fbpx
خبير عسكري جنوبي يشرح الابعاد الاستراتيجية في تدخل التحالف والواجبات المفترض اتباعها
شارك الخبر

يافع نيوز – خاص:

شرح الخبير العسكري والسياسي الجنوبي العميد الركن ثابت حسين صالح  الاوضاع الجارية اليوم في الجنوب والشمال، والابعاد الاستراتيجية لتدخل التحالف العربي في اليمن والواجبات المفترض على التحالف القيام بها.

وقال العميد الركن ثابت حسين، انه ومنذ تدخله العسكري المدعوم من قبل مجلس الأمن الدولي، أصبح التحالف العربي وعلى رأسه السعودية مسؤولا قانونيا وأخلاقيا ليس فقط عن استعادة وإعادة الرئيس الشرعي إلى صنعاء ، فحسب ، بل وعن سلامة وأمن ومعيشة مواطني “الجمهورية اليمنية” – مسرح عمليات التحالف .

وتسائل بقوله: فما الذي حققه هذا التحالف بعد مرور ما يقارب ٤ سنوات؟  وأجاب بقوله:  “قطع يد إيران من اليمن وتدمير الترسانة الضاربة للحوافيش وإضعاف قدراتهم على الهجوم ، وما يسمى بتحرير ٨٠% من أراضي الجمهورية اليمنية ” .

واضاف، ان كل هذا رغم اهميته وضرورته يظل مجرد تفاصيل ومهام مرحلية إذ لم تخدم تحقيق الهدفين الرئيسين المتمثلين بـ(إعادة الرئيس الشرعي إلى صنعاء ، فحسب ، بل وعن سلامة وأمن ومعيشة مواطني “الجمهورية اليمنية).

وقال العميد الركن ثابت حسين: أود أن أعيد تذكير البعض أنه بعد طلب الرئيس هادي الكتابي من السعودية ودول الخليج التدخل العسكري لاستعادة الشرعية التي انقلب عليها”الحوافيش”،أعلنت دول التحالف أن كل أراضي الجمهورية اليمنية هي مسرح حرب وعمليات ،وهو ما جرى فعلا على الأرض منذ ٢٦مارس ٢٠١٥م جوا وبحرا وبرا بعلم وموافقة الرئيس وحكومته وبتأييد عربي ودولي واسع .

وأضاف، يطرح المراقبون لهذه الحرب العديد من الاسئلة : هل خطط التحالف لحرب خاطفة سريعة على غرار حرب استعادة الكويت أو حرب اسقاط نظام صدام حسين اللتان لم تستغرقان أكثر من أسابيع ؟ … أم أن التحالف خطط لحرب استنزاف وحصار طويلة الأمد تؤدي إلى إجبار الحوثيين على الاستسلام؟ أو الوصول معهم إلى تسوية سياسية على غرار اتفاق جده عام ١٩٧٠ بين الملكيين والجهوريين بعد حرب أهلية استمرت ٨ سنوات أو الاتفاق اللبناني عام ١٩٨٩م بعد حرب ٨ سنوات تقريبا؟!

وقال: اسئلة عديدة لكنها تقود جميعا إلى سؤالين عريضين جوهريين هما ؟ الاول.. لماذا لم يتمكن التحالف حتى الآن من إعادة السلطة الشرعية إلى صنعاء رغم مرور ٤ سنوات على الحرب؟ والسؤال الثاني متعلق بأسباب تردي وسوء الأوضاع المعيشية والخدمية بشكل لا يطاق بما في ذلك في الجنوب الذي يفترض انه “محرر” وتحت مسؤولية التحالف والشرعية إلى درجة أوصلت الجنوبيين إلى الاعتقاد أنهم أمام حرب من نوع آخر هي حرب الخدمات التي كانت وبالا على هذا الشعب الصابر الصامد أكثر من حربي ١٩٩٤ و٢٠١٥م ؟.

ووضع ثابت تساؤلاً واضحاً بالقول.. هل أخفق التحالف في السياسات والإستراتيجيات والآليات؟ أم أنه أخفق في إختيار القوى والوسائل والأدوات والتكتيكات التنفيذية؟
هذا ما سأحاول أن اناقشه في منشور قادم ان شاء الله … مع التأكيد إنني على يقين وإدراك تامين أننا في وضع حرج يصبح النقاش الفكري فيه مجرد ترف مقارنة بحاجة أهلنا إلى حلول جذرية لهذه المأساة…وفي نفس الوقت فأن مثل تلك الحلول لا يمكن أن تكون ناجعة بدون تشخيص جذور المأساة وأسبابها بشكل موضوعي وجدي.

 

وفي إجابته قال العميد الركن ثابت حسين: رغم البداية الموفقة للحرب حيث تم إخراج القوات الجوية والدفاع الجوي اليمنية عن معادلة الحرب تماما خلال الدقائق الأولى للحرب ، تلاها تدمير الجزء الأكبر من منظومة الصواريخ ومخازن السلاح الثقيل وذخائره … بمعنى آخر نجح التحالف في فرض السيطرة الجوية المطلقة والسيطرة البحرية النسبية .

واضاف، رغم كل ذلك بقيت المعضلة الرئيسية كامنة في المعركة البرية تخطيطا وإدارة وخبرة ، إذا أن الطيران والصواريخ لوحدهما لا يمكن أن تحسما اي حرب وهذا ما علمته دروس كافة الحروب.

مشيراً بقوله: هنا اختلف المخططون الاستراتيجيون للحرب لكل من التحالف والشرعية حول التفاصيل والأهداف الفرعية ناهيك عن الاختلاف حول القوى والوسائل والأدوات المنفذة.

واستطرد بالقول: هناك أسئلة تطرح نفسها.. كيف تعامل التحالف مع “الجمهورية اليمنية” عند اتخاذ قرار الحرب.. هل تعامل التحالف مع دولة أم مع أشخاص وجماعات وأحزاب أم مع واقع قائم على الأرض: شمال وجنوب ؟
واين هي الدولة اليمنية أساسا ؟
المعروف أن اي دولة في العالم تستند على ثلاث ركائز أو مقومات:
١- الأرض
٢- الشعب
٣- السلطة ذات السيادة على أرضها والمدعومة شعبيا.

واشار بالقول: على افتراض واعتبار ان السلطة كانت ممثلة بالرئيس هادي وحكومة بحاح ناقص البرلمان والجيش- انحازت بغالبيتهما للحوافيش – وعلى افتراض أيضا أن هذه السلطة كانت مدعومة شعبيا – إذا ما اعتبرنا الانتخابات التي تمت قبل ٣ سنوات من الحرب.. فأين هي السيادة على الأرض ؟ لا شيء وهذا ما أجبر هذه السلطة على الهروب إلى خارج البلد وطلب التدخل الخليجي.
هل تم تقدير الموقف تقديرا دقيقا بعناصره المعروفة لدى كل ضابط ليتم على أساسه اتخاذ قرار الحرب ؟
واختتم بقوله.. أسئلة كثيرة لا مفر من طرحها فهي التي ستقود إلى تصحيح الأخطاء واتخاذ القرارات الصائبة.

أخبار ذات صله