fbpx
شبح المجاعة
شارك الخبر

الطفلة هند التي ماتت بسبب المجاعة في الأزارق في منطقة الضالع هي أيقونة ومؤشر خطير لأن يلحق بها قوافل من أمثالها من فلذات أكبادنا وشيوخنا بل وربما يشمل ذلك كل الفئات العمرية .

ان تسمية المناطق المحررة ما هو إلا وهم ضحكوا به علينا لقرابة سنتين في محاولة لتجييش عواطفنا لمصالحهم السياسية وليأكلوا بأفواهنا الثوم , ولو حكموا بعد ذلك جماجما أو قطاعات من المقابر الجماعية , إنها شهوة الحكم والانسلاخ عن الفكر والموروث الوطني لصالح الفكر اللا وطني الهدام الذي جعل من الشرعية تشكل أكبر حكومة في تاريخ البشرية تتكون من 38 وزيرا برواتب شهرية وامتيازات لا تصرفها أغنى دول العالم على مستوزريها , وقس على ذلك ما هو حاصل في السلك الدبلماسي والعسكري والأمني والمدني في حين لا يباشر هؤلاء الوزراء مهاما بقدر ما يتنقلون من بلد إلى أخر ومن فندق إلى آخر بموازنة تلتهم 80% من موارد هذا الشعب الذي عطلت التنمية في مناطقه بشكل تام.والذي يعاني من أزمات خانقة في الوقود ومن الارتفاع الجنوني للأسعار الذي فاق أي بشاعة.

لم تكتف الشرعية بذلك بل عمدت على الطباعة العشوائية للعملة المحلية لتنحدر عملتنا 3 أضعاف مستواها السابق بعدان أزالت الشرعية محافظ البنك المركزي (بن همام) وضربت بمقترحاته عرض الحائط والتي كان الهدف منها هو تحييد المعاملات المالية الحكومية بنقل الفرع الرئيس للبنك المركزي إلى مدينة سيؤون حفظا للعملة من الانهيار المتوقع , وليتمكن البنك المركزي من تأدية دوره الاشرافي والرقابي على بقية البنوك وأصحاب الصرافة الذين أصبحوا اليوم هم المتحكمون بعملتنا و بأرزاقنا ووقودنا . لتقوم هذه الشرعية بعد إبعاد (بن همام) مدير البنك المركزي بشخص أخر , كان فساده هوالمؤهل الأوحد لتسليمه هذه المهمة , لتعمل الشرعية بعد ذلك على تقاسم هذه المبالغ التي تطبع تباعا دونما مسوغ بل أصبح في الشرعية عدة جهات تقوم بالطباعة لصالحها.دون أدنى اهتمام بالمواطن الذي ينهبون أمواله وثرواته ,ليتركوه على حافة الجوع والإملاق , وليصبح الشعب اليمني متسولا لفضلات جيرانه ليقتات على صدقات يتبعها من وأذى.

الإخوان الذين يسيرون الشرعية في كل محاصصاتهم التي اشتهروا بها يحاولون أن يحملوا كل ذلك رئيس وزراء شرعيتهم (د أحمد بن دغر) بعيدا عنهم وعن صنم شرعيتهم ليجعلوا من بن دغر كبش فداء أو مشجبا يعلقون عليه أثامهم تنصلا من مسؤوليتهم في صناعة هذا الواقع الأسود .تماما كما كانوا يصنعون ذلك مع الرئيس الراحل صالح , والذي عانى الأمرين من مكرهم وخداعهم وعمالتهم للخارج.

لقد سرد لنا الأباء والأجداد صورا مرعبة عن مشاهداتهم للمجاعة التي قدر لهم أن ينجوا منها , والتي مرت بها بلدنا في أربعينيات القرن الماضي في جنوب اليمن الذي كان ومازال يعتمد في غذائه اليومي على الخارج .

الشطر الشمالي الذي كان يعتمد بشكل كلي في غذائه على أرضه , لم تؤثر عليه تلك المتغيرات على الاطلاق , بل أنه أرسل حينها سفينة محملة بالمؤن الغذائية اليمنية كهدية من الشعب اليمني إلى الشعب ألألماني , عندما كان الألمان وقتئذ يتضورون جوعا جراء الحرب الظالمة. وما أشبه تلك الظروف الدولية بظروف اليوم , وما أقتم شبح المجاعة الراهنة التي بدأت تخيم و تضرب اوتادها في ربوعنا , أما الجوارح من العقبان والرخم فهي تنتظر لحظة أن نكون في الرمق الأخير , لتفرض علينا ما لايمكننا القبول به ونحن متمتعون بعافيتنا وأمننا وصحو ورشد ولاة أمرنا .

أخبار ذات صله