fbpx
مروان الغفوري وإخوان اليمن !!

صلاح السقلدي

أستدلَّ الدكتور مروان الغفوري -الذي بات مؤخراً شخصية لصيقة بحزب الإصلاح -,على عدم وجود أية علاقة بين الاصلاح والإرهاب, وعلى وسطية واعتدال أعضاء هذا الحزب قائلا بأن أعضاءه لا يتحدثون عن الشهادة والجهاد, وانهم يميلون لحب الدنيا وشهواتها, ولا يتوقون للجنة. نافيا عنهم جميعاً الإرهاب والتطرف . !
صحيح أن الإصلاح ليس منظومة تطرف كاملة وفيه عدد وفير من الأصوات المدنية المعتدلة إلّا أنه من المؤكد أيضا أن فيه جناح متطرف وشخصيات تتبنى العنف ,بل ولا تعترف بشيء أسمه جمهورية – ما قال القيادي والبرلماني الاصلاحي العديني بتعز خير دليل ,حين استخف بثورة 26سبتمبر واعتبرها مشروعا معادي للإسلام وللأمة.ويكفي كذلك للتوجس أكثر من سياسة الإصلاح أن يضم شيوخ على غرار الديملي والعديني, والشيخ المثير للجدل بمواقفه وفتاويه كعبدالمجيد الزنداني أحد المؤسسين الأربعة لحركة الإخوانية باليمن الى جانب( عبده المخلافي والزبيري والشيباني), الحركة التي وصفها الغفوري بانها منتج سعودي وهابي بامتياز. خلافاً لما نعرفه عنها من أنها مصرية النشأة والجذور, وأنها لم تأخذ من الوهابية غير تسمية” الإخوان” تيمناً بالتنظيم الوهابي” إخوان ما أطاعوا الله”, الذي تأسس عام 1911 م, قبل أن تتشكل بين الجانبين الإخوان المسلمين المصرية والسعودية علاقة وطيدة بالخمسينات والستينات لمجابهة المد القومي التحرري الناصري, وتم على إثر ذلك طباعة أهم الكتب لسيد قطب وغيره من الرموز الاخوانية في المملكة.
وهنا أقتبس عبارة من مقالة سابقة للكاتب الغفوري ينفيه اليوم من تطابق الاصلاح بالإخوان مصر,مع أن هذا التشابه هو فخرا للإصلاح وليس مدعاة للخجل,حيث يقول: (…فثمة تطلبٌ آخر لا يقل أهمية وهو مغادرة حزب الإصلاح، وبصورة نهائية، لجماعة الإخوان المسلمين، وانحيازهم للجمهورية/ الدولة القومية).!
أما الحديث عن الجنة والنار وطلب الشهادة وفتاوى التكفير التي تحض على قتل حتى المناوئين السياسيين في خطابات الاصلاح السياسية ناهيك عن الدينية, فحدّثَ عنها ولا حرج, من بداية التسعينات وحتى اليوم, مرورا بحرب 94م .ثم الم يقل الغفوري ذات يوم بأن الإصلاح حزب مفزع؟, فما الفرق بين أن ترهب وتفزع الآخرين؟. حيث قال: (( ..لنكن صرحاء أن حزب الإصلاح مفزع. لكن ما هو الشيء غير المفزع في اليمن؟ الإصلاح مفزع، بالطبع، عندما يكون في مقدمته هذه الأسماء: السنباني، الصبري، الزنداني، العديني، المسوري، الحزمي، صعتر.)).
كما أستدل الغفوري كذلك على وسطية الإصلاح بمقالة له نشرت اليوم بعنوان” الإصلاح حزب بن سوق” قائلاً:.. أنهم “الإصلاحيون” يريدون أن يفشخوا النساء في مدن هذا العالم لا في الجنة.
مع أنه استدلالا أتى على سبيل الطرافة والدعابة ,إلا أن فيه شيء من الحقيقة, ليس كدليل على وسطية الإصلاحيون بل على تناقضهم بين ما يعلنون وما يضمرون. واللهم اني صائما.

وعن إخوانية الاصلاح حلف الغفوري يمين مغلظة أنها تختلف اختلافا جذريا عن إخوانية مصر. مادحاً الأولى, وقادحاً في الثانية. مع أنه هو ذاته الغفوري الذي قال عن قيادات الإصلاح غداة فوز حزب الرئيس التركي أوردغان بالإنتخابات : ..لو كان أردوجان وداوود أوجلو أعضاء في حزب الإصلاح لكان اليدومي والآنسي منحوهما في أحسن الأحوال مهمة محررين في موقع الإصلاح نت، أو مسؤولين تربويين لشباب الإصلاح في الحيمة الداخلية.).
وفي الوقت الذي ينفي فيه الغفوري ارتباط الاصلاح بإخوانية مصر يؤكد عكس ذلك في وقت سابق ,فيقول : ((يتوجب على الإصلاح الانتقال من كونه حزباً إسلامياً لديه ارتباطات خارج حدود جمهوريته الى حزب محلي , فهو مرتبطاً بتنظيمات عابرة للحدود، إدارياً ونفسياً)).

وفي ذات المقالة المذكورة آنفاً وبمقالات سابقة- بالآونة الأخيرة بالذات- أثنى الغفوري بشدة على الاصلاح معتبرا إياه المخلّص لليمن من الجماعات المتطرفة كالقاعدة والحوثيين لما يمتلكه من مزايا وطنية ومدنية وحزب يرفض المليشيات المسلحة ..
مع أن الإصلاح ذاته يعترف- ولو بشكل غير مباشر- بأنه حزب يمتلك جماعات مسلحة, وإلا كيف له أن يتحدث عن محاربته الحوثيين بعمران والجوف قبل سقوط صنعاء بيد الحوثيين عام 2014م, وحديثه قبل ذلك العام عن الانتصارات التي حققها على وحدات الحرس الجمهوري في عدة معسكرات بصنعاء وتعز وذمار أيام الثورة بوجه الرئيس صالح؟.فكيف حقق كل هذا إن لم يكن يمتلك سلاح, بالدعاء من فوق المنابر مثلاً؟.
*صلاح السقلدي