fbpx
الشهيد طماح الذي ظل قريبا من الموت

د. عيدروس نصر
فارق الحياة أو فارقته الحياة لا فرق.
منذ أسبوع فقط كنا معاً في العاصمة السعودية الرياض، تشاركنا (الدكتور ناصر الخبجي وأنا) والشهيد طماح والوزير علي هيثم الغريب وعشرات آخرين من أبناء مختلف محافظات الجنوب مجموعة من اللقاءات غير الرسمية تحدثنا فيها كثيرا عن كل تفاصيل الحياة في الجنوب، وعن الأزمة اليمنية ونكاد أن نكون توافقنا في معظم الهموم والهواجس والتصورات عن المخارج المفترض البحث عنها والتوافق عليها لمعالجة ثنائية الأزمة والقضية، باعتبار هاتين القضيتين توأمين متلازمين.
لم نكن نتخذ قرارات، بطبيعة الحال، لأن القرارات بيد أكثر من طرف خارج اليمن وبالتأكيد، خارج التحالف، لكننا كنا نبحث عن مشتركات تجمع حولها الجنوبيين، على طريق الخروج بوطننا من المحنة التي وضع فيها رغما عنه وكنا متوافقين على كل القضايا الجوهرية.
* * *
منذ شبابه المبكر كان الشهيد طماح على مقربة من الموت، لكنه لم يكن ليهاب هذا الكائن المخيف الكامن على مقربة منه، بل كان يزداد اقترابا منه ويتجاوزه وهو يخوض معارك الذود عن الوطن والتمسك بقيم الكرامة والوطنية والشرف والإباء والاعتزاز بالوطن والوفاء مع الشعب، . . . .شارك الشهيد طماح في معظم المعارك المتعلقة بحماية الوطن وسيادته، وكان في الغالب من صانعي الانتصارات، . . أما ثورة الجنوب السلمية فقد كان من أوائل الذين تصدروا مشاهدها السياسية، فقد شازك تأسيس جمعيات المتقاعدين العسكريين الحنوبيين، ولم يغب عن معظم فعالياتها الاحتجاجية، ولم يخف الموت حينما كان الشباب يتساقطون عن يمينه ويساره،.. . . كان دائما كثيف الحضور بذهنيته المتقدة ووجراءته النقية وثقافته وقدراته الخطابية وشجاعته النادرة وقناعاته الراسخة بما يؤمن به من قيم وما يتمسك به من مبادئ وما يعتنقه من مُثُل.
اليوم بلغنا نبأ استشهاده نتيجة الإصابات العديدة والبليغة التي تعرض لها في حادثة معسكر العند البغيضة، وكان الخبر صاعقاً بعد أن تلقينا أنباء مطمئنه ليلة البارحة من بعض أقربائه عن تحسن حالته الصحية، وقرارا الأطباء نقله عبر طائرة إخلاء طبي إلى الرياض، لكن يبدو أن القدر كان أسرع من النوايا الحسنة والتمنيات الطيبة
رحم الله الشهيد اللواء محمد صالح طماح
وأكرم الله مثواه
وعفا الله عن سيئاته وأبدله بها عفواً وغفرانا.
وجزاه الله على حسناته ثوابا وإحسانا.
وأسكنه الله فسيح جناته.
لك الخلود يا أبا ياسر في جنة الخلد.
ولذكراك العطرة وتاريخك النبيل المجد والتجدد في ذاكرة الأجيال.
و”إنا لله وإنا إليه راجعون”