fbpx
الشائعات و دورها فى الحرب النفسية

علي محمد جارالله

عند بداية ترويج حزب الإصلاح للشائعات ضد دول التحالف، و خاصة دولة الامارات العربية المتحدة، كنت اتضايق من كذبهم الذي جندت له كل الصحفيين و المراسلين في أماكن كثيرة في العالم، و لا سيما في تركيا و قطر، و في الاعلام اليمني، و اضافت لهم قطر بُعداً أكثر و ذلك بترويجات قناة الجزيرة، و كان تضايقي لأنني على ثقة بأنها كذب بنسبة 100%.

فسألت أحد اصدقائي الاعلاميين، فقال لي ان الشائعة و من يطلقونها، لا يعرفون ان أمد اشاعاتهم لا تتحمل اسبوع، و عندها تخفت، و نحن لنا مبدأ و هو :

الصمت قوة في كثير من الأحيان….
هناك قاعدة تقول: «إن الناس مستعدون لتصديق الكذب، مهما بدا زيفه، إذا ما صادف هواهم، و تكذيب الصدق، مهما بلغ وضوحه، إذا ما خالف هواهم»، المسألة إذاً ليست فى صدق أو كذب ما يقال، و لكنها فى رغبة الناس فى تصديق أو تكذيب ما يقال، و هذه حقيقة.

فكلنا نتذكر عندما اطلقت شائعة موت (هتلر) في عام 1941م؛ فى محاولة لإثارة بلبلة كبيرة، يمكن من خلالها العمل على قلب نظام الحكم… و هذا النوع من الشائعات يقتصر على فترات المواجهات المباشرة، و لا يصلح للتعامل على مستوى كبير، او لفترات طويلة، إذ أنه ينكشف فى سرعة، بعد أن يحقق الهدف المرجو منه.

و جربنا ذلك في الشائعات التي اطلقها حزب الاصلاح على دولة الامارات في انها أحتلت جزيرة سقطرى، و سرقت شجرها و حجارها و اراضيها، و خلال اسبوع و بسياسة الصمت قوة في كثير من الأحيان، انفضح كذبهم، و فقدوا الكثير من شعبيتهم التي تصدقهم.

لهذا نرى ان الشائعة عبارة عن خبر غير أكيد (قد يكون صادقاً، أو كاذباً او مبالغ في دقته) ينتقل من شخص الى آخر، و هذه الشائعة تحتوي على جانب غامض وظيفته إثارة الجدال العقيم و النقاش الهدام حول موضوع الإشاعة.

فمثلاً في أحداث الفتنة الطائفية يقوم س من الناس بإبلاغ ص قائلاً ” سمعت أن إحدى المساجد قد حرق” لكن كما نلاحظ، فالخبر عام، لا يوجد به تفاصيل تفيد المتلقي، فهو لم يتضمن معلومات عن اسم المسجد، مكان المسجد، من حرق المسجد.

وبناء على هذه المعلومات المبهمة يقوم ص بترجمة و صياغة المعلومة التي تلقاها منذ قليل لتصبح منطقية بالنسبة له، فيضيف إليها ما يشاء أو يحذف منها ما يلزم ثم يقوم بعد ذلك بإبلاغها إلى ع فتصبح كالتالي ” السلفيون أحرقوا مسجدا” و بدوره يقوم ع بصياغتها من جديد ثم يوصلها إلى د كالتالي ” السلفيون أحرقوا مسجداً ثأراً لإحراق حسينية في العاصمة” !!

اما عن السؤال من الذي يؤلف الإشاعة؟ و لماذا؟

فالجواب الأول سهل، فهو عدو يدرس ظروفك و يعرف نقاط ضعفك، ثم يبث اشاعاته في وقت أزماتك .

و الجواب الثاني من يؤلف الاشاعة هو شخص جبان، فهو ينشر الإشاعة لتبرير جبنه. و أول من يصدق إشاعته هم أناس جبناء مثله ثم بعد ذلك تنتقل الإشاعة منهم إلى الأسوياء لمحاولة أصابتهم بالجبن.

و نصيحتي للجميع حول الشائعات هو ما نصح به رب العالمين الناس في سورة الحجرات:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) ﴾

فأنا اعتقد انه من الحكمة ألا نصدر أي سلوك يستند على معلومات مضللة، و إن لم نستطيع أن نكون أقوياء، فأفضل و أسهل ما نقوم به في هذه الحالة هي أن نصمت…

فالصمت قوة في كثير من الأحيان…

علي محمد جارالله
28 مارس 2018