بقلم – جلال السعيدي

رحل ابن دغر لكن ثمة أشياء كثيرة لم تتغير بعد برحيله …

ظل الإعلام الممول في طليعة الأسباب المشرعة للفساد الأكبر تفشيا في تاريخ الدولة اليمنية، منذ قيامها قبل قرون خلت.. إنه الإعلام القائم على الإحتيال والمغالطات وصناعة الوهم الخداع !!.

لكن رئيس الوزراء المقال وحده من بين أكبر منظومة فساد في الأرض، كان ينظر الى مطبليه المجندين على منصات الإفك – وما أكثرهم !! – بعين العجب والإنبهار .. وأنى لفاسد في الدنيا أن يجمع مثله بين القبح والمديح في زمن واحد ؟!.

لربما كان ذلك هو السبيل الأمثل للولوج الى قلب بن دغر كمسؤول فاسد تفيضا يداه ترفا بالمال العام، ولعل من دأبوا على ممارسة أمر كهذا أن يحظوا بوصاله فيظفروا منه بالعطاء المأمول…

حتى لو كان ذلك كله يقع أمام أعين الجوعى والمحرومين عنوة ودونما تأنيب من ضمير..

أما وقد رحل صاحبهم ملاحقا بلعنات المستضعفين ومن ليس لهم سوى رحمة ربهم جل في علاه، فإن من فتنوا ببذخ الرجل وإسرافه المسلط على خزائن الدولة واقتصادها المنهار، قد انسلوا من عباءته انسلال الظل بعد أن كانت بغيتهم من عطاياه أكبر من أي وطن وفوق أي اعتبار..

ولا عجب أن تراهم مرتدين عباءة بن عبدالملك، حينما يغدو المال شرطا أساسيا من شروط الغواية..

الأمر ذاته يتكرر الآن مع السيد معين عبدالملك الرجل الذي وجد نفسه بغتة على كرسي بن دغر محاطا بهالة الإعلام المفعم بالنفاق والتطبيل، حتى قبل أن ينتوي مباشرة مهامه كرئيس للوزراء، في بلد أضحت الأكاذيب به السلعة الأكثر رواجا من أي سلع أخرى..

فهل نحن أمام مشهد متكرر أم أن لدى معين ما يمكن أن يعين به وطنه على الإفلات من وطأة هذا الفساد العظيم؟؟!!

#جلال_السعيدي

#عدن