fbpx
قوى صنعاء وتزييف الحقائق

دأب عفاش وتلاميذه وأدواته على استحضار أحداث 1986م في الجنوب كلما استشعروا تقدم الجنوب خطوات نحو هدفه.

رافضين القبول بحقيقة التصالح والتسامح الجنوبي، وأنه قد طمر كل أحداث الماضي ومنغصاته، ومشككين بحقيقة عزم أبناء الجنوب على معالجة تبعات تلك الأحداث وجبر ضرر المتضررين منها حال تمكنهم من إقامة مؤسسات الدولة الجنوبية المستقلة بإذن الله تعالى.

لكنهم في الوقت ذاته يريدون منّا التصالح والتسامح معهم عن اجتياحهم الجنوب عامي 1994م و 2015م وسبعة وعشرين عاماً من الاحتلال والتنكيل والإرهاب والقتل وتنفيذ جرائم الإبادة الجماعية، ونهب الثروات، والاستيلاء على الممتلكات الخاصة والعامة في الجنوب، ومصادرة حقوق وحريات شعب الجنوب.

ويأتي طلبهم الجنوبيين بالتصالح معهم، في وقتٍ لا زالوا يسيطرون على القرار السياسي ويعدون العدة لاجتياح الجنوب للمرة الثالثة، وفي مفارقة غريبة يصادف ذلك الأمر وجود عشرات الآلاف من أفراد المقاومة والجيش الجنوبي في جبهات شمالية تقدم التضحيات الجسام من أجل تحرير مدن وشعب الشمال من قبضة الحوثيين.

ليس هذا فحسب بل يطلقون على ذلك الجيش المكون من أفراد المقاومة الجنوبية لقب المتمردين والميليشيات والمرتزقة علماً بأن من يسمونهم بتلك المسميات هم أصحاب الفضل في تحرير مدن الجنوب وكافة المناطق المحررة من أراضي الشمال.

وعلى النقيض من ذلك يطلق كل طرفٍ منهم مسمى الجيش الوطني على ميليشياته المؤدلجة سواءً تلك التابعة لحزب الإصلاح أو لجماعة الحوثي فكلاهما ينطلقان من أفكار متطرفة، تنكرها كافة الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.

وعلاوة على كل ذلك، يصبغون أنفسهم بصبغة الشرعية ويدّعون الوصاية عليها وعلى أصحاب الأرض وملاكها، فيما يصبغون من خالفهم بألقاب ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان.

فقد وصل بهم الأمر إلى صبغ أبناء الجنوب بالتمرد أو الشيوعية والماركسية والإرهابيين والدواعش والانقلابيين، بالإضافة إلى قائمة طويلة من التهم والألقاب البذيئة التي ألصقوها بشعب الجنوب منذ قيام الوحدة وحتى اليوم.

طلبوا من التحالف العربي مؤازرتهم لقتال الحوثيين فكان لهم ذلك، ثم طالبوه بدعمهم بالسلاح والعتاد فكان حاضراً في كل ذلك، ثم طالبهم هو من جهته بدخول غمار المعارك وترجمة الدعم إلى انتصارات، فهاجت حميتهم وزمجروا واغتاظوا واتهموا التحالف بالتخاذل (رموه بدائهم)..

نظر التحالف جنوباً فوجد شعباً تواقاً للتحرر متعطشاً لنسيم الحرية، فمد يده لهم فكان منهم أن أذهلوه بتحقيق إنتصارات كبيرة بأقل الإمكانيات، لكن ما إن تم ذلك حتى بدأت أدوات عفاش تصف التحالف بالإحتلال، ثم اتجهوا لتهديد المملكة بتسليم تبة صحن الجن للحوثيين (مع العلم بأنها الموقع الوحيد الذي تسيطر عليه ميلشياتهم المتطرفة)، والتي ينوون توجيهها لاجتياح أراضي دولة الجنوب، وليس لتحرير صنعاء.

يقيمون على أراضي المملكة ويدفعون رواتب جيشهم من دعم التحالف لهم، ثم يصعدون على الفضائيات القطرية فيطلقون العنان لألسنتهم ويكيلون التهم والإساءات لدول التحالف…

يرفعون إحداثيات مواقع مدنية ويرسلونها لطائرات التحالف، ثم يسارعون لتصوير أخطاء القصف وتوثيقها ورفعها كملفات انتهاكات وجرائم حرب ويتهمون التحالف بأنه هو من فعل ذلك لا أدواتهم وممارسات الغدر التي جُبِلوا عليها.