fbpx
لماذا كل هذا في عدن؟!

لماذا كل هذا في عدن؟!

نجيب محمد يابلي

هناك تخريب متعمد يستهدف هذه المدينة الطيبة صاحبة الأيادي البيضاء على كل مناطق الجنوب والشمال.. أحسنت للجميع ولم يحسن أحد إليها.. ما الذي صنعته هذه المدينة حتى تعامل بهذا الاستهتار وبهذا التغاير في كل شيء؟.

من يتصور أن الحديدة تنعم بالهدوء والاستقرار ويتضح ذلك من تعامل الجهات المصدرة في الخارج إلى كل من الحديدة وعدن وعلى سبيل المثال فإن أجرة الشحن البحري للسيارات من الولايات المتحدة إلى الحديدة يكلف ألف دولار في حين ترتفع الأجرة إلى ألف وسبعمائة وخمسين دولار إذا كانت إلى ميناء عدن بحجة خلو الحديدة من المخاطر.

وأضرب مثالاً آخر على أجرة نقل الحاوية من الحديدة إلى صنعاء تكلف مائة ألف ريال وكانت الأجرة من عدن إلى صنعاء متساوية مع الأجرة من الحديدة إلى صنعاء, إلا أن هجمة مشبوهة وقوية استهدفت عدن منذ عشرين يوماً ويطالب أصحاب الهجمة ومعظمهم ليسوا من السائقين المقيمين في عدن بأجرة غريبة لا تخطر على بال, إذ أنهم رفعوا الأجرة إلى ربع مليون ريال, أي بزيادة مائة وخمسين ألف ريال وقام هؤلاء المشبوهون بتكسير زجاج الواجهة الأمامية للشاحنة أو تعطيل إطاراتها بإطلاق الرصاص إذا وافق سائق الشاحنة على نقل الحاوية بمائة وخمسين ألف ريال.

الأخ المحافظ أعلنها في وجه المخربين أن هناك قوى تستهدف عدن وميناءها وهدد مؤخراً بأنه سيودعهم السجن باعتبارهم خارجين عن القانون لأن مطالبهم وأسلوب تعبيرهم لا تتفق مع روح القانون واحترام السكينة العامة للمدينة وسكانها كما ينعم بذلك ميناء الحديدة وسكانها التي لا تعاني من أي مشاكل سواء في الميناء أو مع الجمارك أو الأساليب البلطجية كما هو حاصل في عدن.

حتى التاكسيات أو الباصات في صنعاء مختلف أجرتها تماماً مع أجرة التاكسيات والباصات حيث لا تتجاوز أجرة المشوار في صنعاء لباص أو لتاكسي الـ ( 50) ريالاً في حين أن الأجرة في عدن تتراوح بين مائة ومائة وعشرين ريالاً, وإذا أخذت التاكسي في مشوار منفرد في صنعاء قد يكلفك ثلاثمائة ريال في حين أنه يكلفك في عدن ألف ريال لنفس المسافة وقد تزيد المسافة في صنعاء.

انتشار المظاهر المسلحة للبلاطجة خاصية تنفرد بها عدن, كما تنفرد عدن بالبسط العشوائي على السواحل والجبال والسهول دون رادع, كما تنفرد عدن بالبسط على المعالم التاريخية أو الآثار كما حدث مع محلي الشيخ عثمان الذي تصدى لأحد الشيولات التي استخدمها شخص مجهول لهدم المبنى القديم لشرطة الشيخ عثمان وكما حدث مع منظمات المجتمع المدني التي تقاوم حالياً بالبسط على حرم صهاريج عدن..

تتعرض عدن لهجمات متعددة أو متنوعة في سياق مخطط واضح المعالم وجلي الأهداف ألا وهي تدمير ممنهج لعدن جرى الإعداد له من قبل النافذين في صنعاء وينفذه مأجورون جنوبيون.