fbpx
نداء مفتوح .. إلى كل أهلنا في الجنوب

 

ندعوكم وبصدق وإخلاص يا كل أهلنا في الجنوب أينما كنتم ،وأياً كانت مواقعكم ومسؤولياتكم وقناعاتكم السياسية وتباين مواقفكم ورؤاكم إلى أن تجعلوا من يوم التصالح والتسامح هذا العام ٢٠١٨م يوماً حقيقياً تتجسد فيه أنبل مشاعر ومعاني التصالح والتسامح، ومنصة وطنية جنوبية جديدة وجديرة بالإنطلاق نحو المستقبل، ليتعزز معها الأمل بغد أفضل وأجمل يستحقه شعبنا الصابر والمكافح والوفي الذي دفع ثمنه غالياً وسيبقى كما عهدناه ثابتاً وحارساً وفياً لملاحم الصمود والتضحيات التي قدمها من أجل ذلك ومن كل مدن ومناطق ومحافظات الجنوب المحررة؛ من خلال التقييم والمراجعة والتوقف الجاد ومن قبل الجميع دون إستثناء أمام ما شهدناه من توترات وحوادث مؤسفة وشحن وتعبئة مغلوطة من هنا وهناك ولأسباب ودوافع مختلفة خلال الفترة الماضية؛ وباتت جميعها مصدراً للقلق والخوف وعدم الشعور بالأمان عند الناس وكأنهم ذاهبون إلى المجهول؛

وأصبحت جهود التهدئة – وساطات ومناشدات – ومعها كل المعالجات والحلول المؤقتة التي تمت من قبل لم تعد تشكل ضمانة كافية وموثوق بها بعدم خروج الأمور عن السيطرة مستقبلاً، وإستخلاص كل ما هو ضروري ومفيد من هكذا تقييم ومراجعة وتدابير يتفق عليها منعاً للإنزلاق نحو ما لا يحمد عقباه، وهو ما تعمل من أجله كل القوى المتربصة بالجنوب وأهله شراً وبأشكال وطرق خسيسة ودنيئة ومتعددة ومتواصلة – وهنا مكمن الخطر- لتنتصر لمصالحها وأهدافها هي وليس لمصلحة أي طرف جنوبي؛ ومن يعتقد بغير ذلك فهو واهم أو أنه ضليع معها بشكل أو بآخر ومن حيث لا يدرك خطورتها أمثال هؤلاء عليهم أولاً وعلى الجنوب بالنتيجة !

أنها مهمة وطنية كبرى ونبيلة ندعو ونناشد كل العقلاء، وكل من يستشعرون المسؤولية أمام الناس والتاريخ من القيادات المعنية ومعها كل وسائل الإعلام الجنوبية الحرة والشريفة، وغيرها من مؤسسات التأثير على الرأي العام وحملة الأقلام الوطنية المسؤولة، ومنظمات المجتمع المدني للقيام بها؛ فهم جميعاً جديرون بذلك؛ وهي شرف كبير لهم بأن يتصدوا لمهمة وطنية عظيمة كهذه.

** ندعوكم إلى أن تكون ذكرى التصالح والتسامح عنوانا لبداية مرحلة جديدة في علاقاتنا وحياتنا الإجتماعية والسياسية والوطنية، لنحاصر بها معاً كل الأصوات التي تغرد خارج سرب التصالح والتسامح وتهدد بالمزيد من عوامل عدم الإستقرار في الجنوب إن هم تمادوا في خطابهم المستفز لمشاعر أهلهم وتضحياتهم في الجنوب، والتي تصدر عن البعض ممن لا يكترثون بردات الفعل الغاضبة والمنتقدة لهم ولا يقدرون حجم المسؤولية المترتبة على هكذا سلوك ولأغراض وحسابات خاصة تتعارض مع هذا المبدأ العظيم مع ما يصاحب ذلك من أفعال وإجراءات سياسية محددة ومعروفة، ولا تخدم الوفاق والوئام الجنوبي المنشود؛ أو على هيئة أحاديث وتصريحات إنفعالية غير حصيفة، وغير متزنة من قبل البعض الآخر؛ فالجنوب لم يعد يحتمل أية أخطاء أو حماقات وأياً كان شكلها أو مصدرها؛ ولا بمقدور الناس السكوت والتغاضي عن ذلك بعد اليوم لأن مستقبلهم وحياتهم هي الأهم من كل هؤلاء وهو ما يتطلب بالضرورة حركة مجتمعية نشطة لتعزيز روح التفاهم والحوار حول كل المسائل المختلف عليها .

أنني أدعو هنا مخلصاً إخوتنا الجنوبيين الأعزاء في الشرعية إلى فتح أبواب الحوار ودون تردد مع المجلس الإنتقالي الجنوبي؛ فالحوار معه أصبح ضرورة وطنية ملحة ولابد منه وبما يؤدي إلى الخروج بنتائج إيجابية تكون في خدمة الجنوب ومصلحة شعبه وقضيته إذا ما صدقت النوايا وأستشعر الجميع المسؤولية الوطنية المشتركة، ليكون الإنتصار للحياة وللمستقبل والسلم الإجتماعي وضمان العلاقات السليمة والأخوية البناءة بين الشعبين الشقيقين في الجنوب والشمال وبما يحافظ ويصون المصالح والمنافع المشتركة بينهما، وإعتماد ذلك كعناوين عريضة للبحث والنقاش والتوافق في هذا الحوار، وجعله وسيلة وطنية مثلى ووحيدة يحترمها ويعمل بها الجميع، وبعيداً عن المبررات والمكابرة أو الرفض أو التمترس خلف المصالح الضيقة أو الحسابات الآنية الخاطئة؛ فالأوضاع لا تحتمل ذلك إطلاقا والوقت لن ينتظر ولن يكون في مصلحة من يبحثون عن الحلول وبجدية وصدق وإخلاص إذا مانجح المعرقلون في مهمتهم. والشعب لن يغفر للمتخاذلين والمترددين والمراوغين دورهم في إعاقة الحوار وبأي شكل كان وهم عادة من أولئك الذين ينظرون للجنوب من عين المصلحة الشخصية الآنية والمنفعة المباشرة، وينظرون للتاريخ تبعاً لذلك بأنه وهم وعبث و (فهلوة) وبمقدورهم صناعته كيفما يشاؤون ومتى يشاؤون؛ ولن يرحمهم التاريخ أيضا على ذلك وستفضحهم الأيام؛ فالحوار هو في مصلحة الشعب أولاً وأخيراً والآن ولا يحتمل التأخير ..

** أننا ندعوكم وبصوت الضمير الحي والمسؤولية الوطنية والأخلاقية، وعلى إمتداد خارطة الجنوب إلى أن يأخذ الجميع العبر من التاريخ وبجدية تامة. وأن نستخلص منها الدروس المفيدة لنضمن معاً النجاح لمسيرتنا الوطنية نحو المستقبل، والتي لم ولن نتعلمها من الأكاديميات أو أمهات الكتب مهما عظمت بعد أن عشناها واقعاً فيما مضى ومازلنا نعاني من تبعاتها حتى الآن. وأن نجعل من هذا اليوم زغرودة جنوبية تؤذن وتبشر بقدوم فجر جديد، ويعلو معها صوت العقل والشعور الواعي والمدرك بأن في وحدتنا يكمن خلاصنا. لأن المصير الواحد والمستقبل المشترك يجعل من وحدة الإرادة والموقف الموحد ضرورة وطنية جنوبية ملحة، لنمضي جميعاً وبثقة نحو تحقيق آمال وطموحات شعبنا الكريم بالحرية والكرامة، وجسراً للعبور الآمن إلى جنوب حر خالٍ من الدم والدموع ومسيجاً ومحمياً بأسوار الأخوة والمحبة والوئام، وبالقيم الوطنية والإنسانية الرفيعة ..

اللهم أني بلغت اللهم فأشهد !