fbpx
“شيطان التفاصيل” يقف على حدود أيرلندا ويعرقل بريكست
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

بين لحظة وأخرى تتقلب مفاوضات بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي بشأن #بريكست ، فتارة تتعقد الأمور وتجسد تصريحات كلا الطرفين الوصول إلى طريق مسدود، وتارة أخرى يعلنون قرب التوصل إلى اتفاق، إلا أن ترسيم الحدود بين أيرلندا الشمالية وبريطانيا مازال يقف حجر عثرة كبيرا في حلحلة الأمور باتجاه التوصل إلى اتفاق.

ويؤثر عدم التوصل لاتفاق على الجنيه الإسترليني الذي وصل في تعاملات مساء أمس الاثنين لمستويات متدنية عند 1.2830 للدولار.

وبرز موضوع #الحدود_الأيرلندية كعقبة تحول دون التوصل لاتفاق لفض الارتباط واختلاف الرؤى حول الموضوع، بسبب الخلاف حول التفاصيل فـ “الشيطان يكمن في التفاصيل” كما يقول الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشة.

القمة الأوروبية في بروكسل التي عقدت يومي 17-18 أكتوبر الماضي فشلت في التوصل لاتفاق مبدئي، وتم إلغاء قمة خاصة بموضوع البريكست كان مقررا لها منتصف شهر نوفمبر، ولا تزال رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي تحاول ضخ دماء جديدة في شرايين المفاوضات، وتحشد الموقف البريطاني الداخلي حول خطتها ولكنها تواجه صعوبات وتعقيدات داخلية شديدة.

الأوروبيون قالوا في وقت سابق إن #رئيسة_وزراء_بريطانيا لم تقدم جديدا بشأن النقاط العالقة، وعلى رأسها قضية الحدود بين جمهورية أيرلندا وإقليم أيرلندا الشمالية. وتعمل كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي على تفادي الحدود القاسية والتي تحتوي على نقاط تفتيش السلع وتقييد حركة الأفراد، ولكن وجهات النظر بين الطرفين متباعدة.

وتتكون المملكة المتحدة من كل من إنجلترا وأيرلندا الشمالية وسكوتلاند وويلز، وتشكل الحدود بين إقليم أيرلندا الشمالية، وجمهورية أيرلندا إحدى نقاط الخلاف بين لندن وبروكسل.

رئيس قسم الأبحاث في AswagalMal.com عبدالعظيم الأموي، قال لـ”العربية.نت”، إنه بعد تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام في يونيو 2016 (البريكست)، وبحسب معاهدة لشبونة بعد تفعيل المادة 50 من قبل رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي في مارس 2017 هنالك فترة 24 شهرا للاتفاق بين الطرفين على فض الشراكة،#الاتحاد_الأوروبي قائم على التوافق على الحريات الأربع (حرية حركة المال والسلع والبضائع والأفراد)، خروج دولة من هذا الاتحاد يعني تقييد حركة (هذه الحريات الأربع) وضوابط وشروط وفق قواعد وقوانين جديدة.

ولفت الأموي إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يعد أول سابقة خروج مما صعب أمر التفاوض ومسارات فك الارتباط.

وتاريخيا هنالك جذور عميقة للصراع في جزيرة أيرلندا، مواجهات دامية سابقا بين الجيش الأيرلندي وبريطانيا العظمى، وحرب أهلية بين الأيرلنديين بعد المعاهدة (الإنجليزية الأيرلندية في ديسمبر 1921) أخذت الحرب أشكالا مختلفة.. سياسية بين الموالين لبريطانيا وبين الاستقلاليين، وأيضا حربا طائفية بين الكاثوليك والبروتستانت، هذا التاريخ يجعل مسألة فصل شمال أيرلندا الإقليم عن جنوبها الجمهورية أمرا عسيرا.

وأوضح الأموي أن الحدود البرية بين إقليم أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا يبلغ طولها 500 كيلومتر، ومع تشابك العلاقات التجارية والاجتماعية، اقترح الاتحاد الأوروبي ما يطلق a common regulatory area وهو اتفاق خاص بين بريطانيا وجمهورية أيرلندا حول وضع خاص لإقليم أيرلندا الشمالية مع حدود مفتوحة بينهما لفترة زمنية، رفضه الحزب الوحدوي الديمقراطي الأيرلندي “ويقضي هذا الاتفاق بين بريطانيا وبروكسل بتأسيس إطار تنظيمي في الجزيرة شمالها وجنوبها في حال عدم التوصل لاتفاق حتى مارس 2018 بينما بريطانيا ترى أن خروجها من الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون خروجا كاملا لكافة أقاليمها، وأن الاقتراح الأوروبي يمثل تهديدا لوحدة بريطانيا التي تخشى أن تفقد سيادتها على إقليم أيرلندا الشمالية صاحبة الأغلبية من البروتستانت (الذين يتمسكون بالبقاء ضمن بريطانيا العظمى دون حواجز)”.

وفي المقابل يرى الاتحاد الأوروبي أن يبقى إقليم أيرلندا ضمن السوق المشتركة والاتحاد الجمركي، وأن تكون الحدود مفتوحة بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا، بينما ترحل الحدود بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى شمال أيرلندا الشمالية.

إضافة إلى ذلك يقترح الاتحاد الأوروبي استخدام التكنولوجيا للكشف عن السلع في أماكن مختلفة، واستخدام الطائرات المسيرة أو أجهزة الاستشعار عن بعد. مع الاتفاق حول ضمان عدم خرق قواعد الجودة والمعايير الأوروبية وعدم استخدام السوق الأوروبية المشتركة عبر دولة ليست عضوا فيه.

بريطانيا تقول إنها لن تقبل بحدود قاسية أو مغلقة بين إقليم أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا بعد الخروج الكامل من الاتحاد الأوروبي، وتقترح أن تبقى بريطانيا بأكملها في السوق المشتركة والاتحاد الجمركي لضمان حدود مفتوحة بين جمهورية أيرلندا وإقليم أيرلندا الشمالية.

وقال عبدالعظيم الأموي إن نقاط التفتيش الجمركي والشرطة داخل جزيرة أيرلندا ترتبط بأيام المواجهة وأحداث العنف، ويخشى الأيرلنديون من ذلك، ومن جانب آخر ستزيد من تكلفة السلع والبضائع، وأيضا تحد من حركة سكان الجزيرة، وهو ما يجعل حالة من القلق تسود المنطقة على طرفي الأيرلنديتين. وتحتشد ذاكرتهم بالتفلتات الأمنية واستهداف هذه النقاط.

وأشار الأموي إلى أن اتفاقية البلفاست الشهيرة التي وقعت أبريل 1998، بين بريطانيا وجمهورية أيرلندا والتي أنهت خلافا امتد لنحو 30 عاما وراح ضحيته 3500 شخص، وبموجب هذه الاتفاقية تمت إزالة الحواجز من على الحدود داخل الجزيرة، فيما تهدد الأزمة الحالية حول الحدود هذه الاتفاقية المهمة وتضعها تحت مرمى نيران البريكست.

ويقول الأموي إن بريطانيا تشهد حالة انقسام واضحة خاصة بعد استقالة جو جونسون وزير النقل المناصر لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، وهو الشقيق الأصغر لوزير الخارجية الأسبق بوريس جونسون أحد زعماء البريكست المختلف بشدة مع تيريزا ماي.

ولفت إلى أن جو جونسون يرى أن بريطانيا أمام خيارات صعبة على صعيد فك الارتباط مع أوروبا، وأن خطة تيريزا ماي غير جيدة ولها انعكاسات سلبية على بريطانيا، بينما وصف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق بالكارثي، ويرى ضرورة العودة للبريطانيين وتنظيم استفتاء جديد حول الخروج من الاتحاد الأوروبي.

ويرى الأموى أنه سيكون من الصعب التوصل لاتفاق ما لم يتم حسم مسألة الحدود والتي ربما فتحت على بريطانيا مشاكل وقضايا تاريخية مترسخة في جذور الشعب البريطاني والاقتراب منها لا بد أن يكون بحذر وبمشرط جراح يعرف كيف يداوي المرض ولا يقتل المريض.

أخبار ذات صله