fbpx
مآذن أرض الفيروز.. “سلاح روحي” نشر فن العمارة الإسلامية واستخدمته مصر في تحقيق النصر | صو
شارك الخبر

 

يافع نيوز – القاهرة:

على طول الشواطئ الخلابة تتعالى مآذن المساجد لتناطح جبال سيناء الشاهقة في طابا، وطور سيناء، ووادي فيران، لترصد آثار المسلمين الأوائل، الذين مروا من أرض الفيروز، قبل أن يصلوا لأرض الكنانة.

كانت سيناء أول منطقة في مصر تُضاء بنور الإسلام، حيث دخل الصحابي عمرو بن العاص – رضي الله عنه- مصر من خلال طريق سيناء متخذاً طريق (رفح – العريش) حتى وصل إلى مدينة  العريش، ثم اتجه من العريش إلى القاهرة.

ويقول الأثري عبد الرحيم ريحان، مدير عام النشر الأثري بوزارة الآثار والباحث في آثار سيناء، إن أرض الفيروز تعاقبت على أرضها العصور الإسلامية المختلفة وتحولت أرضها الطاهرة إلى منابر إشعاع حضاري، وذلك من خلال آثار إسلامية عديدة تذخر بها سيناء وحدها، منها الدينية، والحربية، والمدنية، كما تعددت أماكن الصلاة والعبادة الإسلامية بها، فمنها المسجد الجامع الذي يشترط فيه وجود المنبر لإقامة الصلوات كافة، بالإضافة إلى صلاة الجمعة.

ويصف “ريحان” المسجد الجامع، بأن المصلى مكان مكشوفا لأداء صلاة القيام خلال شهر رمضان المبارك وصلاة العيدين وله محراب يحدد اتجاه القبلة، لافتًا إلى أهمية هذه المنشآت  ذات القوة الروحية التي كانت من أسباب النصر والدافع لحشد الجيوش الإسلامية واسترداد القدس من الصليبيين، كما كانت مدرسة لطرز العمارة والفنون الإسلامية التي أبهرت الغرب بجمالها الساحر وذوق مصمميها الرفيع.

وأوضح “ريحان” أن سيناء تحوي مساجد أنشئت داخل قلاع إسلامية أحدهم يقع داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي والمقامة على جزيرة فرعون بقرية طابا شمال محافظة جنوب سيناء وأعلنت عنه منطقة آثار جنوب سيناء – قطاع الآثار الإسلامية-  من خلال عمليات الكشف السابقه، حيث عثر على اللوحة التأسيسية للمسجد محفور عليها اسم منشئ الجامع وهو الأمير حسام الدين باجل بن حمدان، كما تحوى القلعة مصلى مكشوفا.

كان للقلعة دور مهم في صد غارات الصليبيين في عام 1182، فضلًا عن التمهيد لموقعة حطين واسترداد القدس، وفى قلعة الجندي التي بناها الناصر صلاح الدين خلال الفترة من عام 1183 حتى 1187، على الطريق الحربي الخاص به بمنطقة وسط سيناء والتي تبعد عن القاهرة حوالي 230 كيلو مترًا يوجد مسجدان منهم مسجد جامع ومصلى والمسجـد الجامع له محراب يعد آية في الجمال وقد كتب في صدره بالخط الكوفي “بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلى على محمد” ويمثل المحراب كتلة معمارية ذات زخارف مميزة .

ويضيف “ريحان” أن هناك قلعة رأس راية بمدينة طور سيناء والتي تبعد عن القاهرة حوالي 420 كيلو مترا ويعود تاريخها إلى العصر العباسي، وقد أعيد استخدامها خلال العصر الفاطمي جامع شهير مبنى بالطوب اللبن والحجر المرجاني، حيث يعد بناؤه تفاعلًا بين الإنسان والبيئة المحيطة به، وهو حجر أكثر صلابة ومقاومة للأملاح، وتم استخدامه في بناء معظم المواقع الساحلية بسيناء منها ميناء دهب، وميناء الطور، وقلعة نويبع … وغيرها، وقد اكتشفته بعثة آثار يابانية مصرية مشتركة تعمل تحت إشراف منطقة آثار جنوب سيناء.

ويستكمل “ريحان حديثه قائلاً: أما حصن الطينة بمحافظة شمال سيناء جامع كشفت عه منطقة شمال سيناء للآثار الإسلامية يضم ثلاثة محاريب والقلعة بناها السلطان الغوري في عام 1158 ميلادية وأقيمت بالطوب الأحمر.

وفي قرية قاطية التابعة “جامع” كشفت عنه منطقة شمال سيناء، وكانت قاطية مركزًا للجمارك بمدخل مصر الشرقي أواخر العصر الأيوبي والجامع مبنى بالطوب الأحمر، ويضم مئذنة وأماكن للوضوء، كما أقيمت بعض المساجد أعلى الجبال مثل الجامع الفاطمي أعلى قمة جبل موسى بجنوب سيناء، والذي يبلغ ارتفاعه 2285 مترًا فوق مستوى سطح البحر.

وفي قرية “فيران”  الجامع الفاطمي الذي يقع أعلى قمة جبل الطاحونة، ويبلغ ارتفاعه 868 مترًا فوق مستوى سطح البحر، كشفت عنه بعثة آثار ألمانية مصرية مشتركة تعمل أيضًا تحت إشراف منطقة جنوب سيناء، وأنشئ الجامع من حجر الجرانيت، وأنشأه أبو المنصور أنوشتكين الآمري في عام 1106، كما ورد في نص كرسي الشمعدان بالجامع داخل دير سانت كاترين.

ويختتم “ريحان” حديثه بأن كل هذه المساجد تخضع – حاليًا- لإشراف المجلس الأعلى للآثار، الذي يوليها رعاية كاملة تشمل أعمال الصيانة الدورية والترميم والتطوير، وإعداد دراسات علمية على طرزها المعمارية والفنية، لإعداد كتاب شامل عنها يشمل تاريخها ومعالمها المعمارية والفنية، مزودًا بالصور التوضيحية والمساقط الأفقية والرأسية، ليكون في متناول العاشقين للتراث الإسلامي والباحثين في مجال العمارة والفنون الإسلامية.

دير سانت كاترين

منبر الجامع الفاطمى داخل الدير

* الاهرام – جنوب سيناء – هاني الأسمر
أخبار ذات صله