fbpx
كنت في ساحة الإصلاح!

 

كنت في ساحة الإصلاح!

حينما أعود بالذاكره إلى الوراء لكي أتذكر سنوات قضيتها في صحيفة “الأيام” صحفيا فيها واحسب ما الذي اكتسبته من عملي بهذه الصحيفة أجد إنني اكتسبت أشياء كثيرة للغاية لكن ثمة شيء لايزال وسيظل هو الشيء الذي  لا يضاهيه ثمن (( الصحافة أخلاق)).

 

حينما أغلقت خفافيش الظلام أبواب صحيفة “الأيام” في الـ 6 من يناير 2010  نهائيا خرجت منها وانا احمل بين ثناياي شيء واحد وسأظل احمله ماحييت “الكلمة أمانة” وكنت أظن أنها أمانة فعلا لدى كل الناس ولكن ما نراه من أفعال اليوم يجعلنا نعتقد ان هذه الأمانة صارت مدنسة والكلمة ضاعت في غياهب الجب .

مساء  أمس الأحد قادتني خطاي إلى ساحة الإصلاح  بمديرية صيرة لكي استمع لمجريات ماوصف بأنه “مؤتمر صحفي” لتوضيح ماحدث من أحداث في جمعة المعلا الدامية وكان برفقتي الزميل العزيز “أنيس البارق” والأخ الكريم “صالح ذيبان” وهناك جلسنا ضمن من جلس من الإخوة المشا


ركين والذين كان اغلبهم أعضاء بحزب الإصلاح ولم تكن هنالك من مظاهر لوجود أي صحفيين إلا باستثناء الزميل أنيس منصور والذي كان احد منظمي المؤتمر الصحفي وعضو بالإصلاح أيضا .

بدأ ماسمي المؤتمر الصحفي وتحدث الناشط في الإصلاح علي قاسم ساردا قصة طويلة استمرت قرابة النصف ساعة متحدثا عن الأحداث التي وقعت في المعلا ورغم ان الرجل بدأ حديثه بذكر الله ورسوله الكريم والصدق والحقيقة لكن حديثه كان مخالفا لكل وقائع الصدق والحقيقة .

 

كنت وانا استمع له أظن ان شيء من الخير والضمير سيدفعه لكي يقول الحقيقة أو جزء من الحقيقة لكن الرجل أصر على ان ماحدث هو التالي ((مسيرة للإصلاح يعترضها من يصفهم ببلاطجة الحراك الجنوبي وهم من أطلق النار على مسيرة الإصلاح)) ولم يتطرق الرجل في حديثه إلى ذكر أي فعل قاموا به هم تجاه الطرف الآخر.

 

صور الناشط “علي قاسم” ماحدث هو اعتداء من قبل طرف واحد على طرف أخر وهذا كان مخالفا للحقيقة وللأسف الشديد ومثله عمل القيادي الآخر في الإصلاح ” أنيس ال يعقوب”  والذي جاء بنفس السيناريو السابق وأضاف عليه اتهامات أخرى مثل تبعية الحراك الجنوبي لعبدالكريم شائف والأمن القومي وغيرها من التهم الطويلة العريضة .

 

اعترف ان اشد الأشياء التي المتني في حديث “علي قاسم” هي مباهاته بان جميع القنوات العربية ووسائل الإعلام أخذت وجهة نظر حزب الإصلاح ولم تأخذ وجهة نظر شباب المعلا وكان يفاخر بذلك ويضيف انه لم يكن هنالك إلا عدد من المواقع المشبوهة وقناة عدن لايف التي خالفت روايتهم .

 

 نعم ياعلي اخذوا بوجهة نظركم لان هذا الشعب العظيم عاش 17 عاما من الإذلال الذي لايزال يمارس ضد صحفييه ، نعم ياعلي اخذوا بوجهة نظركم لان مدافع الشمال أصابت صحيفة “الأيام” بمقتل ذات يوم ، نعم ياعلي اخذوا بوجهة نظركم اليوم لان أبناء الجنوب حرموا من نيل وظيفة مراسل لأحقر وسيلة إعلامية عربية وان أتيحت لشخص ما فإنها لاتتاح إلا مقابل تنازلات “قاسم” يعرفها جيداً.

 

لاحقا تم عرض فيديو لأحداث المعلا وكان واضحا ان التسجيل المرئي تعرض لعمليات تزييف متعددة أولها إضافة أصوات إطلاق نار كثيف بدأ واضحا لأغبى شخص في الوجود بأنها مضافة إليه ولم تكن حقيقية .

 

لم ينتهي مسلسل التزييف بحق شعب بأكمله عند هذا الحد بل تواصل بتقديم أشخاص لشهادات كان أطرفها ان احدهم قام وقدم شهادته وختمها بالتعريف بنفسه بأنه احد أبناء “مديرية كريتر” ولعمري ماسمعت احد أبناء يقول مديرية كريتر والصحيح هو مديرية “صيرة” وهكذا تعارف الناس عليها بالمصطلحات الرسمية.

 

بما اني احد الحاضرين في المؤتمر الصحفي كان لزاما علي الحديث توضيحا للحق وإحقاقا له وقول الحق غاية ووسيلة وهدف ومراد لكل إنسان سوي على هذه الأرض وحينما تقف في موقف كهذا فالواجب ان تتجرد من كل شيء لأنك ستقدم شهادة ستظل محاسبا عليها إلى ان يرث الله بمن عليها.

 

قبل ان أتحدث استأذنت من الحاضرين فيما إذا كانوا سيسمحون لي بقول كلمة مغايرة لكل ماسمعوه من أشياء شابها التضليل والكذب والخداع وقلت لهم بالحرف الواحد :” انا سأقول أشياء مخالفة لما سمعتموه فهل عندكم استعداد لسماع ذلك وهل تملكون القدرة على سماع وجهة نظر مخالفة ؟..

 

وقبل ان انهي حديثي فوجئت بإحدى قياديات حزب الإصلاح تقفز من مكانها وتطالب بإخراجي مزبوطاً – حد وصفها- من الساحة وصاحت بالحرف الواحد قائلة :” هذا فتحي بن لزرق لازم يخرج من الساحة زبط !

 

لم املك حينها إلا التبسم وتذكرت بداخلي قائمة الأسماء من شباب عدن ونشطائها ممن خرجوا فعلا من هذه الساحة بالزبط واللطم ودعوت الله ان اخرج سالما من هنا.

 

بعد شد وجذب سمح لي بالحديث بعد ان تمت تهدئة القيادية المتنمرة وتحدثت موضحا أشياء بسيطة ومما قلته ان ماتم عرضه حمل جزء من الحقيقة ولكنه غيب الجزء الآخر منها وطمسها واخفاها.

 

أول الأشياء التي تأسفت لها في حديثي هو أسفي من محاولات الربط بين الحراك الجنوبي والقاعدة وأوضحت ان محاولات كهذه هي أمور بائسة للغاية كون ان النظام ذاته فشل فيها رغم محاولاته لسنوات.

 

قلت ان كل ماتم عرضه حمل المسؤولية على طرف واحد وهو الطرف الجنوبي فيما لم يحمل طرف الإصلاح شيء وهذا أمر مجاف للحقيقة .

قلت ان بين شباب المعلا من كان مسلحا وأطلق النار لكن أيضا هنالك من هو مسلح من طرف الإصلاح وأطلق النار أيضا وأقسمت بالله وانا القي كلمتي إنني التقيت بأحد مسلحي حزب الإصلاح من محافظة تعز في المعلا وهو قسم سأحسب عليه أمام الله .

حينما خرجت من الساحة حاول بعض الحاضرين من نشطاء الاصلاح الاعتداء علي بسبب ماقلته في كلمتي وهم يظنون بمحاولات كهذه أنهم سيتمكنون من منعنا من قول ما نراه صائبا وحقيقة واضحة للعيان وسنقولها إلى الأبد دفاعا عن شعب نحن منه ولن نكون إلا معه.

  

لاحقا فوجئت بالموقع الإخباري التابع للدائرة الإعلامية بحزب الإصلاح بعدن “عدن اونلاين” يجتزئ حديثي في الساحة ويصنع منه خبراً في مخالفة واضحة وصريحة للعمل الصحفي النزيه والشريف وأمانة النقل ومصداقيته وهنا انا أتحداهم ان يقومون بإنزال كلمتي في الساحة ((كاملة ))دون اجتزاءها.

 

كجنوبي يحب أرضه ووطنه كان بإمكاني ان انتهج ذات النهج الذي انتهجه على سبيل المثال الناشط في حزب الإصلاح “علي قاسم” والادعاء زورا وبهتانا بان شباب الجنوب في المعلا كانوا يحملون الورود ولم يبدر منهم شيء وان نشطاء حزب الإصلاح قدموا إلى المكان على ظهر مدرعات وكانوا يطلقون القنابل النووية .. الأمر سهل للغاية لايحتاج إلى أكثر من ادعاء ولكن هنالك قيم وأخلاقيات تحكم الإنسان في حياته يجب ان يحتكم إليها ، العالم صار حلقة واحدة مكشوفة ليس فيها شيء يمكن إخفائه أو تزييفه ..

 

كصحفي رأس مالي هو مصداقيتي وكجنوبي يحب هذه الأرض ويهيم بها حباً فأنني أؤمن بان الجنوب وقضيته العادلة ستنتصر أولا وأخيرا لأنها قضية الناس المعذبة في هذه الأرض ومثلما فشلت أدوات نظام صالح التي حاولت تشويه قضية الشعب في الجنوب فان المحاولات التي يحاول حزب الإصلاح اليوم ممارستها ضد هذا الشعب ستولى الأدبار.

 

اليوم أو غداً سينتصر الجنوب وستنتصر قضيته لأنها قضية عادلة ولن تفلح كل المخططات التي تحاك في قصور صنعاء وأروقتها في إضعاف همة هذا الشعب والبركة بشباب الجنوب وأرضه وكل مافيه.