fbpx
حينما تغرد الطيور المهاجرة أنشودة الوطن إشهار جمعية المغتربين صباح اليوم في عدن

يا طير يا ضاوي الى عشك
قل لي متى باضوي الى عشي
مليت شفتي هذه العيشة
قلبي من الفرقا أه  كما الريشة

بهذه الكل من أغنية الحنين الى الوطن للفنان الكبير ابوبكر سالم بلفقيه أختتم مهندس الطيار صالح المحبشي ابو مهيب كلمته التي القاها باسم أكبر جالية أجنبية مهاجرة في الصين البعيدة، صباح اليوم في المؤتمر التأسيس لإشهار أول جمعية مدنية للمغتربين في عدن، في فندق كورال، قاعة البتراء بخور مكسر، هناك اجتمعنا بأخوة واصدقاء أعزاء أتوا من كل مواطن المنافي والشتات والاغتراب البعيدة من شمال الأرض وجنوبها من شرقها وغربها، ومن وسطها وما أصعب الأغتراب في الوسط! لا سيما في دول الجوار العربية الإسلامية القريبة من الروح والجسد، هناك وجدنا أصدقاء من المهاجرين في الولايات المتحدة الأمريكية ومن دول أوروبا، تعلو البسمة محياهم ويتحدث عن مواطن اغترابهم بكل حب واعتزاز حاملين معهم هويات مواطنهم البديلة، في حين أن المغتربين في المملكة العربية السعودية والخليج العربي (دول التحالف العربي) وهم الأكثر وجدتهم بعيون شاردة وسيماء شاحبة والحزن والأسى يفيض من أعينهم وهم يتحدثون عن المعاملة السيئة التي ذاقوها ولازالوا يتجرعونها في مهاجرهم القاسية، لاسيما بعد الإجراءات الأخير والقرارات الملكية بفرض الجزية على كل رأس مغترب على الأجنة في أرحام امهاتهم والمواليد والأطفال الى من تقدمت بهم الأعمار  ممن أفنوا زهرات شبابهم وحياتهم في تعميرها وبناءها طوبة طوبة وجعلوا من رمالها ناطحات سحاب حديثة، هناك أستمعتنا الى كلمة رئيس اللجنة التحضيرية الأخ العميد عادل السنيدي التي شرح فيها الدوافع والأسباب والاهداف وراء تأسيس هذا الجمعية
واستمعتنا الى كلمة صاحب الفكرة المحامي المثقف عبدالناصر محمد سالم الذي كانت بالغة التأثير فيما حملته من هموم وشجون عبرت عن لسان ملايين المغتربين في الشقيقة الكبرى ومعناتهم البالغة التي تدمي القلوب! وكانت كلمة مغتربي الصين التي القاها المهندس صالح المحبشي بما حملته من خارطة طريق لإعادة ادماج المغتربين في وطنهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في تنمية دولتنا المنشودة، كانت كلمة جدير بالتسجيل والاهتمام واليكم ما جاء بها:
” أسعد الله صباحكم بالخير
يطيب لي أن أحييكم وأنقل اليكم تحيات أخوانكم المغتربين في الصين، وفِي مقدمتهم الأستاذ أحمد حسين اليافعي رئيس الجالية اليمنية ورئيس مجلس الجاليات العربية في الصين الشعبية.
وكما تعلمون أعزائي ماذا تعني الغربة والأغتراب في بلاد الاخرين؟! وكم تحملنا الاشواق للعودة الى عدن الحبيبة التي أرغمتنا ظروف الحياة القاسية على هجرتها للبحث عن لقمة العيش الكريم في البلاد البعيدة، وكما قال درويش: (الخبز مرّ في بلاد الأخرين وطعم الماء مالح) فهل آن الأوان أن تعود الطيور الجنوبية  المهاجرة الى أعشاشها؟! وهل آن الأوان لسواعد أبناء هذه الأرض الطيبة أن تجّمع وتألّب قدراتها في بناء وتنمية دولتنا المنشودة، دولة النظام والقانون والعدالة والكرامة والعمل والتنمية والازدهار؟! ففي عالم الدول المعاصر ليس هناك من مصيبة تواجه  الشعوب والأفراد بأفدح من ضياع دولتهم التي تعزهم وتمنحهم الهوية.

الحضور الكريم ..

رغم مرارة تجربة الأغتراب الا أنها تجربة لا تخلو من الفائدة، إذا إجدنا استثمارها، فلدينا مئات الآلاف من المغتربين في كل دول العالم، استطاعوا بكدهم وعرقهم أن يحققوا نجاحات وانجازات في مختلف مجالات الحياة؛ في التجارة والبناء والإعمار والاستثمار والعلم والتعليم والثقافة والإعلام والدبلوماسية .. الخ. وهم بذلك يشكلون ثروة قومية بالغة القيمة والاهمية، إذ ما سنحت الفرصة لنا في نقل خبراتنا وتجاربنا الإيجابية في إعادة تأهيل وتنمية دولتنا المنشودة. ومن تجربة اغترابنا في الصين العظيم، استطعنا أن نجد لنا مكان تحت الشمس يليق بنا وبوطننا الغالي الذي نحمله في شغاف قلوبنا، إذ يشكّل اليمنيون أكبر  جالية اجنبية مهاجرة في الصين، وهناك أسسنا أول مدرسة عربية أهلية تكافلية في مدينة كوانزوا التجارية لتعليم ابناءنا وبناتنا واسمينها(مدرسة الصداقة العربية الصينية) كما تعلمون بان التعليم والتربية أساس كل تنمية ممكنة، فالمستقبل يبدأ بالمدرسة فبها نكون أو لا نكون! وأجدها فرصة هنا لدعوة النخب الرسمية والمدنية في بلادنا الى الانفتاح على الصين وتجربتها الناجحة في التنمية المستدامة، واغتنام فرصة مشروعها العملاق الموسوم ب ‘ الحزام والطريق ‘ عبر تعزيز بناء المزيد من جسور الصداقة والتعاون في مختلف المجالات ، ولاسيما ونحن نمتلك أفضل موانئ العالم فضلا عن حضورنا الفاعل في معظم دول العالم المرتبطة بالصين.

 

ويسعدني أن أبشركم بأننا بصدد إشهار مبادرة أصدقاء  ‘الحزام والطريق’ ومن هنا ندعو الى ضرورة توفير الشروط والفرص الجاذبة للاستثمار لتحفيز الرأسمال المغترب للعودة والاسهام في التنمية المستدامة. وأول تلك الشروط، الأمن والاستقرار وسيادة القانون وتسهيل عمل الموانئ والمطارات واعادة تأهيل البنية التحتية، والقوى البشرية لتتواكب مع استحقاقات التنمية المنشودة! ومنها ادعوا الحكومة والسلطات المعنية الأسراع في فتح قنصلية في مدينة كوانزو التجارية التي تحتضن اكبر نسبة من المغتربيين، فضلا عن استقبالها الدائم للاعداد المتزايدة من التجار المستوردين للبضائع الصينية من كل جهات الأرض، ممن يحملون الجواز اليمني، ونطالب بضرورة فتح مركز إصدار الجواز الآلي في القنصلية والمبادرة في تسهيل إجراءات دخول الأصدقاء الصينين الى بلادنا، لما من شأنه تسهيل إجراءات سفر المغتربيين اليمنين اليها، بحسب مبدأ التعامل بالمثل.
وفِي الختام لا يسعني الا ترديد
أنشودة الشوق للعودة:
ياطير ياضاوي الى عشك
قل لي متى باضوي الى عشي
مليت شفني هذه العيشة
قلبي من الهجران كما الريشة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فهل من وطن يستجيب؟!