fbpx
قليل دائم خير – عصام عبدالله مسعد مريسي
شارك الخبر

الحملة التي استهدفت إزالة العشوائيات ورفع الباعة البساطة من أماكنهم التي حصلت خلال الفترة الماضية وشملت معظم مديريات محافظة عدن على الرغم الشوائب والعيوب التي اكتنفتها من حيث أنها لم تشمل كل العشوائيات وإنما استهدفت بعضها وتجاهلت بعضها رغم وقوع تلك العشوائيات في نفس الأماكن حتى ولو أدعى البعض حصوله على رخص لإقامة تلك المباني والأكشاك لأن موقعها لا ينتظم مع السياق العام لمشهد المدينة الجمالي.

وبالفعل حصلت الإزالة لبعض تلك العشوائيات وما ترتب عليها من خسائر للمواطنين أصحاب تلك الاستحداثات ولم يتم حتى رفع المخلفات سواء من قبل أفراد الحملة أو من قبل المواطنون التي حلت بهم نكبة إزالة مبانيهم .

وماهي إلا لحيظات حتى عاد المشهد كما كان بالنسبة للبساطين وازدحمت الشوارع بهم وعادت نفس المسوغات التي استدعت قرار الإزالة الذي حل بهم وذلك كونهم قاطعون للطرقات العامة في الشوارع الرئيسية كشارع الذهب في الشيخ عثمان وشارع سوق الصيد وشارع خليفة في المنصورة حيث لم تعد تلك الشوارع كما صمم لها ممر ومعبر للمشاة والسيارات بل تحولت إلى أسواق عشوائية.

والملاحظ لشارع سوق الصيد وكيف انتشر باعة السمك من أول الشارع حتى أخره وتركوا الفرشات المعدة لهم داخل سوق الصيد وحولوا الشارع إلى حراج للأسماك تاركين مخلفات الاسماك بروائحها العفنة وأرضية الشارع تعج بالمياه الملوثة بدماء الاسماك وأصبح الشارع وكأنه مقلب لمخلفات الأسماك ناهيك عن أن الشارع أصبح شبه مغلق أمام المارة وحتى سكان الشوارع المطلة عليه فقد اصبحت شوارعهم مغلفة وكذا لا تستطيع المرأة السير في هذا الشارع.

وأصبح سكان الشوارع المطلة عليه يعانون من الروائح المنبعثة للبقايا السمكية المتعفنة والتي تتراكم لفترة حتى يسرح الدود ويمرحون في الشارع.

واللافت للانتباه والداعي للدهشة أن موظفي العوائق يسرحون ويمرحون في الشارع ليس إلا لجمع ما يسد جيوبهم الذي لا تمتلي أبداً دون أن يحركون ساكن أمام ما يشاهدون من مشاهد مقززة إزالتها من صميم عملهم.

إن شوارع الشيخ عثمان من حافة دبع إلى حافة الهاشمي أصبحت مسورة بالباعة الجوالين من جهة ومن الجهة الأخرى بباعة السمك.

لتلك الأسباب التي أصبح سكان الشوارع المطلة على شارعي الذهب والسمك يعانون الأمرين من الإزعاج الدائم ومخلفات البضاعة المكدسة ومنها المخلفات المنتنة للأسماك وباتت الشوارع شبه مغلقة لا يستطيع سكان تلك الشوارع الدخول بسيارتهم إلا بشق الانفس.

فلو تكون مثل تلك الحملة التي ازالت الأخضر واليابس لو تكون عمل منظم منسق دائم ويكون الغرض منها التنظيم وليس الانتقام والعبث وإظهار القوة فقط ويكون عمل دائم ولو بسيط عمل بحكمة القدماء من الاجداد قليل دائم ولا كثير منقطع.
فإذا عملنا بهذه الحكمة لكان كل عمل محكم ومتقن ويحقق الأهداف التي من أجلها تقوم كل جهة في إطار عملها ولا يكون العمل مجرد عمل عشوائي وقتي أو ينشأ في حالة مستعجلة ولتحقيق أهداف ليس لها علاقة بالتنظيم .

وليس الغرض هو قطع رزق الناس ولكن تنظيم عملهم فيتم ادخالهم إلى الاسواق المعدة لهم وهي موجودة ومتوفرة تحتاج إلى قليل من الجهد للترتيب والتنظيم مع الأشراف اليومي على النظافة والزام الباعة بجمل مخلفاتهم أو قطع فواتير تحسب لصالح التنظيف والترتيب من غير استغلال الباعة وقطع جبايات لصالح أفراد بل لصالح تنظيم العمل وتحسينه.

عصام عبدالله مسعد مريسي

أخبار ذات صله