fbpx
فلتكسر الأقلام إذا لم تكتُب من أجل البسطاء من الناس ولتحرق الصحف إذا لم يفهمها الجائعون
شارك الخبر

في مدننا اليمنية ما إن تقف سيارة من السيارات الجائعة بسبب جشع تجار الوقود إلا أحاطت بها فصائل الجائعين الذين تؤشر شوكة أمعائهم كمؤشر شوكة البنزين على الفاضي من خزان الوقود.

منهم من يمسح السيارة، ومنهم من يتمسح بالسائق، ومنهم من يخبرك بمؤشر معدته الفاضية.

ما إن تقعد في مقهى لتتناول كوبا من الشاي إلا وترى الجائعين يلتفون حول مائدتك، ليرسلوا رسالة إليك أن البطون الخاوية أولى بالخبز من هذا الشاي لبطن غير خاوية.

ما إن يسلّم إمام المسجد من صلاته إلا وترى فصحاء السائلين يصفون بطون أسرهم شاكية الجوع.

يعتصر القلب حزنا حينما تشاهد من لم يستطع السؤال يبحث عما يسد به جوعه في القمامات.

وهناك… داخل كثير من البيوت من يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا، وهم أضعاف أضعاف من يعلنون جوعهم.

فلتذهب إلى الجحيم تلك الأقلام المأجورة التي لا تكتب عن هؤلاء البسطاء، بل تكتب لترتزق في سوق بيع الأقلام.

فلتذهب إلى الجحيم تلك الأشباح التي تبرز من جوانبها قرون الشيطان، تلك السيارات التي يقبع في مقدمتها واحد من تجار الحروب، وفي مؤخرتها ترى حراسه يصوبون بنادقهم على بسطاء الناس من كل اتجاه ليفسحوا لهم الطريق إلى مطاعم المندي وأسواق القات، ومقايل البيع والشراء.

فلتذهب إلى الجحيم تلك الكرفتات التي تُنسج من أمعاء الجائعين، ليتزين بها مسؤولون مصابون بالتخمة من آثار الولائم، وممن ينتقون مأكولاتهم لتسلم لهم رشاقتهم القاتلة.

آهٍ يا ابن الخطاب.. يامن كنت تربط على بطنك الحجر في سنوات الجوع، لو ترى من خلفك على كرسي القيادة.

أخبار ذات صله