيمي كوسيط بين صنعاء وعدن لحل الأزمة. 

ومع ان الاخضر الابراهيمي فشل في حل الازمة، فقد سعى الى انفاذ رغبة صالح ومنحه فرصة اكثر لمهاجمة الجنوب واحتلاله رغم تحذيرات القرارين الدوليين اللذين صدرا في 94 وهما قرار ( 924 بتاريخ 1 يونيو 94م – وقرار 931 في 30 يونيو 94م).

بعد الحرب وانتصار علي عبدالله وجيش دولة الشمال واحتلالهم دولة الجنوب في 7 يوليو 1994م، ونتيجة مواقف الاخضر الابراهيمي المتراخية والمنحازة، كرمه علي عبدالله صالح   بمنحه وسام الوحدة أعلى الأوسمة في اليمن، لتبقى أزمة اليمن 

  • المبعوث جمال بن عمر:

في إبريل 2011م، اعلن الامين العام للأم المتحدة أنذاك ” بان كي مون ” أن ” جمال بن عمر وسيطاً أممياً الى اليمن “، وفي 1 أغسطس 2012م، أعلن مون، أن بن عمر مستشاره الخاص ومبعوثه الى اليمن.

وخلال مهمته قام بن عمر بـ15 زيارة الى صنعاء، وكان بن عمر مشرفاً على سير عملية ما اسميت ” الانتقال السلمي للسلطة ” بعد أزمة 2011م، ونقل الرئاسة من ” صالح ” إلى هادي “، والتي انتهت بأن يكون الاتفاق بين أطياف المشهد السياسي اليمني مفصلا، وينظم بشكل دقيق عملية إدارة المرحلة الانتقالية التي تم تحديدها في سنتين وثلاثة أشهر، كما أكد أن الاتفاق يجب أن يضمن عددا من المبادئ والإجراءات والآليات التي يجب خلقها خلال هذه المرحلة لضمان عملية بداية التغيير وبناء الحكم الرشيد، بناء على قرار مجلس الأمن “رقم 2041 ” .

وقال جمال بن عمر حينها” تم الاقتناع بأن التسوية السياسية يجب أن تتم على أساس تنظيم انتقال سلمي للسلطة، وبالتالي دفعنا وشجعنا على الحوار المباشر بين الأطراف دون إقصاء أي كان، لكن بهدف الوصول إلى اتفاق حول خارطة طريق لعملية الانتقال السياسي للسلطة، وليس في إطار النظام القائم آنذاك “. غير ان الاقصاء الذي تحدث عنه بن عمر، وقع على الجنوب وقضيته، ولم يتم تمثيلها بالشكل الحقيقي، حيث جرى استنساخ ممثلين عن القضية الجنوبية للقفز على حقائق ما يجري بالجنوب وواقعية القضية الجنوبية وحق شعب الجنوب في تحقيق تطلعاته.

وفي 16 إبريل 2015، أي بعد 20 يوماً من اشعال الحوثيين للحرب في اليمن، قدم المبعوث الاممي ” جمال بن عمر استقالته ” من منصبه كمبعوث أممي الى اليمن.

 

  • المبعوث اسماعيل ولد الشيخ:

في 25 ابريل 2015، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسمياً تعيين الموريتاني إسماعيل ولد شيخ أحمد مبعوثاً أمميا إلى اليمن.

ولد الشيخ أعلن انه  سينطلق مما اسماها الإنجازات التي حققها سلفه جمال بن عمر تكريساً للجهود الإقليمية والدولية التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل حلّ النزاع في اليمن. حد وصفه.

وأشرف على العديد من جولات المشاورات التي عادة ما انتهت دون التوصّل إلى أي نتائج تقود إلى حل كان ابرزها ” محادثات جنيف 1 وكذا جنيف 2 “، كما اشرف على ” محادثات الكويت ” والتي انتهت جميعها بالفشل.

وشهد عام 2017، نحو ” 9 جلسات إحاطة ومشاورة ” لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في اليمن وتجديد نظام العقوبات للقرار “2342” لم يصدر أي قرار جديد خلال 14 شهراً ماعدا اعتماد البيان الرئاسي رقم 7 لعام 2017 والذي خلى من أي صياغة توجب الإنفاذ.

وقدم ولد الشيخ استقالته بتاريخ 22 يناير 2018م، قبل ايام من قرب انتهاء مدة مهمته، التي مددتها الامم المتحدة لشهر اضافي، ليتم تعيين المبعوث البريطاني ” مارتن غريفث ” مبعوثاً ثالثاً للأمم المتحدة باليمن.

  • المبعوث الأممي ” مارتن جريفث “:

في 16 فبراير 2018  وافق مجلس الأمن الدولي على تعيين البريطاني مارتن غريفيث مبعوثا أمميا خاصا إلى اليمن، ليكون بذلك ثالث وسيط خلال سبع سنوات يتم تكليفه بملف النزاع اليمني.

وبدأ غريفث مهمته الشاقة التي فشل فيها مبعوثين سابقين قبله، بزيارات انتهت حتى الان بفشل واضح وعجز في التعامل مع الملف اليمني والتداخل في الازمة مع غياب الرؤية الواضحة لدى الامم المتحدة تجاه اليمن.

  • ” كاميرت” رئيس لجنة حفظ السلام بالحديدة:

عين الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجنرال الهولندي المتقاعد ” باتريل كاميرت ”  بتاريخ 15 ديسمبر 2018 في مهمة مراقبة وقف اطلاق النار بالحديدة وتطبيق اتفاق ستوكهولم. 

وبعد شهر وبضع ايام من مهمته وصل كاميرت الى طريق مسدود وقدم استقالته بعد ان بذل جهود في الحديدة وعمل مباشرة على تطبيق اتفاق الحديدة ولكن الامر انتهى بتقديم استقالته. 

  •  مايكل لوليسغارد بديلاً عن كاميرت:

عقب استقالة كاميرت واعتذاره عن اكمال مهمته، عين الامين العام  للامم المتحدة الجنرال الدنماركي السابق ” مايكل لوليسغارد” بديلاً عن كاميرت رئيسا لبعثة حفظ السلام وتطبيق  ومراقبة وقف اطلاق النار واعادة الانتشار بالحديدة بحسب الاتفاق الموقع في ستوكهولم. 

وسيصل لوليسغارد  خلال الايام القادمة الى اليمن للبدء بمهمته في الحديدة التي فشل فيها كاميرت.

 

  • سلام حاضر إعلامياً غائب واقعياً:

ومع استمرار الحرب وغياب السلام، تتواصل محاولات استئناف مسار السلام من المبعوث الاممي البريطاني السيد مارتن غريفيث.

إلا ان السلام في اليمن، يمر بوضع معقد نتيجة لتداخلات كبيرة في الازمة اليمنية، بعد ان تحولت اليمن الى خطر يهدد ” الأمن والسلم الدوليين ” اضافة الى تعنت اطراف الصراع باليمن.

ويرى مراقبون ان الأطراف المتصارعة في اليمن خاصة جماعتي ” الشرعية والحوثيين” لا تملكان نية حقيقة للدخول في مفاوضات سلام، حيث يرى كل طرف ان سلوكه هو الحق، رافضا تقديم أي تنازلات لإيقاف الحرب وإحلال السلام.

ومما زاد الامور تعقيداً،  تحول قيادتي جماعتي الشرعية وقيادات عسكرية فيها وحزبية الى جانب قيادات مليشيات الحوثي الى ” جار الحروب ” الذين باتت الحرب بالنسبة لهم مصدر دخل وثراء، كما اوضح ذلك المبعوث الاممي السابق  ” ولد الشيخ ” في احاطته الاخيرة .

وتحول السلام في اليمن، الى غائب واقعياً حاضرا اعلامياً، حيث لا تزال اليمن تعيش واقعاً مؤلماً جراء الحرب التي بدأتها مليشيات الحوثيين بدعم ايراني، والدائرة منذ ثلا سنوات، ورفضها التراجع عن انقلابها او العودة لخيارات السلام وطاولة الحوار.

في الوقت نفسه، تتمحور جهود الامم المتحدة في تسجيل انجازات اعلامية، ويتعامل مجلس الامن مع الحرب باليمن بطريقة فضفاضة، حتى اضحت قراراته الملزمة الصادرة تحت البند السابع مجرد قرارات حبر على ورق.

وتظل اليمن حتى الان، بانتظار الفرج المأمول، والسلام المفقود، ليسود الاستقرار من جديد، وتحل أي خلافات عبر طاولة الحوار الجدي والمخلص وتنازل الاطراف لإنجاح هذه الحوار، وإنقاذ اليمن من  الحرب والدمار والانهيار الاقتصادي والوضع الانساني والمجاعة، ، وهو الأمل الغائب وطال أمد انتظاره، والذي ان لم يحدث بعد أربع سنوات من الحرب الطاحنة، فستتحقق المخاوف بتحول اليمن الى بؤرة صراع دائمة لتلتحق ببقية الدول التي تعيش حروباً مستمرة في المنطقة .

أخبار ذات صله