fbpx
الوداع الحزين- قصيدة
شارك الخبر
الوداع الحزين- قصيدة

للدكتور قاسم المحبشي

“يا ليتني حجر

يا ليتني شجر” *
أكلما غرد العصفور
أغنية
أيقظ بي الصوت
لحن الشوق والنغم
أكُلما نبضت في القلب
خافقة
استحضر النبض
حلم غاب يا وطن
وكلما ذرفت عياني
أدمعها
صرخت الله
يا قهري على عدن
يا ليتني شجر
يا ليتني حجر
أكلما مرّ ظل الغيم
في أفقي
أتحسس الحلم
هل مازال مبتسما
وكلما أبتسمت موجة
لعاشقها
أكتب على الرمل
اين الوعد
يا عدن؟
أكلما لمعت نجمة
على جبل
استصرخ الليل
أن يرحل بلا منن
وكلما هبت النسمات
حانية
من البلاد البعيدة
صحت يا وطن
وكلما حاصرتني
رمال القحط موحشة
بحثت عن حضن أمي
آه يا زمن
يا ليتي كنت طفلا
لا يعي ابدا
أنام ملء جفوني
حضنها وطني
ما أقسى العيش
في بلد هي بلدي
تبيح دمي
بلا قيمة ولا ثمن
يا غربة الروح
في وطن يشردني
فيه الكلاب تعيث
القتل بالعلن
لا أخشى الموت
والأقدار ناشبة
لكنه الغدر
ما أخشاه في عدن
أرنو الى البحر
هل مازال يذكرني
كتبت للموج
أشواقي وللسفن
لكنها لم تجبني
ربما هجرت
مرافئ الحب
والأنوار في عدن
قررت أرحل
رغم الفقد والحزن
سأحمل الوطن
المغدور في قلمي
وفِي جفوني
ينام الحلم في حذّر
اتصيد الفجر
في عين
إذا سجعت عينا
ستيقظها من الوسن
لو هانت الأرض
دم الحر لن يهن
مهما ابتلينا بهذا
السخط والمحن
يا ليتني حجر
يا ليتني شجر
الآن تٌذرف دموع القهر
على الوجن
على عجّل تحت جنح
الليل أجمعها
حقيبتي وطن
حقيبتي وطن
لو هانت الأرض
كل الأرض والمدن
تبقين شامخة
في القلب يا عدن
كرها رحلت
في الخمسين لا بطل
ولم أخن قط
قطرة دم سال دمي
غادرت كي أحمل
الأوجاع شاهدت
وأحرس الضوء
في عيني وفِي كفني
غادرت غصبا
الى المجهول
يحملني جنح
الحنين الى أمي
ويوجعني
ليت الرياح تواتي
كي تبعثرني
على ضفاف
الأماني بإلقاء
غدا
غدا سأعود
مهما الليل طاردني
فالنور يبقى مضيء
حيث ما سكن
أودعك يا بلادي
حامل ألمي الى لقاء
وهذا بعدي الأثري
في داعة الله
يرحمنا ويرحمكم
والدهر غدار
لا يرجاء ويؤتمن

قاسم المحبشي
٥ يونيو ٢٠١٨
من افريقيا

*على إيقاع قصيدة محمود درويش

أخبار ذات صله