fbpx
آلاف المدنيين ينزحون من الغوطة الشرقية بعد سيطرة النظام على حمورية
شارك الخبر

يافع نيوز- متابعات

بسطت قوات النظام نفوذها على 70% من الغوطة الشرقية بعدما سيطرت على بلدة حمورية الخاضعة لفيلق الرحمن، ما أدى إلى أكبر موجة نزوح جماعية من المنطقة المحاصرة في وقت وصلت فيه قافلة مساعدة إنسانية إلى مدينة دوما التي كانت قد دخلت ضمن اتفاق «جيش الإسلام» وموسكو.

ودخلت قوات النظام، ليل أول من أمس (الأربعاء)، بلدة حمورية التي تعد من البلدات الرئيسية الواقعة تحت سيطرة «فيلق الرحمن» في جنوب المنطقة المحاصرة، ليعلن بعد ظهر أمس عن سيطرتها عليها بعد أيام من الغارات والقصف الكثيف.

ومنذ اللحظة الأولى لدخول قوات النظام، ليلاً، خرج الآلاف من المدنيين أمس باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام في منطقة عدرا، حيث كانت حافلات وسيارات إسعاف بانتظار نقلهم إلى مراكز إقامة مؤقتة قرب دمشق. ووصف المتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان ما يحصل في المنطقة بـ«الإبادة الجماعية» متهماً النظام باستخدام المدنيين دروعاً بشرية وإجبارهم على الخروج من المنطقة على وقع القصف المكثف واستخدام الغازات السامة.

وقال علوان لـ«الشرق الأوسط»: «النظام يقوم بإبادة جماعية في الغوطة تستهدف بجميع أنواع الأسلحة»، مضيفاً: «سيارات الإسعاف لا تستطيع الوصول إلى آلاف القتلى والجرحى الذين لا يزالون تحت الأنقاض، كما تُسجل حالات اختناق بين الأهالي والعائلات التي تختبئ في الأقبية نتيجة استخدام الغازات السامة». وقبل الإعلان عن سقوط حمورية، قال علوان إن النظام حاول صباحاً تنفيذ محاولات اقتحام عدة من الجبهات الشرقية لكنه فشل، مضيفاً: «يدّعون بتنفيذ هدنة في دوما بينما ما يحصل اليوم في مناطق الغوطة الأخرى هو كارثة إنسانية لم يشهد لها العالم قبل ذلك مثيلاً، متفوقين على أنفسهم بما قاموا به في حلب».

وحمل المدنيون وغالبيتهم من النساء والأطفال أغراضهم وحقائبهم، وخرج معظمهم سيراً على الأقدام ويجر بعضهم عربات أطفال، بينما استقل آخرون دراجات نارية وسيارات، عبر ممر من بلدة حمورية باتجاه منطقة عدرا، وفق ما أفاد مراسلان لوكالة الصحافة الفرنسية على جانبي المعبر.

وقال الناشط في «الغوطة» يوسف البستاني لـ«الشرق الأوسط»: «بعد دخول النظام حمورية لم يعد أمام المدنيين الذين وصلوا إلى مرحلة اليأس من خيار إلا تسليم أنفسهم له والهروب إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم في غياب أي اتفاق لحمايتهم أو ضمانة لهم»، محذراً من كارثة إنسانية قد تصيب مَن هربوا ومن لا يزالون داخل الغوطة.

وقدر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن عدد المدنيين الذين خرجوا من حمورية وبلدات مجاورة بينها كفر بطنا وسقبا وجسرين منذ ساعات الصباح بنحو 20000 مدني، مشيراً إلى انسحاب فصيل «فيلق الرحمن» من المناطق المحيطة بالممر الإنساني، وقال: «إنه النزوح الجماعي الأكبر منذ بدء قوات النظام هجومها على الغوطة الشرقية» في 18 فبراير (شباط).

ورجح متحدث باسم الجيش الروسي، وفق ما نقلت عنه وكالات روسية، خروج ما لا يقل عن 13 ألف شخص من حمورية نهاية أمس (الخميس). ومعظم المدنيين الذين خرجوا أمس، هم من بلدات حمورية وكفر بطنا وسقبا وجسرين، التي كانت تعد معاقل «فيلق الرحمن» في جنوب المنطقة المحاصرة.

وتشنّ قوات النظام منذ 18 فبراير حملة جوية عنيفة على الغوطة، ترافقت لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله، حتى أمس، من السيطرة على نحو 70% من مساحة المنطقة المحاصرة ومن تقسيمها إلى 3 جيوب. وتسبب الهجوم حتى الآن في مقتل 1249 مدنياً بينهم 252 طفلاً، وفق المرصد.

وفاقم الهجوم من معاناة 400 ألف مدني يقيمون في المنطقة وفق الأمم المتحدة، وتحاصرهم قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013، ما تسبب في نقص فادح في المواد الغذائية والأدوية واللوازم الطبية.

وأمس، دخلت قافلة مساعدات مشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية تحت سيطرة «جيش الإسلام».

وتضم القافلة 25 شاحنة تحمل مواد غذائية مخصصة لـ26100 شخص، وفق ما أفاد المنسق الإعلامي للجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك، لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت اللجنة على حسابها على «تويتر» إن المساعدات «جزء بسيط مما تحتاج إليه هذه العائلات». وكان لافتاً دخول رئيس اللجنة الدولية بيتر ماورير الذي يزور سوريا منذ أيام في عداد القافلة.

وبعد وصولها إلى دوما، وفي أثناء إفراغ حمولتها، سقطت قذائف هاون عدة قريبة، ما أدى إلى توقف العملية لنحو 20 دقيقة، قبل أن يتم استئنافها وفق ما أفادت الوكالة نفسها. ويأتي إدخال المساعدات إلى المدينة التي تشهد تراجعاً ملحوظاً في وتيرة القصف منذ مطلع الأسبوع، غداة إخراج دفعتين من الحالات المرضية مع مرافقيهم من المدنيين، بناءً على اتفاق بين جيش الإسلام والجانب الروسي بوساطة من الأمم المتحدة، بحيث تم منذ الثلاثاء إجلاء 220 مدنياً على الأقل بينهم 60 حالة مرضية، حسب المرصد، إلى مركز إيواء مؤقت قرب دمشق.

ويتضمن الاتفاق، حسب المرصد «بقاء جيش الإسلام في المنطقة على أن تدخلها شرطة عسكرية روسية مع رفع الأعلام السورية على المؤسسات الرسمية»، في وقت تستمر فيه المفاوضات بين وجهاء محليين وقوات النظام في حرستا.

وسوم