لم يمر حينها ثلاثة أيام على الخسارة، حتى تلتها أخرى. تعرض منزلها للدمار، وحرقت أجزاء منه، إثر سقوط قذائف عليه.

أما هي، فأصيبت برصاصة قناص، اخترقت صدرها واستقرت في يدها اليسرى.

ورغم ما أصابها من ويلات، تصر أم أنور على ملازمة بيتها، أو ما تبقى منه، غير عابئة بخطر القذائف والرصاص.

وتمضي وقته وهي تربي بعض الماشية، وتصلح ما تقوى على إصلاحه، لمواصلة حياتها مع زوجها واثنين من أولادها.

حتى إن ظروفها لم تمنعها من الرغبة في العودة للعمل على ماكينة الخياطة، إذا ما توفرت الإمكانات.

ويبدو منزل أم أنور الوحيد على قمة جبل جرة في مدينة تعز. فمعظم السكان نزحوا عن منازلهم هربا من الموت.

أما أم أنور، فتقول إنها لن تخسر المزيد، بل إن بقاءها يشكل رسالة صمود داخل منطقة هي الأكثر تعرضا للقصف في تعز.