fbpx
وجع الأحرف..!

فهد البرشاء.

ستظل أنهار الدماء تسيل ليل نهار في وطني،وستظل الأجساد تتمزق وتتفحم وتتناثر في أزقته وشوارعه، وسيظل الحزن مخيماً في سماءه ودوره وكل شبرٍ فيه..

سيسقط الشهيد تلو الشهيد،وسيمضي ركب الجنائز صوب المقابر،وسيتوافد المشيعون من كل حدبٍ وصوب، يحمل بعضهم بين جنبيه الأسى،وترتسم على محيا الآخرون إبتسامة ساخرة سعيدة،ثم يوارى جثمان هذا وذاك الشهيد الثرى،ويعود الكل صوب حياتهم ومقايلهم..

ليقتات ذوي الشهيد الهم ويعتصرهم الحزن، ويتوغل الوجع عميقاً بين ثناياهم، شهوراً أو  دهوراً وربما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،فيصبح الشهيد وبطولاته في خبر كان وصرحٍ من الأمجاد (هوى)..

تستمر حياته (الهلاميون) وتمضي في ركبها، وشيئاً فشيء تمحو الأيام والسنون حكاية بطلٍ وشهيد وفدائي قدم روحه وحياته في السبيل الذود عن الأرض والعرض والدين،وترك خلفه اطفالاً يتناوحهم (اليُتم)، وزوجة يمزق الوجع قلبها، وأماً تبدد الآلام فرحتها وتأكل أيامها وسنوات عمرها..

سيظل الوطن يتآكل، وسيظل المتناحرون في صراعهم، ولن يدفع (ضريبة) هذا الصراع غير الأبرياء والصادقون ومن لاناقة لهم ولاجمل في كل هذا، ومن يعشقون الأوطان بصدق وتسكن جوانحهم..

وسيظل الوطن (مرتهناً) لتلك الأهواء والرغبات، ولتلك الصراعات القاتلة، والاحقاد والعدوات فيما بين أصحاب الكروش (المتدلية)، والموائد (العامرة)، والجيوب (الممتلئة)، سيظل ينوح كطفلٍ فقد (اباه)، أو كأم ثكلى تندب حظها..

ياوجعي..ياوجع (القصيدة)، ياوجع الأحرف والكلمات، ياوجع الوطن الذي دمرناه، ومزقناه، وجلعنا منه كبش الفداء وقربان لنار المتصارعين وسياساتهم الرعناء..