fbpx
صحفي يكتب عن مواقف شهدها برفقة محافظ حضرموت اللواء البحسني
شارك الخبر


يافع نيوز – خاص.

كتب الصحفي محمد عبدالوهاب اليزيدي مقالا تحدث فيه عن مواقف شهدها خلال مرافقته لمحافظ محافظة حضرموت في زيارة المديريات الشرقية.

وقال اليزيدي في المقال الذي حمل عنوان (هذا ما لمسته في المحافظ البحسني خلال مُرافقتي له) :
“البارحة كنت مرافق صحفي مع اللواء فرج سالمين البحسني، محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية، في زيارته الميدانية للمديريات الشرقية للمحافظة”.
مضيفا : “صحيح انه الزيارة كانت مرهقة وطويلة حيث أنطلقنا في مع الساعات الباكرة الأولى من النهار، الا انه وخلال الزيارة الميدانية وجدت في الرجل الذي كُنتُ أكثر الصحفيين أمطارٍ له بالنقد في طريقة إدارته للمحافظة وقضاياها.. وجدت أشياء لم المسها أو لم أراها فيه من قبل، حيث كُنتُ شاهداً على واقعتين لم أجد أمامهما إلا أن أحترم الرجل أكثر”.

وقال اليزيدي : “واقعتين تعرفتُ فيها أكثر على جانبين من شخصية الرجل. (الأول) كان يُظهرُ شخصية الحاكم القوي الحازم، أما (الثاني) فكان يُكشف لنا عن شخصيته البسيطة والحنونة وبنفس الوقت الحريصةِ على المال العام”.

واوضح : “ونحن في طريقنا لإفتتاح عدد من المرافق التعليمية في مديرية الريدة وقصيعر، أخر مديريات المحافظة والمُحاذية لمُحافظة المهرة، مررنا من أحد الشوارع التي كانت مُحاذية لساحل البحر، وهو ساحل واسع ورائع جداً، وأجزم أنه المُتنفس الوحيد لأبناء تلك المديرية المُترامية الأطراف، والتي ظلت وفي عهد جميع الأنظمة السابقة محرومة من غالبية الخدمات”.

مشيراً : “لكن للأسف كانت أكوام القمامة تتكدس في ذلك الساحل بشكل كبير، كنت في قرارة نفسي قد استأت كثيراً من ذلك المنظر، وشعرت بالكثير من الغضب، ولم أكن أعرف أن ماكنت أشعر به في قرارة نفسي، هو ذاته ما كان يشعر به المحافظُ البحسني. الذي وما أن توقفنا حتى وجه عتاب قاسي وشديد اللهجة لمدير عام المديرية على ذلك المشهد وذلك الإهمال.
كان البحسني حازماً وقوياً في حديثه مع الرجل، وهدده علانية بالإقالة، بالقول أمامك يومين فقط (48) ساعه لا غير حتى تعمل وأدارتك المحلية بالمديرية على رفع وإزالة كل تلك القمامة والمخلفات من الساحل، وإلا فالعقاب والحساب والإقالة ستكون حاضرة. هو لم يكفتي فقط بتلك الكلمات بل أنه أستدعى أحد ضباط الاستخبارات الذين كانوا حاضرين حينها، وطلب من أن يرفع له تقريرا بعد انتهاء المُهلة المُحددة أذا ما تم الأمر”.

واردف : “كانت هذه هي الواقعة الأولى.
أما الثانية ..
فكانت أيضاً في ذات المديرية وتحديداً بمنطقة (معبر) مسقط رأس الرئيس الجنوبي الأسبق على سالم البيض كما أخبرني أحد الزملاء، حيث توجهنا لوضع حجر الأساس لترميم وتوسيع مدرسة (معبر) وهي مدرسة قديمة جداً تم افتتاحها قبل نحو نصف قرن، وتحديداً في عام 1964م. أي قبل الاستقلال الوطني بـ (3) سنوات.
وأثناء عملية وضع حجر الأساس ألتف أبناء المنطقة وجُلهم من كبار السن والفقراء حول البحسني، فقد أخبرني أحد المرافقين لنا أن هذهِ هي المرة الأولى التي يصل فيها مسئول حكومي رفيع أو محافظ إلى مثل هذه المنطقة منذ سنوات طويلة.. طويلة جداً”.

واضاف : “أثناء ذلك، لفت نظري وجود هذه السيدة الكبيرة بالسن والتي تظهر في هذه الصورة في الأسفل، وكانت تقف على مسافة لابأس بها، كانت تُحاول الاقتراب، ثم تعاود الابتعاد، ثم تعود من جديد، وكأنها كانت مُترددة. وعند تدقيقي أكثر بحالة تلك السيدة، لفت أنتباهي، أن بيدها ورقة ما، فأدركت أن لها حاجة عند المحافظ.
فذهبت أليها وقلت لها بلهجتنا المحلية (تفضلِ يا أمي، شيء لش حاجة) ..
فقالت بغيت (ولد سالمين) هي كانت تقصد (المحافظ ) فقلت لها تفضلي هو قدامك. لكن التفاف الرجال من حوله يبدو أنه كان مصدر تردد لها، فقلت لها تعالي بعدي.. حتى وصلنا إلى المحافظ، وقلت له ولمرافقيه يا سيادة اللواء أستمعُ لهذا السيدة.
وبالفعل قال لها المحافظ، تفضلي يا والده ماهي حاجتك ..
فقالت له وبلهجتها المحلية ( عيفصلون علييِ الكهرباء)
فسألها : ليشب يقطعون الكهرباء عليش
فقالت : مانسدد
فقال : ليش ما تسددين ؟
فقالت : ماشي معي وحالتي صعبة ومعي الشيبه بالبيت مرضى
فقال: كم عليش ؟
فقالت: مائة وستين الف
فقال : خلاص عليش النص وعلينا النص.
فقالت : منين أجيب أنا ما معي شي وولدي عنده حاله نفسيه مامعي منين اجيب
تأثر المحافظ بحالة تلك السيدة الكبيرة بالسن، وأمر أحد مرافقيه بأخذ الفاتورة منها، فقال لها (خلاص ياوالده أنا بسددها على حسابي)
.
وقال اليزيدي بعد سرد الحوار : “هُنا يتجلى موقف ودرس مُهم من وجهة نظري ف(البحسني) كان بإمكانه أن يعفيها وبكل سهولة وبجرة قلم، لكنه أيضاً أراد أن يوصل رسالة بأهمية الحفاظ على المال العام حينما قال لها في بداية الأمر (عليش النصف وعلينا النص) أراد هنا أن يجعل الجميع شُركاء في الحفاظ على المال العام.

واضاف : “الشيء الأخر ويكمن في تجلى الجانب الأنساني في شخصية الرجل حينما شرحت له السيدة وضعها المعيشي الصعبي، حيث أمر أن يتم تسديد الفاتورة على حسابه الشخصي وليس على حساب الكهرباء أو السلطة كما كان يحصل”.

وتابع : “وفي هذا التصرف أيضاً رسالة تصب في ذات المنحى إلا وهو الحفاظ على المال العام. ويتعزز لدينا هذا الاتجاه أكثر بالكشف عن عقد أولى جلسات محاكمة مسئولين حكوميين محليين في المحافظة بتهم تتعلق بالفساد ونهب المال العام”.

في الأخير قال اليزيدي معبراً ..
نعم أنا اليوم أمتدح تصرف البحسني كمحافظ حينما فعل أشياء أراه من وجهة نظري صحيحه، وسأنتقده اليوم أوغداً أو أي وقت متى ما رأيته كمحافظ يفعل أشياء خاطئة من وجهة نظري.
بالأخير هو شخص وليس ملاك .. يُخطى ويُصيب ..
وفقه الله ورعاه لما فيه مصلحة حضرموت والوطن .

#حديث_الصورة : أثناء حديث المحافظ البحسني مع السيدة العجوز
#محمد_عبدالوهاب_اليزيدي.

أخبار ذات صله