fbpx
حتى أنت يا بن دغر!!!

عندما يهددنا أحمد الميسري بثلاثة عشر يناير ثانية نفهمها باعتبار الميسري كان صبيا جاهلا حينما جرت احداث يناير ولم ينخرط فيها مباشرة، لكن عندما يلوح بها واحد كأحمد عبيد بن دغر فهذا ما يحتاج إلى تفسير.

 

يقول علماء النفس أن من يلوح بإنكار رغبته في أمر معين إنما يعكس ما في وعيه الباطن، فعندما يقول أحدٌ لأحدٍ “والله انا لا أكرهك” إنما يعبر عن كراهيته من خلال  محاولة إخفائها.

 

خلال اسبوع واحد تحدث رئيس وزراء الشرعية أحمد بن دغر ونائبه أحمد الميسري، بأنهما لا يرغبان في ١٣ يناير ثانية.

 

هم لا يتذكرون من تاريخ الجنوب إلا ١٣ يناير وهو تاريخ يرتبط بحرب جنوبية جنوبية استمرت ٣ أسابيع فقط، لكن الشعب الجنوبي بإبائه وسموه الأخلاقي قد حولها إلى ذكرى للتصالح والتسامح وطوى صفحتها وحولها إلى درس للأجيال لأخذ العبرة وتعلم الدروس الحضارية إلا الذين يصرون على استثمارها في محاولات إذكاء الصراعات الجنوبية الجنوبية التي اخفقوا فيها على مر ربع قرن ونيف.

 

الوعي الانفصامي في رؤوس هؤلاء لا يجعلهم يتذكرون حروب صعدة الست، ولا حروب المنطقة الوسطى التي دامت ما يقارب عقد من الزمن، ولا يتذكرون حرب الثلاث سنوات الاخيرة التي توقفت عند فرضة نهم، لأنها لا تدور في وطن ينتمون إليه كما يدعون وكأن وقودها ليسوا من البشر.

 

وعلى ذكر ١٣ يناير، يتذكر الجميع أن بن دغر لم يكن شيئا يذكر قبل يناير ١٩٨٦م ويتذكر الجميع كيف نط بعدها مباشرة بسرعة الصاروخ، إلى رئيس اتحاد الفلاحين وعضو هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى بدرجة نائب رئيس وزراء، ولا أدري لماذا يمن علينا بتاريخ هو احد صانعيه وأحد المستثمرين فيه والرابحين منه.

 

إذا هناك ما يعيب في ١٣ يناير ، وفيه فعلا الكثير مما يمكن الخجل منه فأول من يفترض أن يخجل هو أحمد عبيد بن دغر الذي تسلق بفضل هذا التاريخ ليصل إلى رئيس وزراء ويتطلع إلى رئاسة الجمهورية، في سلطة لا تستطيع دفع رواتب الموظفين ولا توفير سيارة لجمع القمامة التي ازكمت أنوف سكان عدن وبقية المدن الجنوبية.

 

السيد رئيس الوزراء ومعه نائبه لم يستطيعا نسيان الدروس التي تلقناها على لسان معلمهما الأصلي “عفاش” ولذلك لا يهاجمان إلا بلغته ولا يكرران إلا مفرداته ولله في خلقه شؤون.