fbpx
الجيش الأميركي يستعد بهدوء لخطة “الملاذ الأخير”
شارك الخبر

يافع نيوز – العربية.نت

تجري وزارة الدفاع الأميركية استعدادات بهدوء وجدية لحرب، تأمل في ألا تضطر لخوض غمارها، وفي الوقت الذي تدعم فيه المبادرة الدبلوماسية، التي أطلقها وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

ذخيرة حية

ففي فورت براغ بولاية نورث كارولاينا، نفذ سرب، يضم تشكيلا من 48 مروحية من طراز “Apache” ومروحيات من طراز “Chinook”، تدريبات على نقل القوات والمعدات خلف خطوط العدو على مرمى نيران مدفعية بالذخيرة الحية لتنفيذ هجوم على أهداف محددة.

العملية “Panther Blade”

كما أجرى نحو 119 جنديا من الفرقة الـ82 المحمولة جوا التابعة للجيش الأميركي بالقفز بالمظلات فوق نيفادا من على متن طائرات شحن عسكرية من طراز C-17 انطلقت تحت جنح الظلام من قاعدة نيليس للقوات الجوية. التدريبات تحاكي عملية غزو لأراضٍ أجنبية، وضمت العملية التي يطلق عليها اسم “Panther Blade” ضعف العدد المعتاد من طائرات نقل المظليين. واشتملت التدريبات على تنفيذ مناورة تجبر العدو على خوض معارك على عدة جبهات في مرحلة مبكرة من الحرب، فيما وصف بأنه التدريب الأكبر من نوعه على مدى السنوات الأخيرة.

وقال المسؤولون إن عمليات المناورة “Panther Blade” يمكن استخدامها في أي مكان وليس في شبه الجزيرة الكورية فقط.

وقال بروفيسور جو بوتشينو، ضابط الشؤون العامة لدى الفرقة الـ82 المحمولة جوا: “إن عملية Panther Blade تتعلق بدعم حالات الاستعداد على المستوى العالمي”. وأضاف: “إن الهجوم الجوي العميق لهذه الدرجة من الاستعدادات معقد للغاية ويتطلب تزامنا ديناميكيا للأفراد والأسلحة والمعدات، فيما يتعلق بالتوقيت والانتشار في المواقع”.

مراكز التعبئة

كما أنه من المقرر أن تشهد مختلف مواقع الجيش في أنحاء الولايات المتحدة قيام أكثر من 1000 جندي من قوات الاحتياط بالتدريب على كيفية إقامة ما يسمى بمراكز التعبئة، التي تتولى نقل قوات عسكرية إلى خارج البلاد بشكل عاجل في الشهر المقبل.

ستتزامن تدريبات مراكز التعبئة مع بدء فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونغشانغ الكورية الجنوبية، حيث تعتزم وزارة الدفاع الأميركية إرسال المزيد من قوات العمليات الخاصة إلى شبه الجزيرة الكورية، فيما يعد خطوة أولية تجاه ما وصفه بعض المسؤولين الأميركيين بإتمام تشكيل قوة مهام عسكرية تتمركز في كوريا الجنوبية، على غرار تشكيلات القوات العاملة في العراق وسوريا. بينما أكد مسؤولون أميركيون آخرون أن تلك الخطة ترتبط بشكل وثيق بجهود مكافحة الإرهاب.

لقاء كوري شمالي-جنوبي للمرة الأولى منذ عامين

أهبة الاستعداد

وعلى الرغم من أن هذه التحركات، فيما هو متعارف عليه بين الضباط في الجيش الأميركي كتدريبات معتادة للطوارئ، تأتي ظاهريا وكأنها جزء من تدريبات روتينية يجريها البنتاغون بين مختلف القوات بالتناوب. إلا أن نطاق وتوقيت التدريبات يشيران إلى تجديد التركيز على جعل قوات الجيش الأميركي في الداخل لتكون على أهبة الاستعداد لما يمكن أن يطرأ في الأفق مع كوريا الشمالية.، حيث إن عدد قوات الاحتياط في استعدادات لكأس العالم بالبرازيل عام 2014 لم يزد عن 100 فرد.

عملية “Bronze Ram”

وقال مسؤولون إن عملية أخرى، تسمى Bronze Ram، يجري التنسيق لتنفيذها بواسطة قيادة قوات العمليات الخاصة الأميركية، وستحاكي سيناريوهات التدريب الأخرى التي تعكس الأحداث الجارية.

وستركز عملية تدريب Bronze Ram هذا العام، وهي واحدة من العديد من البيانات العملية التي تركز على التهديدات من جميع أنحاء العالم، بشكل مكثف على العمليات تحت الأرض. وتتضمن التدريبات أداء مهام في بيئات ملوثة كيميائيا، مثل تلك التي يحتمل وجودها في كوريا الشمالية. كما أنها ستشتمل على مهام قيادة العمليات الخاصة الأميركية للتصدي ومكافحة أسلحة الدمار الشامل.

طلعات جوية منتظمة

وقامت طائرات مقاتلة من طراز B-1 تابعة للقوات الجوية الأميركية بالتحليق بانتظام فوق شبة الجزيرة الكورية انطلاقا من غوام بشكل متواكب مع تصاعد التوترات مع بيونغ يانغ، حيث تقوم برحلات تدريب منتظمة مع الطائرات المقاتلة اليابانية والكورية الجنوبية التي كثيرا ما تثير غضب كوريا الشمالية. ومن المتوقع أن تنضم قاذفات من طراز B-52 والتي تتمركز في لويزيانا إلى طائرات B-1 المتمركزة في غوام في وقت لاحق من الشهر الجاري، لتعزيز قوة النيران الجوية بعيدة المدى.

كما أعلن مسؤولون في البنتاغون الأسبوع الماضي أن 3 مقاتلات من طراز B-2 وطواقمها وصلوا إلى غوام قادمين من قاعدتهم في ميسوري.

الذراع الدبلوماسية

يجادل كل من وزير الدفاع جيمس ماتيس وجنرال جوزيف دونفورد جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، بقوة لضرورة استخدام الدبلوماسية في التعاطي مع طموحات بيونغ يانغ النووية.

ماتيس كان قد صرح، في أغسطس الماضي، بأن حربا مع كوريا الشمالية ستكون “كارثية”. وعلى الرغم من ذلك، أشار عشرات من المسؤولين الحاليين والسابقين في البنتاغون، خلال مقابلات صحافية وتلفزيونية، إلى أن المناورات الجارية تعكس إلى حد كبير استجابة من الجيش الأميركي لأوامر صادرة من الوزير ماتيس نفسه وقياداته العسكرية بأن تكون القوات الأميركية على أتم استعداد للقيام بأي عمل عسكري محتمل في شبه الجزيرة الكورية.

نشر قوات منتصف 2018

وفي اجتماع موسع بمقره في تامبا بولاية فلوريدا أوائل الشهر الجاري، حذر جنرال توني توماس رئيس قيادة العمليات الخاصة، أمام حضور من حوالي 200 من المدنيين والعسكريين بأن المزيد من أفراد القوات الخاصة قد يضطرون إلى الانتقال للمسرح الكوري من الشرق الأوسط في مايو أو يونيو، إذا تصاعدت التوترات في شبه الجزيرة الكورية.

وأكد الكابتن جيسون سالاتا المتحدث باسم رئيس قيادة العمليات الخاصة تلك الواقعة، والتي سردها أحد الحضور لصحيفة “نيويورك تايمز”، بيد أن جنرال توماس أوضح أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد.

عدم صدور تحذيرات

ومن جانبه، استبعد ديريك تشوليت، مساعد وزير الدفاع في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، أن يكون هناك قرار قد صدر بالفعل لخوض حرب مستشهدا بأنه لا يوجد “أي تحركات عسكرية ضخمة” تشير إلى ذلك.

لم تصدر الإدارة الأميركية أيضا تحذيرات من السفر تنصح الرعايا الأميركيين بعدم السفر إلى كوريا كوريا الجنوبية أو اليابان، أو صدور تحذيرات للشركات الأميركية لتوخي الحرص.

وأوضح مسؤولون عسكريون أنه من غير المرجح أن يقوم البنتاغون بعمل عسكري في شبه الجزيرة الكورية دون أن يحذر الرعايا الأميركيين وغيرهم هناك، إلا إذا كانت إدارة ترامب تعتقد بأن قيام الولايات المتحدة بضربة جوية لمرة واحدة على كوريا الشمالية لن تجلب أي رد فعل انتقامي من بيونغ يانغ ضد جارتها سيول.

ويقول بعض المسؤولين في البيت الأبيض إنه يمكن شن مثل هذه الضربة المستهدفة والمحدودة مع توخي الحد الأدنى، إن وجد، لرد فعل ضد كوريا الجنوبية – وهي الفرضية التي يتشكك وزير الدفاع ماتيس في إمكانية حدوثها، وفقا لمصادر مطلعة على أسلوب تفكيره بشكل جيد.

ذوبان التوترات

اجتمع دبلوماسيون من الكوريتين الشمالية والجنوبية بالأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ عامين في إشارة إلى ذوبان التوترات. كما تستضيف كندا والولايات المتحدة اجتماعا اليوم في فانكوفر بكولومبيا البريطانية لوزراء خارجية الدول، التي تدعم الجهود التي ترعاها الأمم المتحدة لإحلال تسوية سلمية في شبه الجزيرة الكورية. ويسعى الوزراء إلى تبني تنفيذ المبادرة الدبلوماسية التي صممها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون.

توازن عسكري دبلوماسي

إنه التوازن الذي يحاول الوزير ماتيس وكبار قادة الجيش الأميركي إظهاره عبر توضيح أن الجيش مستعد من ناحية لمواجهة أي تهديد من جانب كوريا الشمالية، حتى مع دعمهم القوي للمبادرات الدبلوماسية التي يقودها تيلرسون من أجل حل الأزمة.

ففي خلال اجتماع مع الصحافيين في كابيتول هيل، وفي إجابة لجنرال مارك نولاند، قائد العمليات في القوات الجوية الأميركية، حول ما إذا كانت القوات الجوية مستعدة وتستطيع التفوق على الدفاعات الجوية الكورية الشمالية، قال جنرال نولاند: “إذا كنت تسألنا، هل نحن مستعدون للقتال الليلة، فالجواب هو: نعم”. وأضاف “إن القوات الجوية الأميركية إذا دعت الحاجة إلى القيام بعمل فسوف تنتصر وتحافظ على السيادة والهيمنة جوا”.

وعلى الفور قام جنرال فيرالين جاميسون، ضابط المخابرات في سلاح الجو الأميركي بالتعقيب قائلا: “سأضيف أيضا أن وزارة الدفاع تدعم حاليا وزير الخارجية تيلرسون الذي يتولى مهمة دبلوماسية بشأن كوريا الشمالية”.

أخبار ذات صله