وبينما يبحث ليفربول عن لقبه السادس أوروبيا، فإن الفريق الإنجليزي يسعى لكسر القاعدة الأوروبية التي سار عليها ريال مدريد في النسختين الماضيتين، عندما توج باللقب عامي 2016 و2017 رافعا رصيده من بطولته المفضلة إلى 12 لقبا، بعيدا عن أقرب منافسيه في القارة.

ويحظى اللقاء بمتابعة مئات الملايين حول العالم، لكنه يحمل أهمية خاصة لسكان المنطقة العربية، كونه يشهد مشاركة النجم المصري محمد صلاح الذي سيكون ثاني لاعب عربي يخوض نهائي البطولة، بعدما قاد الجزائري رابح ماجر فريقه بورتو البرتغالي للتتويج بها عام 1987.

وينظر للقاء على نطاق واسع، كمنافسة بين صلاح وأفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو، سيكون الرابح فيها قريبا من الفوز بالكرة الذهبية نهاية العام الجاري، التي ستكون الأولى عربيا إن اقتنصها لاعب “الفراعنة”، أو السادسة في خزانة رونالدو المكتظة بالأرقام والتتويجات.

 إلا أن تركيز اللاعبيْن بدا منصبا على لقاء الملعب الأولمبي في العاصمة الأوكرانية، وليس أبعد من ذلك، وهو ما يستشف من تصريحاتهما قبل المباراة المنتظرة.

وقال رونالدو، الجمعة: “أريد أن أقدم أداء جيدا. أن ألعب جيدا وأن أحرز أهدافا إن تمكنت من ذلك. لكن الأهم هو أن يفوز الفريق بالمباراة. لا يهمني من يحرز الأهداف فالأهم هو أن نصنع التاريخ”.

وتمكن رونالدو من الرد على أسوأ مواسمه محليا مع ريال مدريد، بتسجيل رقم قياسي في عدد المباريات المتتالية التي يحرز فيها أهدافا بدوري الأبطال، وبإمكان النجم البرتغالي في مباراة السبت أن ينضم إلى أسطورة النادي ألفريدو دي ستيفانو بالفوز بخمسة ألقاب في كأس أوروبا.

ويتصدر رونالدو (33 عاما) قائمة هدافي دوري الأبطال للعام الخامس على التوالي، وإذا تمكن من هز شباك ليفربول في كييف فسيتفوق على دي ستيفانو ويصبح اللاعب الوحيد الذي يحرز أهدافا في 4 مباريات نهائية بدوري الأبطال.

وأصبح رونالدو أول لاعب على الإطلاق يحرز أهدافا في جميع المباريات الست في دور المجموعات لدوري الأبطال في ديسمبر 2017، وأضاف إلى هذا السجل رقما قياسيا جديدا حين هز شباك باريس سان جرمان الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي في أدوار خروج المغلوب من البطولة، ليكون بذلك قد سجل أهدافا في 10 مباريات متتالية في موسم واحد.

وقال رونالدو، أكثر من سجل إجمالا في دوري الأبطال بـ 120 هدفا: “أمضيت موسما رائعا في المسابقة. يجب أن تكون على مستوى التوقعات وهذا النادي عودنا على ذلك خاصة في هذه البطولة، حيث يملك ريال تاريخا مشرفا في المسابقة وهو أمر يحفزني كثيرا على المستوى الشخصي”.

وعلى الجانب الآخر، أقر صلاح (25 عاما) أفضل لاعب في إنجلترا وهداف الدوري الممتاز، أنه سيكون “بمثابة الحلم” أن يتوج موسمه بإنهاء احتكار ريال مدريد للقب المسابقة القارية وقيادة “الحُمر” للفوز بها للمرة الأولى منذ 2005.

وأكد صلاح، الجمعة، أنه “لا يهم من يسجل. الفوز بالمباريات، الحصول على النقاط، هذا هو الأمر الأهم بالنسبة لنا، لأنه كما ترون، سجلت 10 أهداف في دوري الأبطال (دون احتساب هدفه في الدور الفاصل ضد هوفنهايم الألماني)، مقابل 9 لساديو و10 لفيرمينو، بالتالي جميعنا على مسافة واحدة”.

وتابع صاحب الـ32 هدفا خلال الموسم الماضي بالدوري الإنجليزي الممتاز: “ليس لدى أي منا أنانية أو رغبة بالتسجيل وحسب. نحاول مساعدة بعضنا البعض لتسجيل الأهداف”.

وينحاز التاريخ إلى ريال مدريد الذي تفوق في 3 مباريات من أصل 5 على ليفربول، إلا أن الأخير تمكن من انتزاع اللقب من فم الملكي عام 1981 عندما التقيا في المباراة النهائية.

وكان اللقاء الذي جمعهما على ملعب “حديقة الأمراء” في باريس، آخر نهائي خسره ريال مدريد في البطولة، حيث توج بعدها بنصف دستة ألقاب بنسبة 100 بالمئة.