fbpx
وقف الحرب باليمن مازال خيارا مستبعدا بل ومستحيلا – كتب: العقيد/ محسن ناجي مسعد
شارك الخبر

 

نستطيع القول بأن مليشيات الحوثي الانقلابية قد أستثمرة الورقة الانسانية لصالحها ولصالح أجنداتها السياسية والعسكرية في الحرب .. حيث أستطاعة أن تألب المجتمع الدولي على الشرعية ودول التحالف العربي التي تعرضت لضغوط شديدة حتم عليها الاستجابة للمطالب الدولية المتصلة بتعليق العمليات العسكرية في بعض الجبهات وخاصة جبهة الساحل الغربي التي أضحت فيها المقاومة الجنوبية ودول التحالف العربي تسيطر على معظم محافظة الحديدة التي لم يتبقى منها إلا عاصمة المحافظة ( مدينة الحديدة ) التي باتت قاب قوسين أو أدنى من السقوط في يد المقاومة الجنوبية ودول التحالف العربي التي أضحت قواتها ترابط على مشارف المدينة وعلى بعد الأربعة الكيلو مترات تقريبا من مليشيات الحوثي التي تتمترس وسط المدينة وفي الأحياء المزدحمة بالسكان …

 

كلنا يعرف بأن بقاء مليشيات الحوثي في مدينة الحديدة تمثل بالنسبة لهم أهمية جيو – استراتيجية من حيث كونها أخر منفذ بحري لهم وفي نفس الوقت فأنها تمثل أيضا اهمية جيو – اقتصادية من خيث سيطرتهم على الميناء الذي يعتبر بالنسبة لمليشيات الحوثي ( الدجاجة التي تبيض ذهبا ) وبالتالي فأن الحديث عن خروج تلك المليشيات الانقلابية من مدينة الحديدة ومينائها بصورة طوعية يصبح غير ذي جدوى ويفتقد للمصداقية من جانب تلك المليشيات الانقلابية التي تمتلك قدرة لاباس بها على المناورة السياسية ومحاولة كسب الوقت الذي يمثل جزء من استراتيجيتها العسكرية التي أتبعتها طوال سنوات الحرب حتى تتمكن من تسويق أوراقها السياسية محليا واقليميا ودوليا .

 

وفي نفس الوقت أيضا تستطيع الحفاظ على قدراتها العسكرية والصمود في وجه القوة العسكرية الضاربة لدول التحالف العربي لأطول مدة ممكنه عبر التعليق المتكرر للعمليات العسكرية مثلما حدث في جبهة الساحل الغربي وهو التعليق الذي يمنح تلك المليشيات الفرصة الكافية التي تمكنها من إعادة ترتيب أوراقها السياسية وتوفيق أوضاعها العسكرية في جبهات القتال عن طريق الاستعداد للمنازلات العسكرية القادمة التي ستخوض غمارها في أكثر من جبهة وخاصة في مدينة الحديدة وهي المنازلة التي لا مفر منها ولا مجال لتفاديها مهما بدت لنا الصورة ضبابية ومهما أختلطت علينا الأوراق وتبدلت المواقف التي لا تستطيع أن تقف في وجه المنازلة العسكرية القادمة في مدينة الحديدة التي ستشهد معركة هي الأعنف والأسواء من نوعها وستكون قيمة فاتورتها الانسانية مرتفعة جدا نتيجة تمترس وتخندق مليشيات الحوثي الانقلابية وسط الأحياء السكنية المزدحمة بالسكان ….

 

من الواضح جدا بأن التحركات الدولية الراهنة حول الأزمة اليمنية والتي بلغت ذروتها مشاورات أطراف الصراع في ستوكلهم عاصمة السويد التي تجري في كواليسها مناقشات حادة بإشراف ورعاية أممية حول الكثير من القضايا المتعلقة بقضية الأسرى ،وقضية مطار صنعاء، وقضية ميناء الحديدة وغيرها من القضايا الهامشية التي لا ترتقي بنفسها إلى مستوى وقف الحرب الدموية تجري فصولها في اليمن والتي مازال وقفها لا يمثل على الأطلاق أولوية بالنسبة لأطراف الصراع كما أن وقف الحرب في اليمن أيضا لا يمثل أولوية بالنسبة للمجتمع الدولي أو بالنسبة للأمم المتحدة التي لا تمتلك حتى اللحظة أي رؤية سياسية ملزمة وواضحة تستطيع أن تفرضها على أطراف الصراع وتجليات ذلك تتجسد في دور المبعوث الدولي لليمن الذي أقتصر دوره على محاببة وإسترضاء أطراف الصراع وعلى تبني قضايا ثانوية من شأنها أن تقود إلى إطالة أمد الحرب ومنح إطراف الصراع المزيد من الوقت حتى يعدوا أنفسهم بصورة جيدة لجولات القتال القادمة التي ستكون أكثر ضراوة وشراسة من سابقاتها …

 

واتساقا مع ما سبق التطرق اليه يمكننا القول وبالفم المليان بأن دور المبعوث الدولي لليمن مارتن غريفيت قد أقتصر فقط على تنفيس الاحتقان الذي صاحب الملف الانساني الذي طغى على الحرب والبحث في الأمور والقضايا التي من شأنها أن تساعد وتعين الأطراف المتصارعة على إعادة ترتيب أوراقهم العسكرية التي تعينهم على مواصلة الحرب و العودة مرة أخرى إلى الساحات القتالية بحلة جديدة تمكن وتعين أيضا مليشيات الحوثي الانقلابية على الصمود في وجه الشرعية ودول التحالف العربي في الحرب الراهنة لأطول مدة ممكنة حتى تقتضي المصلحة الإقليمية والدولية وقف الحرب العبثية في اليمن التي ستظل أبوابها مفتوحة وستبقى هي اللغة السائدة التي تحتم على اليمنيين التحدث بها دون غيرها حتى تلبى وتتحقق الأهداف التي من أجلها أنطلقت شرارة الحرب التي لم تتمخض عنها حتى الأن النتائج التي كانت تعول عليها وتتوخاها الأطراف الداخلية والاقليمية والدولية .

أخبار ذات صله