أتت مهرولة هدت باب النكبة
المسدود علينا بالحديد والنار
وجعلت المصائب تتوالى
صاح الزمان بدهشة وخجل
أنكم عرايا وعميان البصيرة
فكيف تطيب لكم المسافات
الواعثة من خيباتكم
كلهم يتحدثون عن فرمانا
نكئت من صداه الجراح
طاح بنشوته الصبيان
وأصبح حديث الساعة الرنان
تعلو حدة ضجيجه المدوي
حين يتذكر الغلابا
واقعة العقبة والمناحي
مع السجايا ومحامد النضالي
تلاشت النوايا والنوايا
وحارس البستان يتخطى المعابر
ويحصد مغنمه بعد النضاجة
وهم يضرمون الهشيم
بمأزق العيش والحياة
البشر كلهم ضحايا
بين سقيم ومتألم
ومذبوح في عقر داره
لا أمانة في زمن النذالة
ولا غرابة في تحول المدن لغابة
فأين نعيش ؟
وكم للعمر من إقامة ؟
بين السفاح والمنافح للجريمة
هنا تحدث إهتزازات الكون
وهنا تموت الضمائر
وهنا يسمح للجاني أن يصبح قائدا
إذا ما وصلت جرائمه حد التباهي
هنا العقل لا يوجد له مساحة
سوا ساحة واسعة من التهديد والوعيد
هذا أن لم تصبح ضحية
مفقود أو مرمي على قارعة طريق
تنهش جثتك الكلاب الضالة
المتعطشة لدماء البشر
بصريح البوح إجتياح للإنسان
لقيمة لمبادئه لإنسانيته
بآدميته يعبث المجرم
ويصبح في قبضة لاتفتك
فمتى يلقي التاريخ درسا
ليتعظ المناضل والمناكف
وعباد المليك والأمير والملازم !
وحواشيهم الوصيين وبالا
ليس صخبا أو دعاوي فقر المعاني
بل حقيقة نغصت عزا
وذلت عنفوانا يرتمي كالرهان
البوح سرا أوقد سحر المنايا
وأدبر القوم في جحر الظلام
لم يناموا نومة الكهف سباتا
بل وضعوا للظلام مقابيس موحشة
تصدر المنغصات والمهالك
توقض الهشيم وتلتهم الفطرة
كغسيل يجدد الثوب نقاءه
القوم كلهم جيوشا وعصب
جماعات لوب..
وحزم ملتوية على عقال العرب
إذا نطقت أو تمعنت الكلم
انهالت عليك قدح من العتب
هذا أن جانبك البطش والعبث
من السلاح أو المعتقل
دون دراية ولا سبب
تصبح مسبة بين العرب
ويقال عنك زنديقا أشر
باع نفسه لنفسه أو أرتهن
لكن بالمقابل ماذا نقول ؟!
لمن باع الوطن ..!
وباع التراب مسقي بدم
اسفي عليك ياوطني الجريح المرتهن
قم واقتعلهم وكن لنا وطن
ودع المراثي ترثي الأماجد
وتنضح عبير الورد
علنا وفوق الخطب
الضرائح هادئة تحت الثراء
ووحيها يداعب التراب
ويتلضى السمع
هل المراثي واهازيج المديح
تصلح لاجسادنا دعاء ؟
أم أن سبيلنا ضاع سدا
وبلا ثمن
اه أيها الشعب الذي ارتضى
فعودي أيها الرمضاء
وافترشي البحر وطن
أو بدلا لبسيطة الدخلاء
والعملاء وحتى السفاحين
يا إلهي انقذنا من الغرق
يا إلهي كن لنا في السراء والضراء
البشر مخنوق
الوطن محصور
والحاكم والآمر
الشرعي واللا شرعي
كلهم سوابح فوق الجوقة
وفي المنافي منفيون دون خجل
يلعنون العداء والمعادي
وكل من يمتلك ذر المعادن
فالعزاء للوطن ومعادنه
وكل ذي قلب مازال خافق
حتى يلج فجر جديد
يدفن المصائب واللمم
يودع كل المآقي إلى الأبد
السفينة توشك الغرق
والدم يهدر ويصبح بلا ثمن .