fbpx
دعوها فإنها منتنة

قال عليه الصلاة والسلام ، عندما تعالت أصوات الصحابة حينما حدث خلاف بين مهاجري وأنصاري بقولهم، ياللمهاجرين، ياللأنصار، أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم، دعوها فإنها منتنة ، وقال عليه الصلاة والسلام : ليس منا من دعى بدعوى جاهلية , وليس منا من دعى إلى عصبية وليس منا من قاتل لعصبية . لقد كرم الإسلام ورفع شأن بلال بن رباح، وعمار بن ياسر، وصهيب الرومي أبا يحيى، وسلمان الفارسي – رضي الله عنهم جميعا – وأصبحنا نترضى عليهم صبحا وعشيا ، ولم ينفع أبالهب قربه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا نفع عبدالله بن أبي مكانته في المدينة بل انقلبت وبالا عليه وأصبح ابنه عبدالله يشهر السيف مستأذنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم – أن يقطع رأسه، ومقته جميع الأنصار بسبب نفاقه وعنصريته، بعد أن كانوا اختاروه وتراضوا على تنصيبه ملكا عليهم قبل مقدم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .
لقد اثبت التاريخ والواقع الذي نعيشه، على أن الشعوب التي تمارس العنصرية فيما بينها البين شعوب جاهلة متخلفة، ناهيك على أننا مسلمين ويجب علينا وجوبا شرعيا الابتعاد عن كل هذه الترهات، ويجب الوقوف بقوة وحزم ضد كل من يثير النعرات، فنحن نقيم الناس بأخلاقهم وكفاءتهم وجهودهم وأعمالهم ، والتقوى هي الفيصل بين الناس عند الله سبحانه وتعالى، فمن أراد المجد في الدنيا، والفوز والفلاح يوم القيامة، فليجعل من نفسه خادما لأهله وذويه، وليحتسب وليخلص في عمله، ولو حولنا مجالس القيل والقال، ومناقشة الأصل من الفرع، إلى مجالس علم وأدب، لاستفدنا وأفدنا، ولكن هذه هي حالنا، وهذا هو شأننا وديدننا، اهتممنا بسفاسف الأمور ومحقراتها، فأصبحنا في ذيل الأمم وفي آخر الركب.