fbpx
دعوة لإعادة التقييم

 

 

نقاط الضعف التي يستثمرها الغرب وبعض دول المنطقة، ويحيلونها إلى عمليات ابتزاز ضد دول وحكومات ذات باع طويل وتأثير عميق في رسم السياسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في المنطقة، يجب أن تدفعنا إلى التفكير العميق بواقعنا نحن كطرفٍ ضعيف.

فنحن على المستوى المحلي قوى وجماعات وأفراد، إذا ما تفكرنا في الأمر بإدراك وتأنٍ، سنجد أنفسنا أكثر عرضة للابتزاز، وأقل ضرراً وكلفة على من يريد استهدافنا، إذ أن بإمكان الخصوم التخلص منك دون أن يضطر لمواجهتك بشكلٍ مباشر؛ لأنه سيجد منك وفيك من سيكفيه مشقة المواجهة المباشرة معك.

فقد تجد سبب ذلك ناتجاً عن افتقادك للمنظومة المؤسسية المتكاملة، والسياسة المتسمة بالديناميكية والمرونة الكافية للتعاطي مع إفرازات الواقع بإدراك عميق، مبتعداً عن كلما من شأنه أن يحشرك في زاوية ضيقة،

هذا الأمر يتطلب الحرص بأن لا تكون أنت الحلقة الأضعف في أي تكتلات أو تحالفات، وإن فرضت عليك المرحلة بأن نكون أضعفها، فيجب عليك أن لا تضع نفسك في فوهة المدفع (تندفع إندفاعاً غير محسوب النتائج)؛ حتى لا تكون الخاسر الأكبر، فمن كثر أعداءه تضاءلت فرص بقاءه.

ارفق الهدف الاستراتيجي(الغاية) بأهدافاً مرحلية قصيرة المدى وسهلة الإنجاز، لتكون بمثابة أداة ووسيلة توصلك إلى هدفك وتؤمن لك ظهرك من أي غدرٍ ينالك من الخلف.

لأن الأهداف الاستراتيجية تحفل بتعقيدات بالغة، في دربٍ مليئة بالاشواك والأفخاخ المهلكة، والتي قد ترهق قوتك وتحبط نفسيات مناصريك، وتفقدك جانباً كبيراً وهاماً من نقاط قوتك تتهاوى يوماً بعد آخر دون أن تشعر بأثرها حتى تفاجئ يوكاً ما بواقعٍ لا يسعفك لاستعادة بناء ما فقدته.

فاحرص بأن تضع خطط مرحلية توصلك إلى غايتك الكبرى، حتى تظل المعنويات مرتفعة ومتجددة كلما تحقق هدف مرحلي من جهة، وتسهم في تخفيض كلفة تحقيق الغاية من جهة أخرى.

فكلما قطعت شوطاً على طريق غايتك وقمت بتأمينه جيداً، ضمنت الوصول إلى الغاية دون أن يجد خصومك ثغرات خلف ظهرك، يستغلونها لضربك مع كل تقدم تحرزه في المقدمة بالانقضاض على المؤخرة وإفقادك مواقع هامة فيها توازي أو تفوق أهمية تلك المكاسب التي تحرزها، لتجد نفسك كمن يدور في دوامة مفرغة من الفشل المتكرر.

#أنيس_الشرفي